الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلمون الأميركيون السود و الرهاب الإسلامي

المسلمون الأميركيون السود و الرهاب الإسلامي
9 يوليو 2008 23:23
لدى المسلمين الأميركيين من أصول أفريقية دور يلعبونه عندما يتعلق الأمر بـ''الرُّهاب الإسلامي'' (الخوف اللاعقلاني من الإسلام) المنتشر والسائد في الغرب· الحقيقة المؤسفة هي أن بعض الأميركيين يرون المسلمين على أنهم وباء يجب اجتثاثُه· إلا أنه، وكما هو الحال في عملية التطعيم، يمكن لـ''لوباء'' أن يكون أحياناً مصدر الشفاء· واجه المسلمون الأميركيون من أصول أفريقية التصوير النمطي الساخر من قَبل، بما في ذلك الشتائم العلنية والاستبعاد الكامل من الحقوق الإنسانية الأساسية· وأوجد هذا السلوك مجموعة مهمشة من الناحية الثقافية والمكانة في ثقافة مريضة· وقد كافح الأميركيون من أصول أفريقية طويلاً ولأجيال عديدة للتغلب على هذه التصنيف· لذا عندما يقوم البعض في الولايات المتحدة بإطلاق الصور النمطية بشكل سلبي وعدواني على المسلمين، كما فعل كثيرون من قبل ضد الأميركيين من أصول أفريقية، فإن ذلك يحرك عداءً كامناً يثيره مقدمو برامج حوارية استخدموا هذه التسميات للحصول على دعم جمهورهم وتعزيز روح عامة من العدوانية· بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 بفترة قصيرة، هوجمت امرأة تلبس لباساً إسلامياً بينما كانت تقوم بالتسوق في سان غابرييل من قبل امرأة بيضاء وهي تصرخ: ''أميركا للبيض فقط!''· ويذكّر ذلك بمعاملة الأميركيين من أصول أفريقية في أماكن الغداء المخصصة ''للبيض فقط'' إبان حركة الحقوق المدنية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي· تبين أحداث كهذه المدى الذي وصل إليه المسلمون ليصبحوا الأقلية المنبوذة الجديدة في أمتنا، وكيف يجري تحويلهم إلى ''آخر'' في المناخ الحالي· ما الحل؟ لا شيء أقل من ثورة اجتماعية· تولد الثقافات من رحم المشاكل التي تواجهها مجموعات من الناس والحلول التي يغتنموها· أما برنامج التنمية الثقافية فيتبع النمط التالي: أولاً، تواجه مجموعة من الناس مشكلة من نوع خاص، كالتهميش العرقي أو الديني أو سوء الفهم· ثانياً، يتبع هؤلاء الذين يملكون الغرائز المطلوبة نزعاتهم الطبيعية ويقترحون حلاً، كالتظاهر من أجـــل حقوق الإنسان الأساسية· ثالثاً، تؤدي النتائج الناجحة لتطبيق الحل، مثل إيجاد تشريعات جديدة للحقوق المدنيـــة، إلى الخطوة الرابعة، وهي تشكيل أيديولوجية منمّقة· خامساً، تتخذ تلك الأيديولوجية شكل مؤسسة، كي تولد أخيراً ثقافة تعززها· يعيش جميـــع بني البشر ضمن ثقافـــة ما، إمـــا باختيارهـــم أو كأمــــر لا بديـــل لـــــه· لا يمكن استبدال ثقافـــة إلا بثقافـــة أخرى، إما من خلال الهجرة أو التحول· وبينما يمكن للبعض أن يقولوا إن الغرب أصبح أكثر رهاباً تجاه المسلمين، من المفهوم أن الثقافة الغربية خائفة من فقدان هويتها الحالية واستبدالها بثقافات عربية أو آسيوية أو أفريقية، يتم تعريفها على أنها ثقافات إسلامية· كأميركي، وكمسلم كذلك، أستطيع بالتأكيــد أن أفهم· جميـــع المسلمين في أميركــا أحرار، حسب القانون، في ممارسة الإسلام دون عائق، بغض النظـــر عمـــا إذا كانوا سنة أو شيعة أو أعضاء في أي طائفة مسلمة أخرى· لكن لسوء الحظ يعمل انتشــار الرهاب الإسلامي على تقويض هـــذه الحريـــة· من المفارقات الغريبة أن حل الرهاب الإسلامي في الولايات المتحدة قد يأتي من المسلمين الأميركيين من أصول أفريقية، أي هؤلاء الذين تحولوا إلى الإســـلام أثناء حقبة الحقوق المدنية ورفضوا الصفات الشخصيـــة والتقاليد الثقافيـــة التي فرضتهـــا الثقافة الأميركية على ''الذين كانوا عبيداً''، وأخذوا يلعبون دوراً مهماً في المجتمع الأميركي· ما الدور الذي يمكن للمسلمين الأميركيين من أصول أفريقية أن يلعبوه؟ أولاً، وحتى يتسنى استخدام هذه المجموعة في العلاج، يجب أن يكون هناك تفاعل أكبر بشكل عام حتى يمكننا معرفة بعضنا بعضاً كأميركيين وكمسلمين· ثانياً، المفتـــاح الأساسي هنا هو الحصول على تفهم أعمق للمنظــور العالمي الذي يحكــم سلوك وتصرفـــات المسلم الأميركي من أصول أفريقية، أي حقيقة أن المسلمين الأميركيين من أصول أفريقية يقدّسون المساواة المطلقة بين جميع أبناء البشر ويعتنقون القيم العالمية الخالدة للقرآن الكريم، والتي ترفض الغيرة والانتقام والتمييز· يجب أن تؤدي عملية إبراز التجربة المسلمة الأميركية الفريدة هذه بالعالم الغربي إلى التســـاؤل: ''إذا كــــان هـــذا هـــو ما يمكن للإسلام أن ينتجه، حتى من قبل أنـــاس جرى تدميــــر ثقافتهـــم بشكـــل سيئ، فمـا الـــذي يتوجـــب علينـــا حقـــاً أن نخافـــه مـــن الإســلام؟''· ليس هناك مثيل للحقوق والاستحقاقات التي توفرت للمسلمين الأميركيين من أصـــول أفريقية في أي مكـــان من العالم المسلم اليوم· المسلمون الأميركيون من أصول أفريقية، والذين يمكن القول بأنهم كانوا أكثر الشعوب التي نُزعت إنسانيتها في التاريخ، مواطنون أميركيون منتجون ووطنيون يلعبون دوراً من خـــلال مشاركتهم الاجتماعية والسياسية في تشكيل المجتمع الأميركي· لذا يتواجد المسلمون الأميركيون من أصول أفريقيـــة في موقــــع فريد اليــــوم لتبني رموز أميركيـــة مثل إعـــلان الاستقـــلال والدستـــور في الولايات المتحدة، بينما لم يفتأوا يكافحون لدحر الرُّهاب الإسلامي· يشكــّل المسلمون الأميركيون من أصول أفريقيـــة مؤشراً على الكيفيــــة التي يمكن بها للإسلام أن يأخذ شعباً مقهوراً ويحول أفراده إلى مشاركين منتجين نشطين يساهمون في تشكيل بيئتهم السياسية والاجتماعية· إنهم شعب واجه التمييز والخوف من قبل، لكنهم مؤهلون للعب دور مهم في مجابهة إحياء جديد للتمييز الثقافي وسوء الفهم: الرهاب الإسلامي· فهيم شعيبي قائد وطني في الجالية المسلمة الأميركية من أصول أفريقية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومون جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©