الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تبقي الباب مفتوحاً للحوار مع «طالبان»

واشنطن تبقي الباب مفتوحاً للحوار مع «طالبان»
23 مارس 2012
واشنطن (وكالات) - أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الباب ما زال مفتوحاً أمام محادثات سلام حول أفغانستان مع حركة طالبان، كانت هذه الحركة قد علقتها الأسبوع الماضي. وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة عازمة على إيجاد حل سلمي للنزاع، في حين تستعد قوات الائتلاف الدولي للانسحاب من البلاد، والذي يجب أن ينجز في العام 2014. إلى ذلك، صرح الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أن الحلف الأطلسي سيقدم 4,1 مليار دولار لتمويل الجيش الأفغاني بعد مغادرة قواته المقاتلة البلاد. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الأفغاني زلماي رسول أمس الأول إن “طالبان هم الوحيدون القادرون على اتخاذ قرار بشأن أعمالهم. كنا واضحين، نحن مستعدون لاستئناف المحادثات، وهدفنا هو فتح الطريق أمام محادثات كي يتمكن الأفغان من التفاوض في ما بينهم”. ومع ذلك، شددت كلينتون على أن الولايات المتحدة لا تسمح بعودة الشروط التي كانت مفروضة على النساء من قبل حركة طالبان قبل الاجتياح الأميركي عام 2001. ولم يكن بإمكان النساء الذهاب إلى المدارس أو إلى مراكز العمل. وأضافت “لن نتساهل حول هذه النقطة. أي اتفاق سلام يستثني أكثر من نصف السكان (الأفغان) لن يكون سلميا. إنه مجرد وهم لن يدوم” موضحة أن هذا الأمر هو “خط أحمر” بالنسبة للولايات المتحدة. وأوضحت “ليس هناك أي شك في هذا المجال: حتى وإن تغير دور الأميركيين خلال سنوات المرحلة الانتقالية فسوف ندافع عن الأفغانيات والعمل بشكل وثيق معهن”. وأعلن متمردو حركة طالبان الأفغانية في بيان الخميس الماضي تعليق المحادثات التمهيدية الجارية مع الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع في أفغانستان، مشيرين إلى الموقف “المتذبذب” للأميركيين. وقالت كلينتون أيضا “كي تكون هناك محادثات، يجب أن تقطع طالبان علاقاتها مع القاعدة، وأن تتخلى عن العنف وأن تتقيد بالدستور الأفغاني، وهذا الأمر يتطلب منهم احترام النساء وحقوق الأقليات”. كما أعلنت كلينتون من جهة أخرى، أن الولايات المتحدة تبدو في طريقها لتوقيع اتفاق شراكة استراتيجية مع أفغانستان يحكم علاقتهما المستقبلية أثناء قمة لحلف شمال الأطلسي في أواخر مايو أو قبل القمة. وكان مسؤولون أمريكيون وأفغان يحاولون التوصل من خلال التفاوض لاتفاق يحكم الوجود الأمريكي في أفغانستان، بعد المهلة التي تحل في 2014 لانسحاب معظم القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي، على ان يتيح للمستشارين وربما لبعض القوات الخاصة البقاء. ووقعت الدولتان في وقت سابق اتفاقا بشأن نقل سجن باجرام الذي تديره الولايات المتحدة للسلطة الأفغانية مما ترك المداهمات العسكرية للمنازل الأفغانية التي كانت تجرى ليلا باعتبارها النقطة الصعبة الأخيرة أمام التوصل لاتفاق. وقالت كلينتون “أحرزنا تقدما جيدا في الأسابيع القليلة الماضية” في إشارة إلى الاتفاق بشأن السجن. وأضافت “نتطلع إلى وضع اللمسات الأخيرة على ما يعرف باتفاقية المداهمات الليلية.. هذه أمور معقدة لكننا نعمل على تذليلها. إننا نفسح الطريق أمام اتفاق للشراكة الاستراتيجية”. ومضت تقول “نود كثيرا أن نكون في وضع يمكننا من توقيع مثل هذا الاتفاق.. إما قبل قمة شيكاجو أو خلالها واعتقد أننا في سبيلنا لعمل ذلك”. ويبدو أن جهود الولايات المتحدة لتعزيز مباحثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان قد تعثرت. وفي 15 من مارس قالت حركة طالبان إنها ستوقف مباحثات السلام مع الولايات المتحدة التي كان ينظر اليها بوصفها سبيلا إلى انهاء الصراع الذي مضى عليه عقد من الزمان في البلاد، وعزت ذلك إلى تصريحات أميركية “غريبة وغامضة”. إلى ذلك، صرح الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس أن الحلف الأطلسي سيقدم 4,1 مليار دولار لتمويل الجيش الأفغاني بعد مغادرة قواته المقاتلة في أواخر 2014، في ما بدا تأكيدا على توقيع اتفاق مقبل بهذا الخصوص. وقال مسؤول غربي في كابول إن هذا الرقم “تقدير أولي” للمبلغ الذي سيقدمه المجتمع الدولي لقوات الأمن الأفغانية وسيتم اقراره في مؤتمر شيكاجو حول أفغانستان في مايو. لكن عددا من الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي رفضت المساهمة في المبلغ بحسب مصدر غربي آخر. غير أن كرزاي أكد في مراسم عسكرية “من المقرر أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا ودول اخرى سيسدد بعد 2014 وطوال السنوات العشر التالية حتى 2024 مبلغ 4,1 مليار دولار (3 مليارات يورو) سنويا من أجل جيشنا وقواتنا المسلحة الأخرى”. وتابع “اننا نقبل ونشكرهم” متابعا “لكن لدينا تساؤلات، سبق أن وجهها وزير الدفاع خطيا إلى السلطات الأميركية والحلف الأطلسي. فأفغانستان لا تحتاج فحسب إلى دفع رواتب قواتها. لكنها ستتمكن من ذلك يوما ما”. وتابع “أفغانستان بحاجة إلى رادارات وانظمة دفاع جوي وقوات جوية وطائرات مقاتلة وللشحن ومروحيات وغيرها من المعدات الحديثة لتحسين جهاز الدفاع. إذا قدمت إلينا الولايات المتحدة هذه الأموال، فهل تقبل ان نشتري طائرات من دول أخرى؟” ويشكل تمويل قوى الأمن الأفغانية نقطة نقاش محورية بين أفغانستان والحلف الاطلسي الذي لا يرغب في ترك بلد بلا حماية قواته الأمنية الخاصة بعد انسحاب قوات الحلف في أواخر 2014 لتجنب الحرب الأهلية والفوضى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©