إجراء عملية معقدة لاستئصال ورم سرطاني من وجه طفل بمدينة خليفة الطبية

أجرى فريق طبي متعدد الاختصاصات في مدينة الشيخ خليفة الطبية عملية جراحية معقدة ونادرة لطفل سوداني يعاني من سرطان في وجهه وذقنه، باستئصال جذري لذقن المريض والفك السفلي وأرضية الفم وترميم الفك بالكامل باستخدام عظمة ساق المريض وجلد الفخذ. وبتأكيد الفريق الطبي المشرف على حالة أحمد ابراهيم أحمد البالغ من العمر 14 عاماً، فإن المريض تعافى كلياً من السرطان الموجود في وجهه وذقنه، غير مستبعدين ظهور السرطان في مواقع أخرى من جسم أحمد نظراً لمعاناته من مرض وراثي نادر يسبب تشكل سرطانات جلدية ممكنة العلاج تظهر نتيجة لتعرض المريض لأشعة الشمس. وأكد الدكتور روبرت لورينز استشاري الجراحة، الذي يمارس الطب في مدينة الشيخ خليفة الطبية منذ يناير العام الحالي بعد انتقاله من كليفلاند كلينك، أن هذه الجراحة هي واحدة من أكثر جراحات الفم والفكين تعقيداً في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شملت فيها مكونات مختلفة مثل الفم والذقن والفك وكذلك أنواع مختلفة من الأنسجة تتضمن الجلد والعضلات وهياكل العظام والشرايين والأوردة والأعصاب. وأوضح لورينز في مؤتمر صحافي حضره الطفل أحمد ووالده أن الجراحة التي أجريت في مارس الماضي واستغرقت 15 ساعة، تمثلت في اسئصال الذقن والفك السفلي وأرضية الفم من وجه أحمد وكما تم إزالة الخلايا اللمفاوية من أماكنها في جانبي العنق ثم وضع جزءا من عظم ساقه والجلد في وجهه لإعادة ترميم كامل الفك. وأفاد أن المرحلة المقبلة تتمثل في إجراء عمليات صغيرة إضافية مستقبلاً لتحسين شكل الشفة السفلى لأحمد الذي يسكن في مدينة ليوا، متوقعاً أن يجري أحمد كل العمليات المطلوبة بعد ثمانية أشهر بما في ذلك زراعة أسنان في الفك السفلي. من جانبه، أكد أحمد، وهو من هواة المطالعة، أن حالته الصحية الآن جيدة، ويمارس حياته بشكل طبيعي، موجهاً شكره لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وللفريق الطبي في المدينة. ويتكون فريق الجراحة الذي أجرى العملية للطفل أحمد من الدكتور لورينز، والدكتور ميشيل بوسيير رئيس مركز الجراحة واستشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، والدكتور مايكل فريتز وهو جراح الترميم وطبيب زائر من كليفلاند كلينيك. كما قام كادر من وحدة العناية المركزة وعلم النفس/ طب النفس والعمل الاجتماعي والتخدير والتمريض والأمراض المعدية وطب الأسنان والصيدلية بالمشاركة بشكل فعال خلال إقامة المريض في المستشفى. وأبدى الدكتور لورينز ارتياحه لحالة أحمد الصحية، بقوله إن أحمد «تعافى بعد إقامته في المستشفى لمدة ثلاثة أشهر تحت الملاحظة الطبية وذلك على الرغم من عدم ضمان نجاح العملية بشكل كبير في السابق بسبب طبيعتها المعقدة جداً»، موضحاً أن «مدينة الشيخ خليفة الطبية أجرت سابقاً جراحات إعادة الترميم، لكن نقل العظم في مثل هذه الحالة يعتبر إجراءً أكثر تعقيداً كما يعتبر جديداً على قائمة العمليات الجراحية في المدينة». وعن حجم الورم الذي تم استئصاله، أوضح لورينز أن الورم كان بحجم فاكهة «الجريب فروت» ويقارب الـ 400 غرام، مشيراً إلى أن تفاقم حالة أحمد كانت نتيجة لعدم التعامل مع الورم حال ظهوره. وأضاف أنه «على الرغم من أن السرطانات التي كان يعاني منها الصبي قد تعتبر سهلة العلاج في حال تم اكتشافها في مرحلة مبكرة، إلا أن أحمد ووالده لم يستطيعا إيجاد مركز طبي مناسب للعلاج، حيث تنقل الأب وابنه من مستشفى إلى آخر لمدة عام كامل وتم إخبارهما بأنه بسبب تعقيد الحالة وتأخر علاجها وقلة المتخصصين فيها، فإن العلاج الشافي لحالته غير متوافر وأنه لا خيار لديهم في هذه المرحلة سوى تخفيف آلام الحالة». وتابع: «بعد ذلك حضر والدا أحمد إلى مدينة الشيخ خليفة الطبية والتي بات بمقدورها توفير مثل هذه العلاجات لمثل هذه الحالات المعقدة جداً وبعد عدة فحوصات بالتعاون مع فريق المختبر وأخصائيي الأورام في المدينة تم اتخاذ القرار لإجراء العملية الجراحية». وأوضح الدكتور علي عبدالكريم العبيدلي المدير التنفيذي للشؤون الطبية في شركة «صحة» أن إجراء العملية يشكل إنجازاً في سجل الرعاية الطبية في الدولة، ويعزز ثقة الناس في الخدمات العلاجية، وهو ما يترجم أحد أهداف استراتيجية شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» الساعية إلى تطوير الخدمات العلاجية في إمارة أبوظبي. وقال الدكتور أتول ميهتا، رئيس إدارة الخدمات الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية إن «العملية الجراحية هي كغيرها من الجراحات النادرة والمتطورة في مدينة الشيخ خليفة الطبية حيث يبذل جراحونا جهوداً متواصلة لابتكار ممارسات جديدة لرعاية المرضى وإجراء العمليات الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة». وقدر مهتا تكاليف العملية في الولايات المتحدة الأمريكية بـ250- 300 ألف درهم، علما أن علاج أحمد كان على نفقة شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» و مدينة الشيخ خليفة، انطلاقا من أن صحة المريض فوق كل اعتبار. يذكر أن شركة أبوظبي للخدمات الصحية- «صحة» تمتلك مدينة الشيخ خليفة الطبية وتديرها، وهي المسؤولة عن جميع الأنشطة العلاجية في كل المستشفيات والعيادات الحكومية في إمارة أبوظبي.