السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

القرآن أحسن الحديث وأفصح الألفاظ وأجلّ المعاني

19 مايو 2017 00:12
أحمد محمد (القاهرة) قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله، لو حدثتنا بأحاديث حسان، وأخبرتنا بأخبار الدهر، فأنزل الله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَ?لِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ، «سورة الزمر: الآية 23». قال البغوي، الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً، يشبه بعضه بعضاً في الحسن، ويصدق بعضه بعضاً ليس فيه تناقض ولا اختلاف، مثاني يثنى فيه ذكر الوعد والوعيد، والأمر والنهي، والأخبار والأحكام، تقشعر وتضطرب منه جلود الذين يخشون ربهم، والاقشعرار تغير في جلد الإنسان عند الوجل والخوف، وقيل المراد من الجلود القلوب، قلوب الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله، إذا ذكرت آيات العذاب اقشعرت جلود الخائفين، وإذا ذكرت آيات الرحمة لانت وسكنت قلوبهم. وحقيقة المعنى أن قلوبهم تقشعر من الخوف، وتلين عند الرجاء، وعن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها»، وقال: «إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله حرمه الله على النار»، وقال قتادة، هذا نعت الأولياء، بأن تقشعر جلودهم وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم، إنما ذلك في أهل البدع، وهو من الشيطان. قال السعدي، يخبر تعالى عن كتابه الذي نزله أنه أحسن الحديث على الإطلاق، فأحسن الحديث كلام الله، وأحسن الكتب المنزلة من كلام الله هذا القرآن، ألفاظه أفصح الألفاظ وأوضحها، وأن معانيه، أجل المعاني، لأنه أحسن الحديث في لفظه ومعناه، متشابه في الحسن والائتلاف وعدم الاختلاف، بوجه من الوجوه، حتى إنه كلما تدبره المتدبر، وتفكر فيه المتفكر، رأى من اتفاقه، حتى في معانيه الغامضة، ما يبهر الناظرين، ويجزم بأنه لا يصدر إلا من حكيم عليم، هذا المراد بالتشابه. مثاني، تثنى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر، وتثنى فيه أسماء الله وصفاته، وهذا من جلالته، وحسنه، فإنه تعالى، لما علم احتياج الخلق إلى معانيه المزكية للقلوب، المكملة للأخلاق، وأن تلك المعاني للقلوب، بمنزلة الماء لسقي الأشجار، فالقلب يحتاج دائما إلى تكرر معاني كلام الله عليه، وينبغي لقارئ القرآن، المتدبر لمعانيه، أن لا يدع التدبر في جميع المواضع منه، فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير، ونفع غزير. ولما كان للقرآن العظيم بهذه الجلالة والعظمة، أثر في قلوب أولي الألباب المهتدين، لهذا قال تعالى، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم لما فيه من التخويف والترهيب، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، عند ذكر الرجاء والترغيب، فهو تارة يرغبهم لعمل الخير، وتارة يرهبهم من عمل الشر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©