الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باريس تحتفي بـ «شاعر المليون» و «أمير الشعراء»

باريس تحتفي بـ «شاعر المليون» و «أمير الشعراء»
19 مايو 2017 16:56
باريس (الاتحاد) أشاد معالي فريديريك ميتران بالدور الثقافي الكبير الذي تلعبه أبوظبي على مستوى العالم، وبأهمية برنامجي شاعر المليون وأمير الشعراء ودورهما التثقيفي للجيل الجديد والمساهمة في تعزيز الاهتمام بالشعر أحد عناصر التراث الثقافي للبشرية. جاء ذلك خلال ندوة ثقافية استضافتها منظمة اليونسكو أمس «الخميس» بعنوان «دور الإعلام في عملية إحياء الشعر»، بتنظيم من جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي، وبمشاركة كل من: الكاتب والمخرج معالي فريديريك ميتران وزير الثقافة الأسبق في الجمهورية الفرنسية، وسعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في اللجنة، وأدارها باسكال ايرولت كبير صحافيي جريدة opinion الفرنسية. وقامت جمعية الصحافة الأوروبية ممثلة برئيسها نضال شقير بإهداء دروع تذكارية لسعادة سفير الإمارات وللمشاركين في الندوة. وألقى السفير عبدالله علي مصبح النعيمي مندوب دولة الإمارات الدائم لدى منظمة اليونسكو كلمة ترحيبية بالحضور المُحتفين بالثقافة الإماراتية، وبكبار مثقفي الإمارات. واستشهد بعبارة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قال فيها «إنّ الهدف الأول والأخير للمعركة الحضارية هو الإنسان، والشعر أحد هذه الأسلحة لمعانيه ودلالاته وجمالياته»، ولعلّ هذه العبارة تفسّر الأهمية القصوى التي تحصدها برامجنا الثقافية والفكرية التي بلورت دور الإمارات في المشهد المعرفي العربي والعالمي. ونحن على العهد الثقافي باقون، نواجه التشوّه في الفكر وانسداد الأفق بالتطرف ونبذ الآخر، بالعلم والشعر والتنمية وريادة آفاق الرقي والحداثة. وألقى د. علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام وعضو لجنة تحكيم برنامج «أمير الشعراء» كلمة نقدية، عميقة، وضافية تتطرق فيها إلى العلاقة بين الشعر والإلقاء، التي وصفها بأنها قديمة و «ليست بالعلاقة الجديدة أو الطارئة»، ضارباً المثل بـ «ظاهرة سوق عكاظ والمعلقات الشعرية في مرحلة ما قبل الإسلام»، مؤكداً أن الشعر كان «صانع الخطاب العام والمعبّر عن ضمير الجماعة، وقد احتاج الشاعر إلى منبر يوصل من خلاله شعره، ويكون نقطة الانطلاق إلى أماكن وفضاءات أوسع، بل إنه يبدأ في اتخاذ حيزه في الذاكرة الجمعية من خلال تلك المنابر»، مؤكداً على أن «المنبر الشعري كان عبر مختلف المراحل جزءاً من العملية الشعرية، وأنه كان هناك منبران للشعر في الحياة العربية العامة: منبر شعبي يتخذ مكانه في الأسواق، ومنبر نخبوي يتجلى في مجالس الأشراف أو في بلاطات الملوك. وفي الحالين برز شعراء اشتهروا بقدرتهم على الإلقاء والتأثير في الجمهور. وتوقف د. علي عند الغناء بوصفه منبراً إضافياً أو وسيطاً أساسياً من منابر ووسائط إيصال الشعر في التراث العربي. لافتاً إلى أن الأغنية توصف بكلمة «صوت»، في عملية تماه بين القصيدة وإلقائها، فصوت القصيدة في كثير من الأحيان هو القصيدة نفسها، وفي كثير من الأحيان يكون أكثر حضوراً من القصيدة نفسها. وما يستوقفني شخصياً ــ والكلام للدكتور علي بن تميم ــ هو تلك العلاقة المبكرة بين المرسل (الشاعر) والمتلقي، وكم من مؤلفات وضعت لشرح هذه العلاقة وخصائصها وفنونها وأدواتها، بما يعكس ثقلها الجلي في الوعي العربي العام عبر العصور. وتابع د. علي بن تميم: في العصر الحديث بدأ الشعر العربي يفقد تدريجياً هذه الخاصية المهمة، أي الأداء، بل وجدنا أن كلمة «منبر» في حدّ ذاتها تحولت سبباً للانتقاص من الشعر أو من شعراء معينين، وهذه مسؤولية مشتركة بين الشعراء وجمهور الشعر على السواء. فمن جانب الشعراء وجدنا القصيدة تنحو أكثر فأكثر نحو الإنشائية والصراخ والبرّانية والموسيقى اللفظية والإيقاعات الحماسية، وفقدت الكثير من العمق الذي كان يميزها في السابق، فبات شعر المنبر يوازي لدى الكثيرين انعدام اللمعة الشعرية والموهبة واستغلال الشعر في خطابات سياسية أو أخلاقية لا تمتّ للإبداع الشعري بصلة. أما من جهة جمهور الشعر فوجدنا أنه بات أيضاً غير متطلب وغير نقدي كما كان في مراحل سابقة، فبات الاستسهال سمة والتكرار عنصراً متكرراً. لقد شهد القرن العشرون العديد من الشعراء الكبار ينزعون إلى الجمع بين اللمعة الشعرية والخطابية، نذكر منهم الجواهري والرصافي وسعيد عقل ونزار قباني ومحمود درويش وغيرهم، ممن اشتهروا بفنهم في إلقاء الشعر وشكل أداؤهم أمام الجمهور حضوراً موازياً لنصهم الشعري المتداول عبر الدواوين الشعرية أو المجلات والصحف. لكننا في الوقت نفسه شهدنا، وللأسباب آنفة الذكر، نوعاً من الانصراف عن فن إلقاء الشعر، أي عن حضور جسد القصيدة في صوت الشاعر، أو جسد الشاعر في صوت القصيدة، وقد ارتكبت الحداثة الشعرية العربية خطأ فادحاً حين صورت وجود تناقض بين الشعر أو القصيدة وإلقائها، وبتنا نجد شعراء يتفاخرون بأنهم لا يكتبون لأحد ولا يريدون لقصيدتهم أن تصل لأحد. ومع التفهم التام لهذا الاتجاه الحداثي، فإنه يبقى مرتبطاً بشعراء بعينهم يعيشون العزلة بوصفها فضاءهم الإبداعي الطبيعي، وهذا رأيناه أيضاً في الغرب، لكن المشكلة الحقيقية حين يتحول إلى اتجاه عام ويصبح جزءاً أو حتى شرطاً من الخطاب الشعري. وقد رأينا في الغرب عموماً أن العلاقة بين الشاعر والجمهور استمرت مع التيارات الحداثية، ورأيناها تظهر على المسرح أو في الفنون الأدائية أو في مقاطع الفيديو، إلخ، وكلها تهدف إلى تحقيق الغرض نفسه وهو إقامة علاقة مع المتلقي، بحيث يكون التفاعل معه جزءاً من حياة القصيدة وتطورها، وحتى الشعراء الشباب اليوم يجتهدون في إيجاد صيغ تطويرية لإيصال القصيدة إلى الناس، خصوصاً وأن الانكفاء عن عملية إيصال الشعر، أدى في النهاية إلى عزلة الشعر نفسه، وفقدانه أهميته وتأثيره وحضوره، فبدأنا نرى مجدداً أشكال الإلقاء تعود بقوة، خصوصاً بين الشباب، حيث رأوا أن الشعر لا يستطيع الاستمرار في الانكفاء وتجنب اختبار الاحتكاك المباشر بالجمهور. في هذا السياق برز، على سبيل المثال، برنامجا: أمير الشعراء وشاعر المليون في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المهم الإشارة هنا إلى أن بروز هذين البرنامجين التلفزيونيين جاء بالتوازي مع إطلاق دولة الإمارات عموماً وأبوظبي خصوصاً العديد من المبادرات الثقافية والفنية، إدراكاً من قيادة الدولة، وعلى وجه الخصوص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لأهمية مثل هذه المبادرات في النهوض الحضاري والتنموي، وفي مواجهة التيارات المتشددة والمتطرفة التي تتمسّح بمسوح الدين، ولمنح الشباب بيئة خصبة للتعبير عن أنفسهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، وهو ما توّج قبل فترة قصيرة بتأسيس مجلس القوة الناعمة الإماراتية الذي يهدف إلى الاستثمار في الإنسان والمعرفة وسيلة للتطوير والنهوض نحو المستقبل. وأضاف د. علي بن تميم: وبصفتي عضواً في لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء منذ تأسيسه قبل نحو تسع سنوات، فقد شهدت ذلك الإقبال الكبير، سواء من هواة الشعر أنفسهم أو من الجمهور على متابعة البرنامج، إذ جاء ليملأ ثغرة كبيرة في الواقع الإعلامي العربي وليعيد الاعتبار إلى الشعر وفنون إلقائه أمام الجمهور، وعاماً بعد الآخر، يزداد حضور هذا الجمهور وتتسع رقعته، كما يطور البرنامج نفسه ليصل إلى شرائح أوسع، وليقدم محتوى إعلامياً وفنياً أفضل شكلاً ومضموناً. والأمر نفسه ينطبق على شاعر المليون للشعر النبطي، أو المحكي الخليجي، وفي الحالين فإن تجربة حضور الشعر في الإعلام الجماهيري على وجه الخصوص، أي التلفزيون، قد أثبتت نجاعتها، بل ضرورتها، وهو ما يعني أن كل الدعاوى السابقة حول عزل الشعر لا يمكن ولا يجب تعميمها. وفي ختام كلمته ذكر د. علي بن تميم أنّه ربما تختلف الرؤى والمقاربات حول حضور الثقافة عموماً والشعر خصوصاً في وسائل الإعلام الجماهيرية، لكنّ هذا الاختلاف لا يجب أن يمنع أو يحجب ضرورة هذا الحضور، أما الكلام الذرائعي الدائم عن أن الجمهور غير مهتم بالثقافة، فهو كلام غير صحيح، وهو مسؤولية الوسائط الإعلامية في المقام الأول المطالبة بأن ترفع جرعة الابتكار والتجديد وتقديم الأفكار الجديدة التي تدفع الجمهور، لاسيما جمهور الشباب إلى التفاعل معها، وهو دور الحكومات والمؤسسات أن تسعى إلى إلغاء مثل هذه الحواجز، وعدم التذرع بذرائع واهية من قبيل السوق، وعدم تحقيق البرامج الثقافية للربحية المطلوبة، ذلك أنه ولو سلمنا جدلاً بصحة ذلك، وهو أمر غير صحيح بالمطلق، فإن الربح الأعظم يتحقق على المدى المتوسط والبعيد، ويتجسد في تطور الذائقة والارتقاء بالوعي الثقافي والإنساني، وتعزيز قيم الحوار والتسامح، وخلق فضاءات للتعبير الشبابي، وهو ما يحمي أيّ أمة من الأمم من التحجر والسقوط في فخّ الخطابات المتشنجة والمتطرفة والعنيفة. من جهته، أكد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن تأسيس أبوظبي لمشاريعها الثقافية يُجسّد مواكبة لاستراتيجيتها المستقبلية 2030، وبما يشكل متابعة لتنفيذ رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، في الحفاظ على هوية وثقافة شعب الإمارات وتعزيزها. ونحن نفخر اليوم ونعتز، بأن عاصمة الدولة تحوّلت إلى مركز ثقافي إنساني رائد، يحظى باهتمام المؤسسات الدولية والإعلام العالمي. وأوضح أنّ أجندة أبوظبي الثقافية تنطلق من إدراك المخاطر التي تواجه الثقافة، وحفظها في عالم يتغير بسرعة هائلة تهدد الهوية التراثية للشعوب بالاضمحلال. فصون التراث الثقافي يواجه اليوم تحديات عولمة الثقافة التي تفرض نمطاً واحداً يسبب تآكل الشخصية الثقافية الوطنية. ويضطلع تخطيطنا الاستراتيجي بمهمة حماية وحفظ وتشجيع الثقافة والتراث بالتوافق مع الاستراتيجية الشاملة لحكومة أبوظبي، وضمن المحاور والتوجهات والأولويات للأجندة الحكومية، وخاصة فيما يتعلق ببناء قطاع حكومي يتميز بالمهارة والكفاءة وفاعلية الأداء. واليوم فإنّ دولة الإمارات تفتح أبوابها لتحتضن على أرضها الطيبة جميع المواهب الأدبية والعلمية من مختلف أنحاء العالم، لأنّ العلم والثقافة هما المعيار الحقيقي الذي يعكس صورة أية أمة. وهو ما ينسجم مع «برنامج تنمية المواهب» الذي أطلقه مؤخراً سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بهدف اكتشاف مواهب الناشئة، وإطلاق الطاقات القادرة على المُساهمة في الإنتاج الثقافي والفني، وبما يتناسب مع الصورة الحضارية المشرقة لأبوظبي ودولة الإمارات. ولقد شهدت البرامج الشعرية الفريدة التي أطلقتها أبوظبي خلال 10 سنوات نجاحا منقطع النظير، وتابعها مشاهدون بالملايين من مختلف أنحاء العالم، وتمكّن الأدب العربي من خلال برنامج «شاعر المليون» و «أمير الشعراء» من استعادة مجده والمحافظة على مكانته، وبذلك أدخلت البرامج التلفزيونية الشعر التقليدي عصر الإعلام الحديث وأعادته إلى زمنه الذهبي. وأكد أنّ هذه البرامج تمنح الفرصة لأي مُبدع للمشاركة على أساس موهبته الفردية، كما تعطي المشاهدين الحق في التصويت الأمر الذي يعني تطوراً جذرياً في التقاليد الجماهيرية العربية. ولم يكن لهذا النجاح المُبهر أن يتحقق لولا الدعم اللامحدود للشعر والأدب والثقافة من قبل الحكومة لتقديم كل وسائل الدعم للثقافة والأدب والشعر، في إطار استراتيجية إمارة أبوظبي لحماية هويتها الوطنية. وفي الختام، توجّه المزروعي بخالص الشكر والتقدير لمنظمة اليونسكو، التي دأبت منذ تأسيسها كمنظمة وكمفهوم على العناية بتكثيف الحوار بين الحضارات والثقافات، وبالدفاع عن التعددية الثقافية والبعد عن الأحادية في التفكير واللغة والهوية. بدوره أكد سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر بأبوظبي، أنّ دولة الإمارات أخذت على عاتقها تنفيذ العديد من أهم المشروعات التي نجحت خلال عقد من الزمان في إعادة الحراك للمشهد الثقافي الإماراتي والعربي، وضمن هذا السياق تمّ منذ عام 2006 إطلاق برنامجي شاعر المليون، وأمير الشعراء، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع كلمة للترجمة، وإحداث تطوير جذري في برنامج فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وغيرها من المشاريع الثقافية ذات البُعد الإقليمي والدولي. ويلاحظ في تلك المشاريع أنّ إمارة أبوظبي ماضية في مشروعها الأدبي المُشرق الساعي إلى خدمة الأدب والثقافة العربية بشكل عام، والشعر بشكل خاص، وهي في مشروعها هذا، إنما تُبرز للعالم الرسالة الإنسانية للشعر الداعية لنشر الحب والسلام والتسامح. وأشار إلى تأسيس أبوظبي لأكاديمية الشعر في عام 2007م، الأولى من نوعها في العالم العربي، والتي نحتفل هذه الأيام بمرور عشر سنوات على إطلاقها، وكشف أنّ عدد خريجي الأكاديمية خلال المواسم الدراسية السابقة بلغ (250) خريجا، فيما تزيد إصداراتها عن (160) إصدارا مُتخصّصاً رفدت بها المكتبة العربية، وهي تعمل بشكل كبير منذ إطلاقها على مواصلة جمع وتوثيق التراث الأدبي الشفاهي وحفظه من الضياع. وأكد العميمي أنّ للشعر النبطي مكانة مرموقة في الدول العربية، وفي منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص، وأنه يواصل تألقه واستقطابه للملايين من متذوقي الشعر النبطي الأصيل، وبشكل خاص بعد ما أحدثه إطلاق برنامج «شاعر المليون» من تغيير جذري في المشهد الثقافي الإقليمي والعربي.وقد عمل البرنامج منذ انطلاق نسخته الأولى وحتى نسخته السابعة على منح ثلاثمائة وستة وثلاثين شاعراً عربياً اهتماماً إعلامياً غير مسبوق، واليوم، أصبح هؤلاء الشعراء، موضع اهتمام الجمهور الواسع في العالم العربي، خاصة أن أكثر من ثمانية عشر مليون مشاهد يتابعون كل أمسية من أمسيات شاعر المليون، ومن مختلف الشرائح العمرية. أما بالنسبة لبرنامج «أمير الشعراء» فقد نجح خلال مواسمه السبعة، بتقديم مائة وخمسةٍ وثمانين شاعراً من إحدى وعشرين دولة. وقد جاء إطلاقه انعكاساً لأهمية الشعر وارتباطه بالذاكرة والتاريخ والأصالة في المنطقة، وقد نجحنا من خلال المسابقة في تحقيق جملة من الأهداف الثقافية السامية من ضمنها تشجيع الأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم الشعرية، وإتاحة الفرصة لهم للاحتكاك مع شعراء متميزين، والتعرف على الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المختلفة. ويحظى البرنامج بمعدلات مشاهدة مرتفعة ويشكل ظاهرة إعلامية واجتماعية بكل معنى الكلمة. لقد باتت هذه البرامج تمثل ركيزة أساسية من ركائز الثقافة العربية عموماً، وتواصل دولة الإمارات جهودها المُخلصة للمحافظة عليها والاحتفاء بمنجزها العربي الحضاري، والذي يمثل الشعر أحد أصدق تجلياته ثقافياً وإبداعياً. وقد أصبحت هذه البرامج التلفزيونية الشعرية محط أنظار طلبة الجامعات وموضوع رسائل بحوثهم الجامعية العليا، هذا إضافة إلى ما أبدته كبرى الدوريات الأدبية الأجنبية من اهتمام بترجمة عدد من أهم القصائد التي نظمها شعراء البرنامجين. وشدّد نضال شقير، رئيس جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي في باريس، على أهمية هذه الندوة، مُعتبراً أنها نموذج يحتذى به للتعاون والتبادل الثقافي بين الإمارات وأوروبا. كما شدد على أهمية موضوع الندوة خاصة وأنها تأتي في وقت بدأ الإعلام يفقد دوره الهادف والتثقيفي في الحياة العامة، مشيراً إلى أن هذه الندوة هي فرصة لتسليط الضوء على الدور التثقيفي الهام الذي تلعبه بعض البرامج التلفزيونية الناجحة وفي مقدمتها «أمير الشعراء» و«شاعر المليون»، ومشيداً بالدور الكبير الذي تلعبه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في هذا الإطار. الربح الأعظم الربح الأعظم من البرامج الثقافية الرصينة يتحقق على المديين المتوسط والبعيد، ويتجسد في تطور الذائقة والارتقاء بالوعي الثقافي والإنساني، وتعزيز قيم الحوار والتسامح، وخلق فضاءات للتعبير الشبابي، وهو ما يحمي أيّ أمة من الأمم من التحجر والسقوط في فخّ الخطابات المتشنجة والمتطرفة والعنيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©