السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لحظات من ذهب» في مسيرة أغلى البطولات

«لحظات من ذهب» في مسيرة أغلى البطولات
18 مايو 2017 23:35
أمين الدوبلي (أبوظبي) 7 سنوات وشهر واحد.. أو 2588 يوماً مرت على حسن الشريف حارس مرمى الصقور، يسترجع خلالها الذكريات بالمزيد من الحنين للحظة من الذهب، إذ يعتبرها أهم لحظة في حياته، عندما طلب فيها من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن يوقع له على «قفاز النصر» حينما فاز الإمارات بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة للمرة الأولى في مسيرته على حساب الشباب، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنه فاز بالكأس في نفس الموسم الذي هبط فيه لدوري الهواة، والشريف دخل هو الآخر التاريخ بموقف لن تنساه ذاكره الجماهير وأجيالها، عندما كان القفاز مبتلاً بالعرق، فلم يتمكن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد من التوقيع في المرة الأولى، ولا الثانية، فقام سموه بمسح القفاز «بكم العباءة» أكثر من مرة حتى جف القفاز وتمكن سموه من التوقيع عليه، ومن بعده يوقع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الذي كان يحضر اللقاء أيضاً في مدينة زايد الرياضية في ليلة التاسع عشر من أبريل 2010. هذا المشهد له قصة يرويها لنا حسن الشريف حارس الإمارات وصاحب القفاز التاريخي، فيقول : كنت قد اتفقت مع عامل الملابس المرافق لفريقنا أن يجهز لي قفازاً جديداً جافاً غير القفاز الذي خضت به اللقاء، حتى يوقع عليه راعي الحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبعد نهاية المباراة لم يتمكن العامل من إحضار القفاز الجديد من غرفة الملابس، وبالتالي لم يكن أمامي سوى القفاز الذي خضت به اللقاء، وكنت أظن أنه قد جف، وعند التتويج قدمته لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كي أحصل على توقيعه، ولما حاول سموه التوقيع لم يتمكن في المرة الأولى لأنه مبتل، ولم يتمكن سموه في الثانية لنفس السبب، فشعرت بالخجل، وفوجئت بسموه يمسح القفاز بكم عباءته، ويمسحه أكثر من مرة، ثم يوقع عليه. يقول حسن الشريف: لم أصدق ما رأيته، إنه موقف لا يصدر إلا من الكبار، شكرت سموه وأعلنت عرفاني وتقديري وامتناني، واكتشفت أن الدهشة وعلاماتها لم تكن علي وحدي، فقد أدهش هذا الموقف كل الحاضرين ومن تابعوا المشهد على شاشات التلفاز، أدهشتهم بساطة القائد، وتواضعه الجم، وتصرفه التلقائي، وأيقنت بداخلي أهم أسرار حب الناس لهذا القائد النادر، وعشقهم له، وأيقنت أيضاً أنني كنت محظوظاً بهذا المشهد الذي اعتبرته بطولة في حد ذاته، وحصلت بعده على توقيع سمو الشيخ عبدالله بن زايد. وعن حالة القفاز الآن بعد مرور 7 سنوات قال حسن الشريف: بعد انتهاء مراسم التتويج، أخذته وذهبت به إلى أحد المختصين لوضعه في برواز وإطار حتى أضعه على الحائط في منزلي، وبالفعل علقته على جدار بيتي، وما زال التوقيع واضحاً عليه وكأنه كان بالأمس، وأنا أنظر إليه في كل صباح، وأبتسم عندما أتذكر تلك اللحظة الأهم في حياتي، حتى بعد اعتزالي الكرة في موسم 2012. ولم تكن قصة حسن الشريف هي القصة الوحيدة من قصص الكأس التي تتذكرها الجماهير، فقد كانت هناك قصة أخرى لحارس آخر قدم الكثير لكرة الإمارات، هو المونديالي محسن مصبح، في نهائي موسم 2002 – 2003 الذي أقيم بين الشارقة والوحدة، وفاز فيه الشارقة بركلات الجزاء الترجيحية، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، سجل هدف «الملك» البرازيلي أندرسون، بينما تعادل للعنابي بشير سعيد، وفي ركلات الترجيح كان لمحسن مصبح الفضل الأول في ترجيح كفة الملك الشرقاوي، بالتصدي لركلتي جزاء، وإخراج فريقه من أكثر من مأزق في ركلات الترجيح، فاستحق في هذا النهائي أن يحصل على «البشت» الخاص بالشيخ عبدلله بن محمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة قلعة الشارقة في هذا الوقت. وعن هذا النهائي يقول محسن مصبح: برغم أنني فزت بالكثير من البطولات، فإنني أعتبر تلك البطولة هي الأهم والأغلى في حياتي، لأنها الكأس الأخيرة في مسيرتي، وفيه منحني قائد من قادة الرياضة في الشارقة الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني هدية أعتز بها، هو «بشت الشيخ عبدالله» الذي فاجأني به عندما كنا نحيي الجماهير وكان بجواري وخلع البشت، ثم أهداني إياه، وقبلت الهدية بالطبع، فكانت تلك فرحة مضافة لفرحتي بختام مسيرتي مع الكرة بكأس غالية وبشت غالٍ، ولكنه له قصة معي. يقول محسن مصبح المشهور بـ «سبايدر مان»: البشت ما زال على هيئته وبنفس حالته من الجودة، أحتفظ به في مكان مخصص له بخزانتي منذ تلك اللحظة، وكنت أرتديه في بعض المناسبات المهمة. ويضيف محسن: اللحظة الذهبية مر عليها الآن 14 عاماً، لكنني ما زلت أحتفظ بها في ذاكرتي، وأتذكرها مع كل نهائي للكأس، وأسترجعها كلما أقف أمام «دولاب» ملابسي، وأشعر بسعادة غامرة، لأنني حققت الكثير من المجد في الرياضة التي عشقتها، وضحيت من أجلها، وأجمل شيء لدى الإنسان أن تكون لديه لحظات من الذهب في حياته، تترك أثرها عنده وعند محبيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©