مواقف ودروس احترافية من أوروبا

هناك الكثير من المواقف التي تكشف الفارق بين طريقة تفكيرنا نحن في “الاحتراف الإماراتي” وبين طريقة تفكير الأوروبيين والتعامل مع عالم كرة القدم كمهنة وعلم وواجب داخل الملعب وخارجه، وهذه المواقف تبين الكثير من الأزمات التي نعاني منها وهي لا تحتاج إلى تعليق ويكفي عرضها للاستفادة منها. بين ظروف”العائلة” وحق النادي في فبراير 2010 قرر كارلوس تيفيز لاعب مانشستر سيتي التقدم بطلب إلى الجهاز الفني للفريق للسماح له بالسفر إلى الأرجنتين ليكون إلى جوار زوجته التي كانت تعاني من متاعب كبيرة قبل وضع المولودة الجديدة للنجم الأرجنتيني، واستمر غياب تيفيز في بلاده لأكثر من 14 يوماً، حيث كان يحرص على زيارة زوجته ومولودته في المستشفى 5 مرات يومياً، فقد كانت المولودة تعاني من مشكلات صحية هي الأخرى، وخلال الفترة المذكورة لم ينقطع المهاجم الأرجنتيني عن التدريبات الفردية حفاظاً على لياقته البدنية والفنية. المدهش في الأمر أن تيفيز عاد من بوينس آيرس إلى لندن قبل ساعات من مباراة تشيلسي ومان سيتي في الأسبوع الـ 28 للدوري الإنجليزي، وشارك في المواجهة الساخنة التي أقيمت في ستامفورد بريدج، وتمكن من زيارة شباك الفريق اللندني في مناسبتين، وقاد سيتي للفوز 4 – 2، وعلق تيفيز على الظروف التي أحاطت بسفره إلى بلاده، وحرصه على المشاركة في المباراة المصيرية، حيث أكد أن الشأن العائلي أهم من أي شيء في الحياة، ولكنه في الوقت ذاته يحرص على التدريب تحت أي ظروف لأنه لاعب محترف ويجب أن يكون في قمة جاهزيته طوال الموسم وأنه لا ذنب للنادي في ظروفه الخاصة. منع النوم قبل مباراة مصيرية دافع روبرتو مانشيني المدير الفني لمان سيتي عن قراره بالعودة من أوكرانيا إلى مدينة مانشستر عقب نهاية مباراة الذهاب في دور الستة عشر لبطولة “يوروبا ليج” أمام دينامو كييف التي أقيمت في العاشر من الشهر الجاري، وفضل مانشيني وصول الفريق إلى مانشستر في الخامسة من صباح الجمعة 11 مارس دون أن يخلد اللاعبون للنوم عقب المباراة التي أقيمت مساء الخميس. وأكد المدرب الإيطالي أن قرار المبيت في أوكرانيا كان من شأنه إضاعة يوم آخر دون فائدة، في حين كان ينبغي على الفريق العودة سريعاً إلى إنجلترا تأهباً لمباراة مصيرية أمام ريدينج في ربع نهائي كأس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، وقد أقيمت المباراة الأحد 13 مارس، وشهدت فوز سيتي بهدف نظيف، وتأهله إلى نصف نهائي البطولة لملاقاة مان يونايتد وفي تصريحاته التي نقلتها صحيفة الجارديان قال مانشيني: اللاعبون لا ينامون عقب المباريات، إنها عادة معروفة لدى الجميع، وهو الأمر الذي جعلني أقرر استغلال الوقت والعودة مباشرة إلى مانشستر عقب انتهاء مباراتنا أمام دينامو كييف، وبهذه الطريقة أنقذنا يوم الجمعة من الضياع، لدينا مباراة مصيرية أمام ريدينج في كأس الاتحاد، وهي البطولة التي نسعى للذهاب بعيداً فيها، نتمنى الوصول إلى النهائي في ويمبلي، ولكي نصل إلى هناك يتوجب علينا اجتياز عقبة ريدينج. نجا من الموت ليذهب إلى التدريب في 9 يناير 2009 تعرض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لحادث سيارة مروع، وأسفر الحادث عن تحطم سيارة رونالدو بالكامل داخل نفق قرب مطار مدينة مانشستر، وعقب استدعاء الشرطة انصرف اللاعب سريعاً لكي يلحق بتدريبات الفريق الصباحية، خاصة أنه نجا من الحادث ولم يتعرض لأي إصابات، واللافت في الأمر أن رونالدو كان حريصاً على اللحاق بالتدريب دون أن يتعمد استخدام ظروف الحادث كمبرر للتأخير، أو حتى عدم المشاركة في الحصة التدريبية من الأساس، على اعتبار أنه كان يواجه موقفاً طارئاً، أصعب من كل المواقف التي يواجهها لاعبونا ويتأخرون بسببها أو يغيبون عن التدريبات وأحيانا المباريات أيضاً.