الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عازفو بيت العود يسهمون في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة بالموسيقى

عازفو بيت العود يسهمون في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة بالموسيقى
24 مارس 2013 21:50
أشرف جمعة (أبوظبي) - اثنان من العازفين من بيت العود بأبوظبي، اتخذ كل واحد منهما مكانه تتقدمه آلاته الوترية التي راح يعزف عليها برفق، فتخرج الألحان في تناغم عجيب، وفي الوقت نفسه اصطف مجموعة من المرضى في شكل دائري ليحيطوا بالعازفين، وهم في حالة من الانسجام التام مع الموسيقى، فمنهم من وضع يده على أذنه وكأنه يتهيأ لاستقبال الأنغام، وبعضهم راح يتمايل ويصفق برفق وكأنهم جزء لا يتجزأ من المعزوفات، كان هذا المشهد الجميل في إحدى قاعات مدينة خليفة الطبية في العاصمة أبوظبي ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2013 الذي يتفاعل كعادته مع شرائح المجتمع، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة بالدولة بهدف مساعدتهم على تخفيف آلامهم، ومن ثم دمجهم في الحياة مرة أخرى بصورة طبيعية. هذه الفعالية أخرجت الطاقات الكامنة في الموسيقى لتمد هؤلاء المرضى وتوصلهم بأسباب الشفاء، حيث يقول الدكتور حسني الحتيتي اختصاصي أمراض باطنية بمدينة خليفة الطبية: الموسيقى لها دور مهم في تهدئة الأعصاب وضبط معدل ضغط الدم في الجسم، وكذلك رفع كفاءة المناعة بصورة غير مباشرة، وكذلك تسهم في إحداث تناسق بين أعضاء الجسم البشري، كما أنها علاج فعال للأمراض النفسية والجسدية والاكتئاب، وهناك حقيقة علمية يجب الالتفات إليها وهي أن طبيعة كل مرض تستجيب للعلاج بطرق مختلفة، والمرضى أنفسهم عالم آخر له سيكولوجيته الخاصة، والطبيب الماهر هو الذي يقرن العلاج النفسي بالدوائي، والموسيقى جزء أصيل وفاعل في عملية التخفيف من معاناة المرضى. ويلفت الدكتور الحتيتي إلى أن الموسيقى ترفع درجة اعتدال المزاج، فالإنسان بوجه عام عندما يستمع إليها يتجه بذهنه نحو الأصوات والنغمات، فتتحرك بداخله مشاعر من الصفاء والإشراق.. هذه الحالة تسهم في ركود الإشارات العصبية، بعكس سماع الموسيقى المزعجة الصاخبة التي تبعث على التوتر، وتترك آثاراً سلبية خطيرة على الأعصاب، وتعمل بصورة مباشرة على تهيجها، والمريض قد ينسى ألمه ويشعر بالسعادة مع النغمات الهادئة التي تمس شيئاً في داخله، وأصدق دليل على ذلك أن الموسيقى وبخاصة التي تتميز بالعذوبة والرقة وتعتمد على مقامات الفرح تفيد كثيراً في علاج أصحاب الأمراض المزمنة مثل الربو، وكذلك مرضى الشلل الرعاش والمصابين بارتفاع ضغط الدم، ومن ليس لديهم قدرة على الانتباه ويعيشون في حالة مستمرة من فقدان التركيز، فضلاً عن علاجها للاضطرابات الهضمية، وأمراض القولون العصبي، موضحاً أن المريض يتحمس للموسيقى ويتفاعل معها، فهي قادرة بالفعل على معالجة الانتكاسات المفاجئة، وتولد مشاعر الراحة، ومدارس العلاج بالموسيقى موجودة في كل مكان بالعالم وتعمل على مساعدة المرضى بطرق علاجية مختلفة. ومن جهتها تقول شيرين تهامي أستاذة موسيقى في بيت العود بأبوظبي: نحن مشاركون في مهرجان أبوظبي، ومن خلال هذه الفعالية وفي أثناء عزفي على آلة العود انتابتني مشاعر إنسانية جميلة، حيث شعرت بأنني أقدم شيئاً مهماً إلى فئة من الناس تحتاج إلى كافة الرعاية والاهتمام، فقررت أن أقدم لهم ما يسعدهم وينقلهم من عالم الألم إلى حالة من السعادة والهدوء والإقبال على الحياة. وتوضح شيرين أنها عزفت مقطوعات من الموسيقى التراثية المصرية، وكذلك اللبنانية مثل ليالي الأنس في فيينا، أنا في انتظارك، نسم علينا الهوا، حب إيه وغيرها من المقطوعات التي أضفت عليهم أجواء من السعادة. أما بسام عبدالستار العازف الثاني الذي قدم مع شيرين المقطوعات، فيلفت إلى أن الآلات التي استخدمت في هذه الفعالية كانت عبارة عن آلتي القانون والعود، ويرى أنهما مناسبتان لهذا الحدث إذ أن الفعالية ليست في حاجة إلى آلات أخرى نظراً لطبيعة الحالات المرضية التي استمعت إلينا، والذين كانوا يتفاعلون مع الأنغام الشرقية بسلاسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©