الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ساحر المطر» ينبش في ذاكرة الموروث الشعبي لدى الأستراليين

«ساحر المطر» ينبش في ذاكرة الموروث الشعبي لدى الأستراليين
1 يناير 2011 21:06
أستراليا، تلك القارة البعيدة مترامية الأطراف، التي تعرف أكثر ما تعرف بمواسم الهجرة المتتالية إليها سعياً في طلب الرزق، أو استكشافاً لمجهول تخبئه الأرض البعيدة عن غيرها من قارات العالم القديم، كما عُرفت استراليا أيضاً عبر وسائل الإعلام بحرائقها الصيفية التي تنشب في غاباتها نتيجة درجات الحرارة المرتفعة التي تلف القارة البكر صيفاً غير أنها مازالت غائبة عن محافل الأدب العالمي. الأدب والفكر والحكايات الشعبية الأسترالية ما زالت بعيدة عن التناول والتداول في محافل الأدب العالمي، وربما عاد هذا إلى حداثة عهد تلك القارة، أو إلى أن الأستراليين هم أنفسهم لا يأبهون لرصد وتسجيل ما لديهم من أساطير وموروثات شعبية تداولها الأستراليون عبر الأجيال، غير أن لأنجلو باركر مؤلف كتاب "ساحر المطر" جمع عدداً من هذه الحكايات بين دفتي كتابه، وتاليا نورد بعضاً منها. الببغاء والضب شعر أولاه الضب بالتعب من الاستلقاء في الشمس دونما عمل يقوم به، فقال لنفسه "سوف أذهب وألعب"، فأخرج البمرنج خاصته وبدأ يتدرب على رميها. وبينما هو كذلك جاء غالا ووقف بالقرب منه وأخذ يشاهد البمرنغ تطير مرتدة إلى راميها، فقد كانت من نوع بابيرا وهي أصغر من الأنواع الأخرى، وأكثر تقوساً وهي على خلاف الأنواع الأخرى عندما تُرمى تطير ثم ترتد إلى راميها. شعر أولاه بالفخر لأن جالا المغرور يشاهد مهارته. ومدفوعاً بشعوره بالفخر شد البابيرا حتى صارت أكثر تقوساً ثم رماها بكل ما أوتي من قوة، فانطلقت تئز في الهواء ثم ارتدت لتصدم رأس غالا مقتلعة ريشه وجلده. نهض غالا وبدأ يتعب ويزعق من الألم بصوت قبيح، وأخذ يطير في الأنحاء متوقفاً كل بضع دقائق ليضرب رأسه بالأرض كالمجنون. فزع أولاه عندما أدرك فداحة فعلته وحين رأى الدم يسيل من رأس جالا، فانسل هارباً واختبأ تحت غصن شجرة زعرور. لكن رآه غالا وتبعه وهو لا يزال يصرخ وينعب. وعندما وصل إلى شجرة الزعرور انقض على أولاه وأخذ يضربه بمنقاره ويدحرجه على الغصن حتى ترك الشوك ندوباً في جلده. ثم مسح جلده بالدم النازف من رأسه وقال: "من الآن فصاعداً أنت يا أولاه سوف تحمل آثار الشوك وبقع دمي على جلدك إلى الأبد". قال أولاه، وهو يهسهس من ألم وخز الشوك "أنت سوف تكون طيراً أصلع الرأس ما دمت ضباً أحمر ذا أشواك". وإلى يومنا هذا ما زال لخالا تحت عُرفه بقعة جرداء هي تلك التي سببتها بابيرا أولاه أول مرة. وفي قرية جالا نجد أبناء جنسه ملونين بالبني المائل إلى الحمرة وقد نمت لهم شعيرات تشبه أشواك الزعرور. الـ «مياماه» غادر السود جميعاً مخيمهم لحضور احتفال بورا، وهو تجمع ضخم للقبائل يبدأ فيه الفتية بالتعرف إلى بعض المهارات الغامضة والسرية، التي باتقانها ينتقلون من مرحلة الفتوة إلى مرحلة الشباب. لم يبق في المخيم أحد، عدا الكلب المسنّ الذي لا يقوى على الترحال. بعد مرور ثلاثة أيام على غياب السود، قرر أعداؤهم الجووايا في إحدى الليالي، مفاجأتهم وقتلهم جميعاً. فقدموا وقد طلوا أجسادهم بطلاء الحرب، وعقدوا شعورهم للأعلى وزينوها بالريش وأسنان الكنغر. كانت أحزمة الوايواه المصنوعة من جلود البادي ميلون الولب، والكنجز الفأر ملفوفة حول خصورهم، ومخززة ليعلّقوا بها بعضاً من أسلحتهم كالبمرنج والواجوراه. بدوا مستعدين للغزو لكنهم لم يجدوا في المخيم المهجور سوى الكلب الهرم. فسألواه أين ذهب السود. لم يجب سوى بهز رأسه، سألوه ثانية وثالثة وكان يكتفي بهز رأسه فقط. فاض الكيل ببعض الرجال وشهروا رماحهم وهرواتهم أو النولا - نولا في وجهه متوعدين: "إذا لم تخبرنا إلى أين ذهبوا فسنقتلك فوراً". فتكلم الكلب الهرم قائلاً: "اذهبوا إلى البورا". في اللحظة التي تكلم فيها الكلب، تحول جميع الجووايا وكل ما يحملونه إلى حجارة، حتى أحزمة الوايواه الملفوفة حول خصورهم، والعقد المربوطة في أعلى رؤوسهم، والرماح في أيديهم كل هذا تحول إلى حجر. عندما عاد السود بعد مدة وفي نهاية مهرجان بورا إلى مخيمهم، وبعد ذهاب الفتية الذين أصبحوا شباباً إلى الأدغال، للخضوع لفترة التجربة وكل منهم مع حارسه الفردي، رأى السود أعداءهم الجووايا يحاصرون مخيمهم القديم استعداداً للهجوم. لكن عوضاً عن أن يكونوا رجالاً من لحم ودم كانوا مجرد تماثيل حجرية لرجال في كامل عدتهم وعتادهم. وهناك، في ذلك المكان بالتحديد ستجدون حجارة المياماه رائعة الجمال، مخططة وملونة تماماً كما كان الرجال ملونين. وتقع المياماه فوق أحد الجبال بالقرب من برمى. «أونايرواه» و «جويناري» أخبر أونايرواه، الغواص وجويناري النسر، جميع أفراد القبيلة من البجع والإوز الأسود والكركي وغيرهم، أنهما ذاهبان لصيد السمك فمن يرغب بمصاحبتهما لمطاردة الأسماك باتجاه الشبكة فليأت. رحب البجع، والإوز الأسود والكثير غيرهم، بفكرة مرافقتهما إلى الغدير. قفزوا وبدأوا يطرطشون المياه لإخافة السمك واستدراجه باتجاه المكان الذي تمركز فيه أونايرواه وجويناري مع شبكة الصيد. صرخ ديريري، أبو فصادة، وبيورينجين طائر البي وي، اللذان كانا جالسين على الضفة: انتبها، لقد رأينا منذ قليل تمساحاً في الماء". رد عليهما الغواص والنسر قائلين: "ابتعدا إذن، الريح تهب من جهتكما حاملة رائحتيكما إليه، ابتعدا وإلا شم رائحتيكما". لكنهما لم يسمعا الكلام، وبقيا يراقبان عملية الصيد. ما هي إلا لحظات حتى شم التمساح رائحتيهما، وضرب ذيله ضربة قوية في الماء، أحدثت موجة عالية جداً لدرجة أغرقت كافة الصيادين، حتى ديريري وبيورينجين اللذين كانا على الضفة لم ينجوا، وفوراً صارت ضفة الغدير حمراء، وكذلك جذع الشجرة المقطوع حيث جلس ديريري وبيورينجين، تلطخ المكان بدماء الجميع. وبقي اسمه حتى الآن جوميد وظل لونه أحمر منذ ذلك الحين. البوم والقمر كان موريجو البوم يخيم وحيداً لفترة طويلة من الزمن. ولأنه كان وحيداً كان قد صنع عدداً كبيراً من البمرنغ، والنولا - نولا (الهراوة) والحراب، والحصر من جلد الأبوسوم. وقد أتقن نحت الأسلحة مستخدماً أنياب الأبوسوم، ورسم على الحصر نقوشاً زاهية وملونة، وخاطها بخيوط متينة من عصب الأبوسوم وإبرة صنعها من عظمة صغيرة من عظام ساق الأمو. وكلما نظر موريجو إلى أعماله شعر بالفخر. وذات ليلة جاء باهلو القمر إلى خيمة موريجو وطلب منه: "أعرني سجادة من حصر الأبوسوم". "لا. لن أعير شيئاً من الحصر". "إذاً أعطني واحدة". "لا، لن أعطي شيئاً من حصري". نظر باهلو حول الخيمة فرأى الأسلحة المنحوتة بإتقان فقال: "إذاً أعطني بعضاًَ من أسلحتك". "لا، لن أعطي ما صنعته بنفسي لشخص آخر". مرة أخرى ألح باهلو: "هذه الليلة باردة، أعرني حصيرة". أجاب موريغو: "قلت لك لن أعيرك حصيرتي". لم يقل باهلو شيئاً، بل مضى إلى سبيله، قطع بعض اللحاء وصنع لنفسه ملاذاً وبعد أن انتهى وجلس في ملاذه بأمان، هطل المطر مدراراً، ولم يتوقف وابل المطر حتى أغرق كامل البلدة. غرق موريجو وطفت أسلحته وانجرفت بعيداً وتعفنت حصره بالماء. دينوان وزوجتاه كان دينوان يخيم في العراء مع زوجتيه وان، وعندما شاهدوا الغيوم تتجمع في السماء، توقعوا أن يهطل المطر، فصنعوا من لحاء الشجر سقيفة. وكما توقعوا بدأ المطر ينهمر فلاذوا في الخيمة التي صنعوها. غافل دينوان زوجتيه وضرب الخيمة من أحد الجوانب فسقطت، ثم أمر الزوجتين أن تخرجا لإصلاحها. ما إن دخلت الزوجتان حتى ضرب الخيمة من الجهة الأخرى وكان عليهما أن تخرجا مجدداً. ظل دينوان يكرر لعبته، حتى شكّت الزوجتان في الأمر واتفقتا على أن تبقى واحدة لتراقبه، وبالفعل رأته الزوجة التي كانت تراقبه يضحك في سره ثم يذهب ويضرب الخيمة من جديد، ويخفي ضحكته ساخراً من الموقف، ففي حين تخرج الزوجتان تحت البرد والمطر وقد أصبحتا مبللتين، يجلس هو مرتاحاً جافاً يتناول الطعام. أخبرت الزوجة التي رأته الزوجة الأخرى وقررتا أن تلقناه درساً. وهكذا دخلت الزوجتان تحملان قطعاً من لحاء الشجر مليئة بالفحم المتقد، ومباشرة اقتربتا ورمت الفحم على دينوان الذي كان لا يزال مستلقياً يضحك. قالت الزوجتان: "الآن، سوف تشعر بالحر بقدر ما شعرنا نحن بالبرد". قفز دينوان من الألم وقد احترق جسمه من الفحم، وصرخ باكياً ثم ركض خارجاً إلى المطر، وهكذا جلست الزوجتان في الداخل تقهقهان بسخرية عليه. الطائر وقوس قزح كانت ديريري أرملة تعيش في خيمة منعزلة مع بناتها الأربع. وفي يوم من الأيام، جاء بيبي وخيم على مقربة منها. فزعت ديريري منه كثيراً لدرجة أنها لم تستطع النوم فظلت ساهرة طوال الليل لتراقب خيمته، وإذا ما سمعت أي صوت صرخت بأعلى صوت: "ديريري، واياه، واياه، ديريري" وظلت كذلك يوماً بعد يوم، وكانت في بعض الليالي لا تكف عن الصراخ طوال الليل. ذات صباح جاء بيبي إلى خيمتها ليسألها لماذا تصرخ هكذا في الليل، فأجابته بأنها ظنت أنها رأت أحدهم في الجوار فخافت لأنها وحيدة مع بناتها الصغيرات. طمأنها بيبي وقال لها إنه لا يجب أن تخاف وأطفالها كلهم حولها، لكن توالت الليالي وهي ساهرة تصيح: "واياه، واياه، ديريري، ديريري". في النهاية قالت بيبي "إذا كنت خائفة إلى هذه الدرجة، فلماذا لا تتزوجينني وتسكنين في خيمتي، وسوف أعتني بك". ولكن ديريري لم تكن راغبة في الزواج. وهكذا ظل صراخها الكئيب يدوي في الليل: "واياه، واياه، ديريري، ديريري". وظل بيبي يلح في طلب الزواج منها ومشاركته خيمته، ولكنها كانت ترفض على الدوام. وكلما رفضته أكثر زاد إصراره على الزواج بها، وبدأ يفكر بطريقة لإغرائها عله يقنعها بتغيير رأيها والموافقة على الزواج به. وصل بيبي إلى خطة وفكر أن يفاجئها بها ويحصل على موافقتها، فبدأ يعمل بجد وصنع قوساً جميلاً وملوناً بألوان مختلفة، ودعاه بقوس قزح. وعندما انتهى من صنعه وضعه عبر الفضاء، ليصل بين جهتي الأرض، وعندما ثبت القوس في السماء، وبدأت ألوانه الجميلة تتلألأ وكأنه طريق من الأرض إلى النجوم، ذهب بيبي إلى خيمته وجلس ينتظر. نظرت ديريري إلى السماء ورأت القوس الرائع، فاعتقدت أنه لابد من أن شيئاً مخيفاً سوف يحدث، فملأها الرعب وبدأت تصرخ: "واياه، واياه". ومن دون أن تفكر ومدفوعة بالخوف جمعت صغارها وهربت إلى خيمة بيبي تنشد الحماية. شعر بيبي بالفخر وأخبرها بأنه هو من صنع القوس، فقط ليثبت لها كم ستعيش بأمان إذا ما تزوجت منه، ولكن إذا أصرت على رفضه، فإنه سوف يصنع أشياء مخيفة بدل هذا الطريق الجميل والآمن الذي يصل الأرض بالسماء، سوف يصنع أشياء خطرة تفجر الأرض. ظل بيبي يتلاعب بمشاعرها المختلطة بين الخوف من قوته والإعجاب بمهارته حتى وافقت على الزواج به. تزوجت ديريري من بيبي وعاشا معاً بعد أن ماتا، تحولت إلى طائر الذّعرة أو هزاز الذيل، وظل صوتها يدوي في ليالي الصيف الهادئة وهي تنتحب بكآبة: "ديريري، واياه، ديريري، واياه". أما بيبي فقد تحول إلى نقار الخشب، أو متسلق الأشجار، والذي ظل دائماً يتسلق الأشجار كأنه يحاول أن يبني طريقاً آخر غير قوس قزح الذي كان قد صنعه ليحظى بزوجته. الريح تطرد الشتاء مع بداية الشتاء تختبئ سحالي الإجوانا في بيوتها، وتذهب النسور السود إلى أعشاشها، وتختبئ الصراصير في شقوق الخشب. تحفر الإجوانا جحراً طويلاً وهي تمر في جوف الأرض. ويبقى الجميع في بيوتهم حتى تأتي ميرا، ريح الربيع، وتطرد الشتاء. وعادة ما تستبق ميرا عاصفة رعدية. وعندما تسمع الإغوانا الرعد، تعرف بأن الربيع على الأبواب. وتبدأ بشق طريقها إلى الخارج. ولكن لا تترك بيوتها حتى تسمع كيرينقوينقوين أو الطائر الجزار يغني طوال اليوم: "غور، غور، غور". حينئذ فقط تيقن من أن ميرا قد طردت الشتاء. وقد بدأت الطيور تتزاوج وتبني أعشاشها. وعندها فقط تفتح الإجوانا أعينها وتخرج من أوكارها وتعود ثانية إلى الأرض الخضراء. أما السكان السود فغناء كيرينقوينقوين أو "غور، غور، غور" يعني لهم شيئاً آخر. يعني أنه أصبح بإمكانهم أن يصطادوا الإجوانا وقد أصبحت أكثر سمنة مما كانت عليه في بداية الشتاء. وقنافذ النمل أيضاً سوف تترك صغارها بعد أن دفنتهم في الرمل لكي يكتمل نموهم إذ لم تعد تقوى على حملهم، وقد نما شوكهم وبدأ يخزها في جرابها. ثم تهرب بعيداً لكي لا تسمع بكاءهم وهي على يقين أنها ستلقيهم حين يكبرون. وبعد أن تهب ميرا، ريح الربيع المعتلة، تبدأ الأزهار بالتفتح، وتعود النحلات لجني الرحيق. ويلبس كل طائر أجمل ريشه بألوانه الزاهية ويغني أجمل أغانيه ليجتذب زوجاً ثم يتزاوجان ويبدآن ببناء عشهما. وتبقى ميرا تهب حتى تصبح الأرض روضة غنّاء. ثم يبدأ ياهي الشمس بملاحقة ميرا كلما لاحت. وتبدأ الأزهار بالذبول، وتكف الطيور عن الغناء إلا في الصباح الباكر. وهكذا يحكم الشمس ياهي الأرض حتى تهب العواصف وتهدئ من روعه، ثم يأتي الشتاء ليحل مكانه. إلى أن تهب ميرا حبيبة الجميع وحاملة الرخاء. الذباب والنحل كانت بانياريل وويرانانا قريبتين تعيشان في مخيم واحد. كانت ويرانانا تكد في جمع الطعام في أيام الرخاء وتخزنه لأيام القحط. أما بانياريل فلم تكن تعبأ بالمستقبل، بل تقضي وقتها باللعب حول القمامة ولم تفكر يوماً في أن تجمع أي مؤونة. وذات يوم قالت لها ويرانانا: “تعالي معنا واجمعي بعض الرحيق من الأزهار، فغداً يأتي الشتاء وتموت الأزهار ولا يبقى هناك رحيق”. أجابت: “لا، لديّ ما أهتم به هنا”. ومضت تلعب بالقمامة وتضيع وقتها، وهي على يقين بأنها سوف تقاسم وقريبتها ما تخزنه من طعام. ذهبت ويرانانا وحدها وتركت خلفها بانياريل تلهو بالقذارة. وبعد أن جمعت الأزهار وخزنت العسل، لم تعد للعيش مع بانياريل في المخيم نفسه، فقد أعياها التعب وهي تقوم بالعمل وحدها في حين تشاركها بانياريل بالطعام. ومع مرور الوقت تحولت ويرانانا إلى نحلة برية صغيرة، أما بانياريل فصارت ذبابة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©