الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضجة سياسية حول المهمة الألمانية في أفغانستان

ضجة سياسية حول المهمة الألمانية في أفغانستان
9 سبتمبر 2009 00:13
طلب أعضاء البرلمان الألماني يوم الإثنين الماضي، تفسيرات بشأن الكيفية، والأسباب التي جعلت جنودهم الموجودين في أفغانستان، والذين يقتصر عملهم على مهام حفظ السلام، سبباً في الضربة الجوية التي نفذها «الناتو»، وأدت إلى مصرع 100 أفغاني على وجه التقريب. وقد أدت التداعيات السياسية للحدث، إلى إحداث هزة في الحملة الانتخابية الدائرة رحاها الآن في ألمانيا قبل أسبوع من موعد الاقتراع، كما هددت بإفساد جو العلاقة بين ألمانيا والولايات المتحدة. وقال مساعدو المستشارة الألمانية إنجيلا ميركيل إن المستشارة سوف تخاطب البرلمان يوم الثلاثاء بعد أن تزايد الضغط على وزير دفاعها» فرانز جوزيف يونج»، الذي أصر في البداية على أن الهجمة الجوية أدت إلى مصرع مقاتلين من «طالبان» فقط، ثم عاد ليعترف فيما بعد بوجود مدنيين ضمن ضحاياها. في الآن ذاته، قال ممثلو النيابة في مدينة»بوتسدام» الألمانية، إنهم ينظرون في مسألة ما إذا كانوا سيفتحون تحقيقاً جنائياً حول القرار الذي اتخذه القائد العسكري الألماني، بإصدار أمر بتوجيه ضربة جوية بواسطة طائرة مقاتلة نفاثة أميركية، أدت إلى تدمير شاحنتي وقود مختطفتين، وعدد كبير من المارة في وقت مبكر من صباح الجمعة الماضية في مقاطعة «كوندوز» الأفغانية الشمالية. وكان مسؤولو الولايات المتحدة و»الناتو»، قد قالوا إن القرار الألماني بالأمر بقصف الشاحنتين قد اتخذ بناء على معلومات مقدمة من مخبر أفغاني وحيد، ورصد غير واضح التفاصيل بكاميرات المراقبة، وهو ما قد يعتبر انتهاكا لقواعد «الناتو» الجديدة التي تحد من استخدام الضربات الجوية. بالإضافة لذلك، تساءل الجنرال «ستانلي آيه. ماكريستال» قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان، عن السبب الذي جعل القادة الألمان يبقون بعيدا عن موقع القصف فيما بعد، بدلا من إرسال فريق من طرفهم لتحديد ما إذا كان هناك مدنيون قد قتلوا في الغارة أم لا. وقد صب المسؤولون العسكريون الألمان جام غضبهم على ما أطلقوا عليه «نقداً علنيا غير مبرر» للإجراءات التي اتخذوها، من قبل مسؤولي الولايات المتحدة و»الناتو». وكان «فوج راسموسن» رئيس الوزراء الدانمركي السابق، والذي تولى منصب الأمين العام لــ «الناتو» الشهر الماضي قد تعهد بإجراء تحقيق كامل عن القصف، غير أنه لم يعلق على المنازعات بين أعضاء «الناتو» والتي تفاقمت أثناء عطلة نهاية الأسبوع. يوم السبت الماضي، وصف وزير الخارجية الفرنسي «برنارد كوشنر» القصف بأنه «خطأ جسيم» كما وصفه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي «خافير سولانا» بأنه «كان حادثاً حزينا جدًا جدا». وهذه التعليقات أغضبت المسؤولين العسكريين الألمان، الذين وجهوا أصابع الاتهام تجاه حلفائهم ومنهم «كريستيان شميدت»، نائب وزير الدفاع الذي قال في حديث إلى شبكة التلفزيون الألمانية «زي، دي. إف»: إن وزراء خارجية الدول الأخرى يجب أن ينتظروا حتى تتبين نتيجة التحقيقات». كما اشتكى»شميدت» من أن أعضاء «الناتو» الأوروبيين قد أخفقوا في الوفاء بالتزاماتهم، بتدريب رجال الشرطة والجيش الأفغان، على الرغم من أن ذلك التدريب يعد مكوناً رئيسياً من مكونات استراتيجية «الناتو» لهزيمة طالبان، وأن معظم العبء في ذلك يقع على عاتق بلاده. يوم الأحد، وصف وزير الدفاع الألماني «فرانز جوزيف يونج» القصف بأنه «كان ذا ضرورة قصوى» قائلا إنه كانت لدى ضباطه «معلومات مفصلة للغاية» تشير إلى أن «طالبان» قد خططت لاستخدام شاحنات الوقود في مهاجمة موقع ألماني متقدم في «كوندوز». كما قال إن «إرهابيي طالبان فقط» هم الذين لقوا مصرعهم قبل أن يتراجع بعد ذلك بيوم، ويقول إن مدنيين كانوا من ضمن القتلى. وقال «ماركوس كايم» المحلل لدى المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن العديد من أعضاء البرلمان لا يثقون في «يونج»، وأن تبريراته المتناقضة لم تؤد لشيء سوى إضعاف موقفه. على مدى سنوات، ظل المسؤولون الألمان ينتقدون البنتاجون لاعتماده على القوة الجوية في مهاجمة «طالبان» دون الاهتمام الكافي بالخسائر المدنية. بيد أن الذي حدث بعد القصف الذي تم في «كوندوز» هو أن بعض أعضاء البرلمان قد وجدوا أنفسهم في موقف غريب عندما راحوا يثنون على ضبط النفس الذي أبداه الجنرالات الأميركيون ويتهمون القادة الألمان بالتهور. من هؤلاء النواب «جرجين تريتن» النيابي المخضرم وممثل «حزب الخضر» المعارض في البرلمان الذي قال في مقابلة أجريت معه: لقد كان رد فعل الجنرال ماكريستال عاقلا جداً، حيث أظهر جدية من خلال التحقيقات التي أمر بإجرائها حول القصف كما أصدر بياناً يعزي فيه أهالي الضحايا. وأنا شخصياً اعتقد أنه قد تصرف بشكل صحيح، ولست أفهم رد فعل الحكومة الألمانية، خصوصا وأننا ظللنا لفترة طويلة نتمنى وجود قائد أميركي من هذه النوعية». بصرف النظر عما إذا كان من قتلوا في تلك الغارة من مقاتلي «طالبان» أم من المدنيين، فإن الكثير من الألمان قد شعروا بصدمة حقيقية، لأن أحد قادتهم يحتمل أن يكون مسؤولا عن هجوم أسفر عن مصرع مدنيين. ويرجع ذلك لأن الجنود الألمان في أفغانستان محظور عليهم الاشتراك في معارك قتالية لأن مهمتهم الأساسية هي التركيز على برامج إعادة البناء المدنية. يوضح «والتر كولبو» الاشتراكي الديمقراطي والعضو المخضرم في لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني ذلك بقوله:«في أفغانستان يبدو ما يدور هناك وكأنه حرب ولكنه بالنسبة لنا ليس حرباً... وهذه تفرقة مهمة بالنسبة لنا». وكان النقاش حول ما إذا كانت المهمة الألمانية في أفغانستان هي مهمة حربية حقاً أم لا قد وصل إلى ذروته في شهر يوليو الماضي، وذلك عندما لقي ثلاثة من الجنود الألمان مصرعهم خلال معركة مع «طالبان»، ويتوقع له أن يتصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في السابع والعشرين من سبتمبر الحالي. كريج ويتلوك-برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©