محمد أحمد (القاهرة)
سورة الجاثية، مكية، من المثاني، عدد آياتها 37، ترتيبها الخامسة والأربعون، نزلت بعد «الدخان»، بدأت بحروف مقطعة، من الحواميم «حم»، والجاثية أحد أسماء يوم القيامة.
سميت «سورة الجاثية» في المصاحف وكتب التفسير، وعنّون لها البخاري في صحيحه.
وللسورة اسم آخر، قال ابن عباس، أنزلت بمكة «سورة حم الجاثية» وبه عنّون لها النيسابوري في الوسيط والحاكم في المستدرك، واشتهرت كذلك بسورة «الشريعة»، قال ابن الزبير «أنزلت سورة الشريعة بمكة»، وورد الاسم في كتب بعض المفسرين مثل ابن الجوزي والخازن والجمل، وعنون بها ابن العربي في أحكام القرآن وعّدها السخاوي والسيوطي في السور ذوات الاسمين فأكثر، وذكرها الفيروز آبادي في البصائر والبقاعي في نظم الدرر وسماها الحاكم في المستدرك سورة «حم الشريعة»، وقيل لوقوع لفظ الشريعة في قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، «سورة الجاثية: الآية 18»، ولم يقع اللفظ في موضع آخر من القرآن، قال الإمام المهايمي: تسمى سورة الشريعة لتضمن آياتها وجه نسخ هذه الشريعة سائر الشرائع وفضلها عليها».
وسميت «الجاثية»، حيث تجثو الخلائق من الفزع يوم القيامة أي تجلس على الركب في انتظار الحساب، ويغشى الناس من الأهوال ما لا يخطر على البال (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٍ)، «الآية: 28»، واختصت بلفظ «الجاثية» ولم يقع في موضع آخر من القرآن، ولكن وقع بلفظ «جِثِيًّا» في سورة مريم مرتين، «الآيتان: 68 و72»، وسميت بها لتضمن آيتها بيان سبب تأخير البعث إلى يوم القيامة لأجل اجتماع الأمم إلى الله تعالى، وفصله بينهم يوم القيامة.
عدد اليوم
