السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البشير يقبل الدعوة لقمة جوبا مطلع أبريل

البشير يقبل الدعوة لقمة جوبا مطلع أبريل
23 مارس 2012
سناء شاهين (الخرطوم)- وافق الرئيس السوداني عمر البشير أمس على دعوة نظيره رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت بالمشاركة في قمة ثنائية في جوبا في مطلع ابريل المقبل، ووجه اللجان المشتركة بالشروع الفوري في ترتيبات الزيارة والتحضير للقمة.وكان البشير قد تسلم ظهر أمس بمجلس الوزراء رسالة خطية من رئيس دولة جنوب السودان بشأن القمة سلمها له وفد عال المستوى من جنوب السودان برئاسة باقان اموم رئيس وفد جنوب السودان للتفاوض بشأن القضايا العالقة.وقال أموم عقب اللقاء إن البشير “قبل الدعوة ووعد بزيارة جوبا وقال إن جوبا بالنسبة له مدينة وبلد في قلبه وذهنه وعبر عن استعداده لزيارتها والعمل مع أخيه سيلفا كير ميارديت لإرساء السلام بين الدولتين والدفع بالعلاقات بشكل إيجابي لمصلحة شعبي البلدين”.وأكد أموم في تصريحات للصحفيين إن الرئيس السوداني” وجه اللجان المشتركة للتنسيق والبدء فورا في ترتيبات الزيارة والتحضير للقمة”. وكان وفد جنوب السودان قد وصل إلى الخرطوم ظهر أمس واستقبله في مطار الخرطوم إدريس محمد عبد القادر رئيس الوفد السوداني في مفاوضات اديس ابابا حول القضايا العالقة.ويضم الوفد إلى جانب باقان اموم سبعة وزراء وتعد الزيارة الأولى لمسؤولين من جنوب السودان إلى الشمال منذ انفصال الجنوب في يوليو الماضي .وانخرط الوفد فور وصوله في لقاء مع المسؤولين السودانيين في رئاسة مجلس الوزراء. وجاءت موافقة البشير الفورية للدعوة مفاجئة للأوساط السودانية التي تتخوف من احتمالات غير آمنه للزيارة عقب تردد أنباء بشأن تأييد بعض المسؤولين بحكومة الجنوب لقرار محكمة الجنايات الدولية بتوقيفه. وفي السياق كان مسؤول كبير في حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) في السودان قد أكد أن البشير لن يغادر إلى جوبا حتى تتوفر الثقة والضمانات الكافية على سلامته وأن الحزب يتحسب لاحتمال أن يكون وراء الدعوة “مؤامرة” للغدر بالرئيس السوداني وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية. وقال القيادي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي إن تصريحات مسؤولين بجنوب السودان حول التزامهم بمقررات المحكمة الجنائية تثير القلق بشأن سفر الرئيس إلى جوبا واكد بان البشير لن يذهب ما لم تتوفر الثقة بسلامته.لكن مسؤولا كبيرا آخر نفى الحكومة علمها بنية حكومة الجنوب التعاون مع المحكمة الجنائية في إلقاء القبض على البشير أثناء زيارته إلى جوبا .وأشار وزير الدولة برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر إلى أن الثقة متوفرة في حكومة الجنوب، وأضاف في تصريحات صحفية مقتضبة أمس الأول “نحن لا نشغل انفسنا بمثل تلك الأحاديث ولا نتوقع من جوبا القيام بذلك العمل” وأوضح أن غرض إطلاق تلك التصريحات سياسي بالدرجة الأولى بهدف معرفة رد فعل الدولة المعنية بها. وتزامنت زيارة وفد جنوب السودان إلى الخرطوم مع أنباء أبرزتها خصوصا أجهزة الإعلام الرسمية عن تصعيد للعمليات على جبهة القتال في جنوب كردفان استهدفت للمرة الأولى منطقة هجليج التي تضم اكبر حقول البترول في السودان بمساعدة جيش جنوب السودان.ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية - وهو وكالة أنباء سودانية مرتبطة بجهاز أمن الدولة- عن رئيس المخابرات السودانية قوله إن الجيش السوداني وقوات الأمن “تصدت صباح اليوم (أمس) لهجوم على مدينة هجليج بولاية جنوب كردفان قامت به الحركات المتمردة التي تتخذ من أراضي دولة الجنوب منطلقا لها”. وأضاف التقرير أن “نصف القوة التي نفذت الهجوم تتبع للجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب”.لكن أرنو لودي المتحدث باسم الجناح الشمالي للجيش الشعبي قال إنه لم يسمع عن أي هجوم على هجليج. وقال “أعتقد أن هذا جزء من حملة إعلامية تفتقر إلى أي أساس من الصحة”. وأضاف “المغزى من هذا النوع من الحديث هو كسب تأييد المواطنين في السودان في محاولة للضغط على حكومة جنوب السودان أثناء المفاوضات”. وقال فيليب أجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن الاتهام أيضا عار من الصحة. وقال “إن السودان هو من ينقل القوات إنهم يأتون من قواعده”. وأضاف “كنا نتوقع هجوما على جاو في الأيام الثلاثة الماضية... ربما هاجموا قواتنا وأرادوا التغطية. غدا سنعرف ماذا يحدث؟”. وفيما طالب مساعد الرئيس السوداني عبد الرحمن المهدي ، نجل الزعيم السوداني المعارض الصادق المهدي بتهدئة الأجواء لانعقاد القمة بإيقاف شامل للعدائيات ووقف إطلاق النار في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ودعا إلى مشاركة القوى السياسية في الدولتين في القمة المرتقبة، أكد مستشار الرئيس السوداني، إبراهيم أحمد عمر، التزام الحكومة بالاتفاق الإطاري المتضمن للحريات الأربع الذي وقعته مع دولة جنوب السودان، وقال إن الاتفاق لم يكن تنازلاً عن حقوق السودان، مشيراً لحرص الخرطوم لإقامة علاقات طيبة مع جوبا. وقال عمر إن الحكومة ترى أن مصلحة البلدين تكمن في الاتفاق واستدامة السلام، وأكد حرص السودان على إقامة علاقات تعاون وتقارب مع دولة الجنوب. وفي المقابل، طالب أئمة المساجد بولاية الخرطوم حملة للدفع نحو عدم قبول رئيس الجمهورية لدعوة رئيس حكومة الجنوب بزيارة جوبا وعقد القمة الرئاسية المرتقبة هناك وحذروا من احتمال تدبير مكيدة للرئيس بدولة الجنوب “ كما دبروها لأطور” على حد تعبيرهم . لكن والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر ، قاد حملة “تنويرية” مضادة .وأوضح في لقاء تفاكري لأئمة المساجد والدعاة بالولاية انعقد أمس الأول إلى وجود مصالح كبيرة تترتب على هذا الاتفاق “إن مضى قدما” باعتبارها مقدمة لاتفاق طويل إلا أنه عاد وقال: “ستظل الدعوة قائمة للجهاد ولن نتوقف”.وفي اللقاء التفاكري، قال الأمين العام للحركة الإسلامية بالولاية عثمان الهادي إن “الكوميسا” ستجبر الدولة على تنفيذ اتفاق الحريات الأربع متى ما انضمت دولة الجنوب للمنظمة وقال إن الجنوب يعتبر بوابة لإفريقيا وامتدادا للدين الإسلامي إلى أعماق إفريقيا فيما شن عضو الحركة الإسلامية د. كمال رزق هجوما على اتفاق الحريات الأربع واعتبر أنه ليس من المنطق أن تضرب الحركة الشعبية البلاد وتحتل بعض أجزائها ونقتنع بأن الوضع سيكون “ سمن على عسل”، وأكد أن الجنوبيين المسلمين إذا دخلوا البلاد سنرحب بهم وشدد على أن الحركة الشعبية هي العدو الأول وتساءل: “كيف نستقبل باقان الذي وجه إساءات للرئيس في وقت سابق”، مبدياً رفض السودانيين لما أسماه بـ”الذل والهوان”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©