الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجالس في الإمارات.. قيم وعادات

المجالس في الإمارات.. قيم وعادات
29 يونيو 2016 23:58
المجالس الرمضانية تعد واحدة من السمات المميزة في مجتمع الإمارات، وجزءاً أصيلاً من تراث هذا البلد، حيث تجسد مجموعة من القيم والعادات والتقاليد التي يتوارثها أبناء الإمارات جيلاً بعد آخر. وقد حرص الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومن بعده قيادتنا الرشيدة على ترسيخ هذا التقليد، من خلال اتباع سياسة الباب المفتوح، والتواصل المباشر بين الحكام والمواطنين، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، وتلمس احتياجاتهم، والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم. ومن هنا كان تأكيد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أهمية الدور الذي تلعبه المجالس الشعبية المتوارثة في الإمارات، بتعزيزها ركائز اللحمة الوطنية واستنباط الآراء والأفكار الإيجابية الرافدة لمسيرة التنمية والبناء التي تشهدها البلاد بفضل قيادتها الاستثنائية في شتى المجالات. وقال سموه: «إن الإقبال الشعبي المتزايد الذي تشهده المجالس الرمضانية عاماً تلو آخر، يعدّ ثمرة للتعاون بين مختلف قطاعات المجتمع، وخطاً دفاعياً وقائياً لمواجهة التحديات والظواهر المجتمعية الدخيلة التي يفرضها عالم اليوم، إلى جانب دورها في تعزيز الثوابت الوطنية والحضارية الهادفة، بما يخدم استقرار المجتمع وأمنه، ويحقق المزيد من رفاهية ورضا أفراد المجتمع». ويحسب للمجالس بشكل عام والرمضانية منها بشكل خاص، أنها تركز على مناقشة الموضوعات التي تهم المواطن وسعادة المواطن، وترفع توصياتها التي تتحول في الواقع إلى مبادرات لتطوير الخدمات وتحسينها. فالمجالس تحمل أصالة تراثنا، وهي توسعة لمفهوم المجلس العائلي إلى نطاق اجتماعي أوسع، وهي وثيقة للترابط المجتمعي، وتعزيز العلاقات وتبادل المعارف والخبرات، وهي بوجه عام ليست جديدة على الثقافة الإماراتية، فهي ممارسة أصيلة لدى الشعب الإماراتي وقيادته، وإنها مستمرة طوال أشهر العام، غير أن زخمها خلال الشهر الفضيل يجسد احتفاء المجتمع كله بهذه المناشط المجتمعية بأجوائها الروحانية وطابعها التراثي، وحرصه على مصالحه الوطنية، ومشاركته في اتخاذ القرارات التي تمس واقع حياته المعيشية، كما تتلمس تطلعاته المستقبلية. كما أن المجالس الرمضانية تنشر حراكاً إيجابياً في المجتمع، وهي منصة لطرح الكثير من الموضوعات الاجتماعية، التي تتم مناقشتها وتداولها بكل شفافية ووضوح، كون تلك المجالس تفتح المجال أمام جميع شرائح المجتمع على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية وخلفياتهم الثقافية لتبادل المعرفة والخبرات. ولعل أبرزها في أيام الشهر الكريم، مجالس وزارة الداخلية الرمضانية، في موسمها الخامس، والتي انطلقت مع بداية الشهر الفضيل برعاية مكتب شؤون أسر الشهداء تحت شعار «هذا ما يحبه زايد». وتعد مجالس وزارة الداخلية، امتداداً للمبادرة التي أطلقت في عام 2012، تتوجه فيها الوزارة إلى مواطني الدولة لإشراكهم في مناقشة أكثر الموضوعات أهمية، وتفاعلاً من قبل الجمهور، كما يتولى مكتب رعاية شؤون أسر الشهداء رعاية هذه المجالس، خاصة بوجود مجالس «خيمة الشهيد» هذا العام، حيث تشهد كل إمارة من إمارات الدولة خيمة مجلس باسم الشهداء، تقديراً لدورهم وتضحياتهم الغالية في سبيل رفعة الوطن. وتناقش المجالس هذه السنة مجموعة من القيم الإنسانية التي تشكل النواة التي تأسس عليها المجتمع الإماراتي على يد مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي رسم المعالم الإماراتية الجوهرية للدولة والفرد، فشكل بذلك أرضية صلبة من القيم والأخلاق والرؤية الإنسانية التي انطلقت منها شجرة مثمرة، تتجسد في دولة حديثة فتية وصلت في طموحها وتطورها إلى مراتب عالمية متقدمة. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©