الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائلة عُمانية تنقل صناعة «المصار» إلى السلطنة

عائلة عُمانية تنقل صناعة «المصار» إلى السلطنة
24 مارس 2013 21:53
المصار من الملبوسات التقليدية في سلطنة عمان كونه يدخل في الزي الرسمي لسكانها، ويظل أحد أهم مكونات الزي العماني المعروف بهويته وتقليديته وتميزه، ونظراً لأهميته كان الاعتماد سابقاً على استيراد المصار من الخارج، إلا أن عائلة عمانية أخذت على عاتقها نقل صناعة المصار إلى السلطنة كونه يمثلها ويمثل أهلها، فبحث الأب عن أسرار الصناعة في كل أنحاء العالم وأهل أبنائه لتعلمها وصولًا لتأسيس صناعة قوية لرمز عماني يمثل الهوية. (مسقط) - المصار العمانية بشتى أنوعها المتعارف عليها تستورد من دول عدة وبأغلى الأثمان إلا أن عائلة عمانية، عمل أفرادها على تبني مشروع وطني اجتماعي يعتبر من الأساسيات في حياتهم أصرت على أن تكون المصار عمانية الصنع مائة بالمائة، وبإرادة قوية أصبحت العائلة بأكملها تعمل في جميع الأقسام الإدارية والفنية بالمصنع، وحتى في مزج ألوان المصار وتصميم أنواع النقوش وغيرها من الأعمال، عائلة تعمل صباحا مساء في هذه المهنة من الألف إلى الياء، عانت المرارة في عشق هذه المهنة فتعلمتها خارج السلطنة لإحضار الفكرة برمتها لأرض عمان، لتضاف إلى تسجيل علامات عمانية في خضم التطور الصناعي المشرق الذي تتبناه السلطنة. هوية أصيلة لم يهدأ بال هذه الأسرة وربانها أحمد الحوسني حين رأوا المصار العماني الذي يزين رؤوس العمانيين كرمز للهوية العمانية الأصيلة، يصنع خارج البلاد من دون أن يكون له غرس في هذه الأرض الطيبة يحفظها ويحفظ خصوصيتها، وهو ما جعل الحوسني يتبنى فكرة إنشاء المصنع بالسلطنة، وأن يصبغه بالهوية العمانية التي تنبض في عروقه والتي عكست رمزية البيئة العمانية من قلاع وحصون ووردة الجبل الأخضر وغيرها من النقوش، بعضها أخذت من تراث السلطنة البيئي، وأخرى تم الأخذ بها من أذواق الشباب العماني حتى يتبلور الذوق الرفيع في منتج وطني بكل نقوشه، ومن ناحية أخرى لا يغيب عن هذه العائلة الجانب الاقتصادي وما يترتب عليه من الاستيراد وتأثيره في ميزان المدفوعات، فالأرقام تشير إلى أن عدد المصار التي يلبسها العمانيون سنويا على هاماتهم كهوية عمانية لا تتجزأ من لباسهم التقليدي أرقام كبيرة تخرج العملة الصعبة من السلطنة. إلى ذلك يقول الحوسني «لكي نحد من الاستيراد وانعكاساته على انتعاش السوق والاقتصاد يجب أن نشجع منتجنا الوطني، وأن نصنعه بالجودة التي خرجت من أذواق عمانية فذة». تأسيس الصناعة يقول الحوسني، صاحب مصنع المصار، «أحلامي كانت كبيرة في تأسيس صناعة المصار في السلطنة، بعد أن كشفت أسرارها منذ عام 1996، وسافرت إلى الهند وغيرها من البلدان التي تنتج مكونات هذا المصار، لأتعرف على أسرار هذه الصناعة ونسيجها الذي أصبح عماني المنشأ بفضل الإصرار وتحدي كل الصعوبات، ولأدخل في عالم تشكيلة هذا الملبوس الرقيق الذي نزين به هاماتنا صباح مساء، وسعيت إلى تأهيل أبنائي في العديد من البلدان الآسيوية على تقنيات هذه الصناعة وأدائها بحرفية التقنية الحديثة بما يتماشى مع متطلبات السوق، ومزج الألوان وتصميم تشكيلات المصار وهي عبارة عن بانوراما من الألوان الزاهية التي يتوشح بها الصغار والكبار في هذا الوطن حسب الأذواق والاهتمامات والأمزجة أيضا». ويضيف «لم نألُ جهدا في البحث عن أسرار تلك الصناعة في كل أنحاء العالم لإرضاء الأذواق وتلبية الرغبات، ومواكبة تطورات التطريز بما يتناسب مع موضة العصر وخيارات الناشئة من الأجيال في إدخال الألوان والتشكيل في المصار». قيمة اقتصادية يقول الحوسني إن «مثل هذه الصناعات المحلية هي التي يمكن أن تحد من التحويلات الخارجية، وأن التشجيع الذي حظيت به وما تشكله من قاعدة واسعة للاقتصاد الوطني، ويعطي إشارات قوية بضرورة العمل الجاد في هذا الاتجاه في المرحلة القادمة تماشيا مع اتجاه السلطنة لتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يعزز من دورها في المستقبل». ويكمل «فكرة تصدير المصار العمانية للخارج هي الغاية التي نعمل عليها ليكون هذا المنتج المحلي ذا الهوية العمانية العلامة التي يجب إبرازها كمنتج وطني، وهناك أنواع كثيرة من المصار أسعارها متفاوتة وفق درجاتها ونوعيتها وهذا موجود أيضاً في السوق ولن نكون مختلفين بل متميزين بجودة منتجنا». ويقول الابن سلطان الحوسني «تدربت وأخي بدر على مزج الألوان خارج عمان، وصُقِلنا بدورات تدريبية عدة لكي نكون على دراية كاملة في التعامل مع المصار بما يتناسب مع الذوق العماني». أما المصمم سعيد الغفيلي فيقول «أعمل مصمم في المصنع، حيث أشرف على كل تصاميم المصار وتشكيلاتها لكي أبلورها بما يتناسب مع إرضاء كل الأذواق، كما إنني أواكب كل التطورات في عملية التصميم، فأعمد دوماً إلى تطوير هذه التصاميم». ويؤكد الحوسني الأب أن المصنع يسهم في مسيرة النهوض بالصناعة العمانية، وهو ما ترجمه في تطوير المصنع كما وكيفا، وعمل ليل نهار على تحديثه وتوسيعه إلى أن وصل إلى ما وصل إليه من خلال تعزيز التقنيات والمعدات. -
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©