السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

8 تشكيليين قدموا المناهج الإبداعية باختلاف قناعاتهم في أبوظبي

8 تشكيليين قدموا المناهج الإبداعية باختلاف قناعاتهم في أبوظبي
22 يناير 2009 00:25
قبل أن ندخل في طروحات الفنانين الإماراتيين المعاصرين وتوجهاتهم وأساليبهم في تشييد العالم المجاور، عالم المخيلة والرمز والإيحاء، عالم يغوي المتلقي على التبصر به، كان لابد أن نفهم ماذا وكيف تشكل الفن الإماراتي المعاصر؟ تقول التشكيلية الدكتورة نجاة مكي إنها عاصرت ثقافتين لفناني الإمارات في بداية تكوّن الفن التشكيلي، وهما ثقافة واتجاه موروثي حاول الفنانون الإماراتيون من خلاله نقل الموروث إلى اللوحة، وثقافة أخرى حاول أصحابها أن يتبعوا منهجاً أسلوبياً غربياً وخاصة أولئك الذين عادوا من أوروبا وتشبعوا بما طرح فيها من ابتكارات حداثية ومعاصرة· أما الفنان التشكيلي حسن شريف فيقول: ''إن مفهوم اللوحة قد تغير تماماً منذ عام 1980 في العالم جميعه، إنك لا تطلب من الفنان أن يرسم موضوعاً للوحة، بل إن اللوحة هي التي ترسم موضوعها''· وفي إشارة نجاة مكي إضاءة إلى ما حصل بعد عام 1980 حينما تشكلت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية التي أبصر فيها قسم من المبدعين ''كما يقول حسن شريف إن مفهوم اللوحة قد تغير تماماً منذ عام ،''1980 العالم بشكل جديد حيث الرؤى واستخدامات اللون والتحولات الكبرى في الأفكار كانت قيد الانعطافات التاريخية· يتفق الاثنان، مكي وشريف، على التاريخ والتحول والنظرة إلى العالم، وذلك ما نجده بوضوح في معرض ''فن إماراتي معاصر'' يقام في جاليري سلوى زيدان في أبوظبي في الفترة من 11 إلى 22 يناير الجاري الذي ربما يعد نتاجاً لكل المناهج الإبداعية في التشكيل· البحث عن الأسرار 8 فنانين من أجيال إماراتية مختلفة اجتمعوا في معرض ''الفلاينج هاوس'' في دبي الذي هو أشبه بالمعهد الفني المؤسس على ثوابت تجمع بين الحداثة والفكر الفني العالي، هذا بالإضافة إلى ما يقدمه من محاضرات في هذا الفن تطويراً ورغبة في انتشار الفن التشكيلي· فنانون ارتأوا أنه لم يعد هناك شيء اسمه الواقعية الصلبة ولا الواقعية الانتقادية ولا الانطباعية المتعسفة، إنهم خالقو عالم، صانعو رؤى، قارئو أسرار المحيط المتمدد أمامنا بلا حراك والمحيط الذي قد يعاقبنا في أي لحظة بالموت· فنانون يقرأون تضادات الوجود/ العدم والحياة/ الموت والولادة/ الفناء والموسيقى/ اللوحة· 8 فنانين تجمعوا معاً في ''الفلاينج هاوس'' وجاؤوا إلى افتتاح جاليري سلوى زيدان في أبوظبي، الفنانة اللبنانية التي وصفتهم بقولها: إن هذه المجموعة تمثل تطور حركة الفن الإماراتي الحديث، وأعمالهم تمثل المرحلة الفنية في الإمارات منذ أول فنان معاصر حتى أحدث فنان، أي أنها تغطي سيرة حياة الحركة الفنية التشكيلية الإماراتية· اجتمع الفنانون الثمانية فقدموا 40 عملاً تشكيلياً تراوحت أحجامها بين 22م و4040 سم، وهم ''حسن شريف بـ12 لوحة من ضمنها 3 اسكتشات، وحسين شريف بلوحتين، ومحمد كاظم بـ9 لوحات، ومحمد أحمد إبراهيم بـ5 لوحات، ومحمد المزروعي بـ4 لوحات، وعبدالرحمن المعيني بلوحتين، وليلى جمعة بـ4 لوحات، وموزة السويدي بلوحتين· أعمال شكلت رؤى مختلفة من مدارس متعددة يغلب عليها الترميز والتجديد إلى حدود حداثية وأفق تصوري عالٍ وفق دلالات ومعانٍ طرحت مفاهيم أصحابها وتصوراتهم لبنية اللوحة من حيث الإيحاء والأفكار· ومن هذا المنطلق، يقول محمد أحمد إبراهيم: لدينا الآن حركة تشكيلية إماراتية تملك كل مقومات المعاصرة، ولذا أعتبرها متقدمة فعلاً باعتبارها منفتحة على ثقافات العالم المتعددة، وفي اجتماعنا أجد أن الفنانين الثمانية يطرحون رؤى خاصة بهم كل على انفراد، ولكن ما جمعنا هو الاتفاق على الطرح المعاصر أو روح المعاصرة''· مفارقة التوجه ومن الغرابة حقاً أن هناك فنانين عرباً وأجانب يأتون إلى الإمارات وهم يحملون أعمالاً لا تتناول غير الجمل والحصان مزركشاً، يحمل فوق عنقه التمائم والأيقونات والحلي المرسومة من عالم الفنان نفسه حتى إننا في كل معرض من معارض هؤلاء لا نجد الخيول متشابهة ولا الجمال مشابهة لجمال الصحراء، بينما يشتغل الفنان الإماراتي على الحداثة والرؤى الموروثية الرمزة والتجريدية، فنؤكد أنه غادر منطقة رسم ''الجمل والحصان'' منذ فترة طويلة، وكأنه غادر ساحة التمرين على الجسد وتشكلات زواياه حين كان الجمل والحصان نموذجين لهذا الدرس· فنانون يأتون بالجمل والحصان، وآخرون غادروا رسمه منذ سنوات· إنهم الآن قد دخلوا التجريب والحداثة وكيفية قراءة الأشياء في العالم وتوحد الموسيقى والصورة واللون والرغبة· يقول الفنان التشكيلي محمد كاظم: إنني حاولت أن أربط هذه الأعمال ''التي عرضت في فن إماراتي معاصر بالموسيقى الصارمة من خلال تكراري للخدش كي أجعل صوت الخدش مرئياً''· بين الصوت اللامرئي والخدش المرئي على جسد اللوحة يحاول محمد كاظم أن يخلق التماثل، أن يجسد اللامرئي في المرئي، أن يعيد تشكيل الصوت صورة، لا أن يخلق الصورة من الصورة· في أعمال محمد كاظم ''''1969 تتشكل عوالم من ذات الأشياء المحيطة بنا، ففي لوجتهScratches on Paper من الإكرليك وبمساحة 152152 سم، ترى الأحمر القاني وقد تموج بعذوبة وبصدمة، ترى الخدوش غائبة وظاهرة في اللوحة· إنه عالم أبدي مرتحل إلى اللانهاية كذلك في لوحتهAcry Licand Light بمساحة 120120 سم حيث الضوء يحيل الأزرق إلى شفافية، والبنفسج إلى تصدعات، والعالم الشفيف إلى عذوبة الموسيقى وسط إطار من السواد الكثيف· أما عبدالرحيم المعيني ''''1975 حيث لوحاته Untitled ''بلا عنوان'' من الاكرليك على الجمفاص بمساحة 120120 سم، فترى تداخل الألوان ووهج الأحمر القاني والأصفر اللامع وهو ينهمر من أعلى اللوحة حتى أدناها· عالم من الخيال التكعيبي يكرره في لوحة ثانية ''الأزرق والأحمر والأصفر'' عيون والتواءات وانحناءات ومكعبات، سلالم صاعدة وسهام مستدقة وأيقونات مهملة وأجساد بوضعيات مختلفة، إنه عالم بلا عنوان بسعة 180135 سم· وفي Untitled2 بـ120100 سم يعيد اللعبة وكأن اللوحة تحمل أجزاءً رسمت من منظورات متعددة خارجة وداخلة في التصور والحقيقة والخيال· التساؤلات الغريبة يشترك محمد المزروعي ''،''1962 في لوحته Figre1 التي رسمت عام 2004 من الاكرليك على الجمفاص بسعة 180130 سم، ترى تعالقات الأجساد ورؤى الأفكار والعيون المدهوشة والتساؤلات والخيبة والإحباط، الحيرة تأخذك إلى التساؤل لماذا؟ ألوان باهتة وعيون مُدهَشة ومفزوعة، إنه عالم من القلق· كذلك في لوحته Untitled4 التي رسمت عام 2004 من الاكرليك على الجمفاص بسعة 150100 سم تعيدنا إلى رؤوس بيكاسو والتساؤلات الغريبة· استدارة الرأس في كامل مساحة اللوحة· الرقبة ذات الخط النازل، والأيقونتان البعيدتان لامرأتين أسفل اللوحة بإطار مستطيل صغير، والمثلث الأسود الحاد في جهة الرأس الشرقية وقطرة الدمعة النازفة· إنه القلق بعينه· ويشترك حسن شريف 1951 في إضافة مسحة من الجمال في لوحته حيث الدوائر الطائرة التي رسمت في 2003 بالزيت على الجمفاص وبسعة 150100 سم· ترى الدوائر كأنها مراوح وهي تصغر في الأعلى لتنظر إليك بعيونها الجاحظة في أسفل اللوحة·· عالم من اللون يشع بروح ساحرة وتنويعات دقيقة، سحر من القصدية وتنوع في الأداء اللوني واستدارات لا حدود لها، وكان اللوحة تمثل فضاء غير متناه، إنه عالم رحب من الوجود الطائر، كل أيقونة تمثل رؤية وكل رؤية ثراء· إنها الدهشة المطلقة· أما محمد أحمد إبراهيم ففي لوحته fors 7002 بالحبر الصيني على الورق وبسعة 3222 سم، تتجسد كل الحضارات بلغاتها لتشكل الإنسان منذ أن فكر في البناء، إنها قصة فكر البشرية حيث الكتابة هي الاكتشاف التاريخي الخلاق· لغة هيروغليفية ومسمارية ووجوه منطلقة وأخرى مندثرة وأشياء لم تقلها اللغة الميتة، وأفكار وعقوبات وبكاء وإنسان يتكلم لنا منذ أزمنة بعيدة· سماء من اللغة، بل اللغات، وأفكار ضائعة ومعان مطموسة وأشياء لم يكشف عنها الإنسان بعد، قيلت ولم تقرأ· مصائر مذهلة جمعها محمد أحمد إبراهيم لنقرأها بتأنٍ في لوحته تلك· كذلك موزة السويدي 1986- ففي لوحتها Inpublic التي رسمتها في 2006 من الاكرليك على الجمفاص 274204 سم وفي لوحتيها Vanica Carnival اللتين رسمتا في 2008 من الاكرليك على الجمفاص 10070 سم- تعيد تشكيل المهرجان الفينيسي، حيث تغرق الوجوه بالبهجة والدهشة وبعالم فضفاض، طائر، نحن لا نرى فيه إلا ما يوحي بنار المهرجان بأحلامه المنسرحة بغرق الوجوه البيضاء في عالم سحري أخاذ، حيث العيون والأفواه والأنوف في بياض شفيف، مع الألوان التي تحيلنا إلى كل ما هو مبهج بالرغم من طغيان الأسود القاتم· وربما نجد أن هناك أقنعة متشابهة تحيل التفرد الإنساني إلى مشترك يجمعه الكرنفال· هل الكرنفال الغاء للذات في توحدها مع الآخر كل ذلك كانت تقوله لوحات السويدي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©