الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

البحار والمحيطات تحمل حلولاً لتحديات كثيرة تواجه البشرية

البحار والمحيطات تحمل حلولاً لتحديات كثيرة تواجه البشرية
30 يونيو 2016 02:57
علي العمودي (أبوظبي) شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي المحاضرة التي استضافها مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء أمس، بعنوان «أهمية البحار لمستقبل البشرية»، والتي ألقاها الدكتور روبرت بالارد رئيس اتحاد استكشاف المحيطات. كما شهد المحاضرة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغيير المناخي والبيئة ورزان المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي وعدد من المسؤولين والمختصين في مجال البيئة. وقال المحاضر في مستهل محاضرته إنه أمضى أكثر من خمسين عاما من عمره البالغ 74 عاما في رحلة استكشاف البحار لتترسخ لديه قناعة بأن البشرية لم تتوصل حتى الآن رغم التقدم الذي حققته سوى إلى عشر ما تحتويه من أسرار. وقال بالارد إن المحيطات والبحار تضم أكبر مجال حيوي لكوكبنا الذي نعيش فيه وأنها تحمل حلولاً للكثير من التحديات التي تواجه البشرية وفي مقدمتها استخراج علاجات للعديد من الأمراض المستعصية وفي مقدمتها السرطان، وكذلك الزراعة والاستفادة من الثروات الطبيعية التي تزخر بها هذه المحيطات، ناهيك عن توفير المياه الصالحة للشرب من خلال التحلية على الرغم من الكلفة العالية لهذه التقنية. وأضاف بالارد الذي بدأ حياته في البحرية الأميركية قبل أن يخوض غمار عالم الاستكشافات أن اكتشافه لحطام السفينة «تايتانيك» جاء بالصدفة، وبدلاً من أن يلقى التقدير من رؤسائه قابلوا إنجازه بالانتقاد باعتباره كان مكلفا بمراقبة ومتابعة أنشطة الغواصات والسفن المعادية إبان حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. واعتبر المحاضر أعماق البحار بمثابة أضخم متحف على كوكب الأرض، حيث تضم أكثر من مليوني سفينة غارقة توثق للتاريخ البشري منذ أزمان غابرة. وقال إن أعماق البحار والمحيطات تضم مناطق متنوعة تحتوي على براكين ومرتفعات البعض منها نشط وترتفع عندها درجات الحرارة بصورة هائلة يصعب الاقتراب منها. كما تضم عددا من أضخم الثدييات في عالمنا المعاصر. وأشار إلى أن رحلة استكشاف قيعان المحيطات قادته للعثور على بقايا سفن غارقة منذ آلاف السنين وتحمل آثارا تاريخية مهمة، وبخاصة من خلال المواد الطافية التي عثر عليها في أعقاب غرق سفن في رحلاتها المشهورة من قرطاج إلى سواحل الامبراطورية الرومانية. وقال إن عدم وصول أشعة الشمس إلى الكثير من المناطق في أعماق المحيطات ساعد على تكون وتشكل بيئة جديدة غير معروفة لدينا لكوننا لم نصل إليها ونكتشفها بالصورة المثلى. وشدد على أن التوسع في الاستعانة بأنواع جديدة من الروبوتات المتطورة ستتيح للإنسان التوصل إلى اكتشافات جديدة ستساعده على توظيفها لما فيه تحسين معيشته ومواجهة التحديات المفروضة عليه من جراء زيادة أعداد السكان مقابل محدودية الموارد المتاحة. وقال إن أعماق البحر الأسود تمثل حالة فريدة تتطلب المزيد من الاستكشاف لسبر أغواره واستخراج ما يتضمن من ثروات وأسرار. وقال إن شغفا كبيرا يتملكه للوصول إلى أبعد نقطة من قيعان المحيطات التي لم يصل إليها من قبل على الرغم من تقدمه في العمر، إلا أنه لا زال يعتبر نفسه» طفلاً كبيراً»، داعيا إلى غرس حب الاستكشاف وارتياد أعماق البحار والمحيطات لدى الصغار باعتبارهم أجيال المستقبل وأدواته. وأشار بالارد إلى أن «كوكبنا مغطى بغلاف مائي يحجب عنا معظم محتوياته من الفضاء، ويبدو كوكب الأرض مثل كرة رخامية زرقاء صغيرة محاطة بسماء مظلمة مليئة بالنجوم». وأوضح في مستهل المحاضرة بأن الإنسان لم يبدأ باستكشاف الأعماق الخفية للمحيطات سوى خلال الخمسين عاماً الماضية، فوجد جبالاً شاهقة وودياناً سحيقة وسهولاً فسيحة للغاية، وعلى طول هذه الجبال اكتشفنا خطاً طويلاً ومتواصلاً من البراكين النشطة والتي تمتد على مسافة 72 ألف كلم وتحتوي ثروة معدنية عظيمة من المعادن التي تعد بالكثير للأجيال القادمة». وقال عندما اقتربنا من هذه البراكين النشطة، اكتشفنا مخلوقات تتمتع بقدرات فريدة على معالجة المواد السامة، ويمكننا الآن الاستفادة من هذه الخاصية لتحييد ضرر المواد السامة على الإنسان، كما نتعلم الآن كيفية الاستفادة من هذه الأشكال الفريدة من الحياة في معالجة أنواع مختلفة من مرض السرطان، ونتوقع اكتشاف المزيد من العقاقير المهمة التي ستتمخض عنها البحوث في المستقبل القريب». وقال إن الأعماق المظلمة للبحر ودرجات الحرارة التي تصل فيه إلى مستوى التجمد وفي بعض الحالات انعدام الأوكسجين، كل ذلك أسهم في حفظ الكثير من فصول التاريخ البشري بما في ذلك الحمض النووي لقدماء البحارة. والأهم من ذلك كله أن المحيطات تعد أضخم مستودع للحياة على الأرض حيث تضم أعداداً هائلة من المخلوقات التي لم نكتشفها بعد، مخلوقات مفيدة للبشرية ليس من الناحية الجمالية فقط بل من حيث قدرتها على تحسين صحة الإنسان. وقال «مع نزولنا إلى أعماق البحار باستخدام غواصات استكشاف المياه العميقة، ومنها ربوت» جيسون الصغير»، نرى طيفاً لا نهائياً من العوالم العجيبة يختلف كل واحد منه عن الآخر». وأشار بالارد إلى الآمال المعلقة على المحيطات الشاسعة المساحة مستقبلاً، قائلا « إنها مهمة أيضاً لكونها تستطيع توفير الغذاء للأعداد المتزايدة من البشر حيث يعيش حاليا 95% من سكان الأرض على أقل من 5% من سطح الأرض، ومع ازدياد سكان الأرض، تزداد الحاجة إلى أراض زراعية لتوفير الطعام لهم، وهو ما يجعل المحيطات تحتل أهمية أكبر لبقاء الإنسان في المستقبل». وتحدث المحاضر عن استنزاف الموارد بالقول «إننا نستهلك حاليا 90% من الأسماك الضخمة في البحر. مضيفاً» أننا بعد تعلم الزراعة والرعي في البحر بدأنا في التوجه إلى عرض المحيطات للاستفادة من المساحة الأضخم على كوكبنا للمحافظة على استدامة الحياة في البحر وكذلك لزيادة أعداد المخلوقات البحرية أيضاً». وتحدث كذلك عن فرص واعدة في المستقبل مع ظهور المزارع على سطح البحار، كما سيتم إنشاء المدن لدعم تلك المزارع، وسنرى قريباً عمليات التعدين تجري في أعماق البحار. وقال عثرنا مؤخراً على مخزونات هائلة من الذهب والفضة والنحاس والرصاص، إضافة إلى تربة نادرة تعد مهمة للصناعات التكنولوجية التي تقوم اليوم. مشدداً بالارد على الفرص والإمكانات الواعدة التي تحتويها المحيطات لأجل مستقبل أفضل للبشرية، داعياً لاستيعاب معادلة العيش بانسجام مع الطبيعة على هذا الكوكب الذي نعيش عليه. وأكد الإمكانات الكبيرة للاستفادة من تقنيات كشف السفن الغارقة في حوادث تحطم الطائرات، داعيا النشء للإطلاع على الإمكانات التفاعلية لموقعه على الشبكة العنكبوتية الذي يجيب على مالا يقل عن 50 ألف سؤال تتعلق بالبحار والمحيطات. بالارد في سطور * مؤسس ورئيس اتحاد استكشاف البحار. * مدير مركز استكشاف البحار وبروفيسور علم المحيطات بكلية علم المحيطات في جامعة رود آيلاند الأميركية. * مستكشف مقيم في جمعية «ناشيونال جيوغرافيك» ومفوض اللجنة الأميركية لسياسة المحيطات وعالم فخري بمؤسسة (ودز هول) لدراسة المحيطات. * عمل في البحرية الأميركية لأكثر من 30 عاماً ولايزال يعمل لمصلحة مكتب بحوث البحرية. * خبير رائد في تطوير الغواصات وأنظمة المركبات المسيرة عن بعد، وشارك في أكثر من 140 رحلة استكشافية لأعماق البحار. * في عام 1985 اكتشف سفينة (آر ام إس تيتانيك) ونجح في تعقب العديد من السفن الغارقة الأخرى مثل سفينة بسمارك الحربية الألمانية، وأسطول (غواد الكانال) الضائع، وحاملة الطائرات الأميركية (يورك تاون) وسفينة (جون إف كيندي) الحربية (بي تي 109). * ألف العديد من الكتب والبحوث والمقالات العلمية، واستضافته قناة ناشيونال جيوغرافيك عدة مرات في برامجها .* حظي بتكريم كبير حيث منح 21 دكتوراه فخرية ونال الجائزة الأولى لجمعية ناشيونال جيوغرافيك ووسام هوبارد ووسام هيئة الوقف الوطني للعلوم الإنسانية. * انتخب زميلاً للأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم سنة 2014.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©