الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غدا في وجهات نظر.. نصيحة الوقت الضائع

غدا في وجهات نظر.. نصيحة الوقت الضائع
24 مارس 2013 19:47
يقول حازم صاغيّة: وسط الكوارث التي تشهدها المنطقة، يبدو هناك أمل جدّيّ بأنّ النزاعات المعقّدة، يمكن أن ترسو على حلول. هذا ما تشي به بدايات التسوية المحتملة بين تركيا وأكرادها، على أثر دعوة زعيم حزب العمّال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى وقف إطلاق النار وانسحاب المقاتلين. فقبل 19 عاماً بدأت واحدة من أشرس الحروب التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط. ذاك أنّ الحرب التركية- الكردية إنّما كلّفت أكثر من أربعين ألف قتيل وأدّت إلى إحراق قرى بأكملها في شرق تركيا وجنوبها الشرقي وفرار مئات الآلاف من أهلها الأكراد إلى المدن التركية. هذه الحرب لم تكن مجرّد نزاع بين نظام وأقلية من أقليات مجتمعة، علماً بأنّ أكراد تركيا لا يقلّون عدداً عن 15 مليون نسمة، ذاك أنّ خصوصيتها كامنة أيضاً في خصوصية كلّ من النظام وتلك الأقلية. فالأوّل وُلد محكوماً بقومية عسكرية متشدّدة وقمعية أسّسها مؤسّس تركيا الحديثة أتاتورك. وعملاً بهذا الوعي المتزمّت، بدا من المستحيل الإقرار بأيّة هوية قومية أو إثنية داخل الأمّة ودولتها الشديدة المركزية والبأس. والحال أنّ انتقال السلطة في أنقرة إلى طرف إسلامي مناهض تقليدياً للإيديولوجيا الأتاتوركية، أي حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيّب أردوغان، لم ينعكس تحوّلاً ملحوظاً في التعاطي مع أكراد تركيا. فهنا، في هذا المجال، حافظ الإسلاميون على الكثير من السلوك الأتاتوركي الذي عطّلوه في جوانب أخرى. نصيحة الوقت الضائع استنتج د.علي الطراح أن ما تمر به مصر من أزمات، يأتي نتيجة غياب الإحساس بمهارات إدارة الدولة، ما جعل البلاد تعاني الأمرّين. مصر لم يخرج شبابها لأجل أن يعيشوا مرحلة جديدة من القهر بقدر ما كانت الثورة المصرية تسعى إلى تحقيق العدالة في الحكم، ومحاربة الفساد المستشري في أجهزة الدولة، فالثورة قادها شباب مصر، الذي يشكل غالبية الشعب، والذي يعاني الظلم، ويدفع ثمن ضريبة الاستفراد بالحكم. يقول لي أحد الدبلوماسيين المرافقين للرئيس التركي أن الأخير نصح الرئيس المصري بأن يقوم بتنظيف القاهرة من القمامة، وأنه بفعله هذا يقدم مثالاً لكل المصريين، ويلامس مشاعرهم كقائد دولة. ابتسمت للصديق الدبلوماسي وأنا أقول: يبدو أنها نصيحة متأثرة بما فعله «لي كوان» أول رئيس لسنغافورة. وهنا استرجعت ذكريات التاريخ لهذا الزعيم الكبير، الذي صنع سنغافورة، وأخذ بيدها إلى سلم الدول الصاعدة. فالرئيس السنغافوري نزل إلى الشارع، ورفع شعار تنظيف سنغافورة، وغرس في شعبه قيماً مثالية في حب الوطن والعمل لأجله. زيارة أوباما... والاضطراب الإقليمي! يرى د. عبد الله خليفة الشايجي أن منطقة الشرق الأوسط التي زارها أوباما تبدو الآن مرتبكة ومحتقنة وتتحرك نحو المجهول. هذا مع أنه أدى أول زيارة للمنطقة منذ تسلمه مقاليد الرئاسة ليؤكد وقوف الدولة «الأقوى في العالم» دائماً إلى جانب إسرائيل! وهي زيارة تأخرت وأدى عدم القيام بها للتشكيك في مواقفه ومدى التزامه بأمن وتحالف واشنطن مع الحليف الاستراتيجي في تل أبيب. وقد علقتُ في المقالين السابقين في هذه المساحة على زيارة أوباما، مؤكداً أنه لم يكن يُتوقع الكثير من هذه الزيارة سواء في إطلاق مبادرات أو مواقف متقدمة تحرك الركود، وتنهي المراوحة في ملفات عديدة، وأبرزها ملف الصراع العربي الإسرائيلي، والثورة السورية الدامية، وآلية تساعد وتخفف من وطأة القفز إلى المجهول في جمهوريات الربيع العربي تضمن ما يعرف بالهبوط الناعم، الذي يجنب تلك الجمهوريات الانزلاق نحو الفوضى. ديمقراطيات الخضوع الطوعي يرى د.السيد ولد أباه أن الفيلسوف الفرنسي «ميشال فوكو» قد نبه في أعماله الأخيرة حول السلطة، إلى أن النموذج «القانوني - المؤسسي»، الذي يؤطر الفكر السياسي المتداول عاجزاً عن إدراك الرهانات الحقيقية للسلطة، التي لا يمكن اختصارها في الثنائيات المألوفة:القانون والعنف، الإرادة والحرية، المعايير والممنوعات. ما أراد «فوكو» أن يبينه إلى أن السلطة ليست جوهراً، ولكنها علاقات كثيفة ومعقدة تأخذ مناحي ومسالك وصيغاً شتى، تلتبس أحياناً مع الرغبة وإرادة الحقيقة، وتتشكل في مظاهر «الخضوع الطوعي» والاستبداديات الرخوة وضروب التطويع والرقابة غير العنيفة. إن أهمية هذه الملاحظة في سياقنا العربي الراهن، هو أنها تحثنا على إعادة النظر في المعضلة السياسية التي تعيشها بلدان «الربيع العربي» في أزماتها الانتقالية المتفاقمة. برز إجماع واسع لدى القوى السياسية بعد سقوط الأنظمة الاستبدادية السابقة أن استنبات الديمقراطية التعددية في مسطرتها الإجرائية متوقف على آليات وضمانات الشفافية والنزاهة في تسيير الاستحقاقات الانتخابية الحرة بالتوازن والمساواة بين مختلف الفاعلين المتسابقين في حلبة الصراع السياسي. صراع الهواجس... حول سوريا! أشارت ترودي روبن إلى أن فرنسا وبريطانيا تضغط حالياً على الاتحاد الأوروبي حتى يلغي حظر الأسلحة المفروض على المعارضة السورية، على أمل أن تستطيعا تشجيع الرئيس الأميركي على الحذو حذوهما. وكان إحباط الزعيمين الفرنسي والبريطاني تجاه موقف الولايات المتحدة بشأن سوريا محسوساً في بروكسل الأسبوع الماضي. إذ بينما ارتفع تدفق اللاجئين من سوريا إلى مستويات كبيرة جداً، مهدداً بزعزعة استقرار معظم المنطقة، أعلن الرئيس الفرنسي صراحة أن «أكبر خطر هو عدم فعل أي شيء». وفي رد فعله، قال وزير الخارجية الأميركي إن واشنطن لن تقف في طريق الخطوات التي يتخذها حليفاها من أجل تسليح المعارضة السورية، لكن الإدارة الأميركية مازالت ترفض تزويد مجموعات الثوار السوريين الرئيسية بأسلحة، في وقت يحصل فيه الإسلاميون المتشددون على المال والسلاح. والواقع أن الفرنسيين يقدمون حججاً مقنعة بشأن ضرورة إعادة النظر في هذا الموقف. وفي هذا السياق، قال مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الفرنسية جيستان فيس، في منتدى بروكسل، وهو مؤتمر سنوي ينظمه صندوق مارشال الألماني التابع للولايات المتحدة، قال: «نعتقد أنه لن يكون ثمة مخرج للأزمة إلا عندما يتغير الوضع العسكري على الميدان». «سَوْدَنة» اليمن! أشار د. أحمد عبدالملك إلى أن السوْدَنة في اللهجة الخليجية تعنى (الحيرة أو الذهول أو عدم القدرة على التوصل إلى قرار. ويقال عن الشخص: متسودن! أي محتار أو مذهول أو لا يبقى على رأي). أما السَودنة هنا عن اليمن، فقد تحمل المضمون الخليجي نفسه! ولكننا نعني بها الانفصال على الطريقة السودانية. فلقد طالب قياديون جنوبيون في مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي عُقد الأسبوع الماضي في صنعاء بـ«استعادة دولة الجنوب ومنح الجنوبيين حق تقرير المصير». وقال القيادي في الحراك الجنوبي خالد بامدهف: «إن شعب الجنوب يتطلع لاستعادة دولته المستقلة المدنية الحرة عبر كافة الوسائل التي تكفلها الأمم المتحدة». وأشار إلى أن «الحرب التي دارت عام 1994 أنهت الوحدة وقضت على مشروعها الوطني وحوّلت الجنوب إلى أرض مُستباحة». ومعلوم أن فصائل الحراك الجنوبي قد شاركت في المؤتمر، في حين امتنع الفصيل الذي يرأسه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض عن المشاركة في المؤتمر. في حين أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها انطلاق الحوار الوطني في اليمن مشددة على أن هذا الحوار يُشكل «فرصة لكل أطياف المجتمع اليمني للمشاركة بإيجابية وجدية في رسم مسار جديد لليمن». الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان... لماذا؟ ترى عائشة المري أن آلية الاستعراض الدوري الشامل إحدى الآليات الدولية الهادفة إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان، حيث تسعى هذه الآلية إلى تعزيز التعاون الفني بين الدول من أجل تحسين حقوق الإنسان من خلال العمل على تنفيذ التوصيات المنبثقة عن الاستعراض الدوري الشامل. وفي إطار آلية الاستعراض الدوري الشامل، تقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة أمام مجلس حقوق الإنسان بالتقرير الوطني الأول للدولة، والذي تم استعراضه في جنيف بتاريخ 4 ديسمبر 2008 بعدد من التعهدات الطوعية للمجتمع الدولي، ومن ضمن تلك التعهدات دراسة إمكانية إنشاء هيئة وطنية لحقوق الإنسان بالدولة وفقاً لمبادئ باريس تعنى بحقوق الإنسان، وتكون ذات طابع استشاري، تختص بتقديم التوصيات والمقترحات. وفي 28 من يناير عام 2013 قدمت دولة الإمارات تقريرها الوطني الثاني أمام مجلس حقوق الإنسان، وفي إطار التعهدات الطوعية والتوصيات التي طرحها عدد من الدول طرحت من جديد فكرة إنشاء مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان وفق مبادئ باريس. مغامرة العقل الكبرى يقول منصور النقيدان : لولا جرأة العقل البشري على طرح الأسئلة وإثارة الشكوك، والحفر في المسلمات لما تقدم الإنسان خطوة واحدة. لولا تلك السياحة الفكرية التي كان المصلحون والموحدون في عصر الجاهلية يطرحونها على أقوامهم لما سمعنا بقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل، وغيرهما من العقول المتحررة التي كانت تضايق صناديد مكة وتسائلهم عن حقيقة تلك الأصنام التي يخضعون لها ويعبدونها من دون الله. حين يتحرر الفكر ويبدأ سياحته بحثاً عن الحقيقة فإن قمعه أو ترشيده ضرب من المحال. ولهذا جاء القرآن الكريم مليئاً بالمواقف والإشارات إلى نوعية الأفكار والأسئلة التي كان يتداولها أهل الجزيرة العربية حول حقيقة دعوة الإسلام إبان ظهوره أول مرة، وصدق صاحب الرسالة، وحقيقة صلته بالسماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©