واشنطن ترفض الطلب العراقي بـ جدولة قسرية لانسحاب القوات

رفضت الولايات المتحدة أمس الأول طلباً عراقياً بتحديد موعد تعسفي أو جدولة انسحاب القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة من العراق، وقالت إن الانسحاب سيرتبط بالظروف الميدانية· وبينما أكد اللفتنانت جنرال جيمس دوبيك قائد القوات البرية الأميركية أمس ان قواته في العراق ستنجز معظم عملياتها الأمنية بحلول منتصف عام 2009 ، هون وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس من المطالب العراقية· وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين المرافقين للرئيس الأميركي جورج بوش في قمة مجموعة الثماني في اليابان: ''عارضنا دائماً وما زلنا نعارض موعداً تعسفياً للانسحاب''، وتابعت أن الولايات المتحدة تعتقد أن هذه القرارات ينبغي أن ''تستند إلى الأوضاع على الأرض'' وأن المسؤولين العراقيين متفقون معها في ذلك· وأكدت بيرينو ''أعتقد أن هذا يعكس أولاً وقبل أي شيء التطورات الإيجابية التي شاهدناها في العراق في الآونة الأخيرة''، مضيفة ''هذا أمر يتعلق بمستقبل العراقيين ويريدون تحمل المزيد من مسؤولياتهم ونحن نريد ذلك أيضاً''· لكنها قالت إنها لن تحدد جدولاً زمنياً بشأن متى يمكن الانتهاء من الاتفاق الأمني، واستطردت ''نود أن نتمكن من الانتهاء من ذلك سريعاً، لكن قواتنا ستبقى هناك بعد انتهاء العام الحالي وهذه حقيقة''· من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جونزالو جاليجوس إن ''الحكومتين الاميركية والعراقية متفقتان على ان الولايات المتحدة تريد الانسحاب وسننسحب، لكن هذا سيعتمد على الظروف الميدانية''، وأضاف ان بلاده ''تحقق تقدماً في العراق وملتزمة بالانسحاب'' منه· وأوضح ان ''المشاركين في المفاوضات متفقون على الرغبة في أن يتحمل العراقيون مزيداً من المسؤولية في أمن بلادهم وعلى عودة الجنود الأميركيين الى ديارهم''· وأضاف ان ''المفاوضين متفقون على القول إن القرارات يجب أن تقوم على الظروف الميدانية''، وتابع أن ''العراقيين لا يرغبون بالتأكيد في التخلي عن التقدم المحرز من أجل أمن بلادهم وكذلك نحن''· وأكد أن الأميركيين والعراقيين لا يتفاوضون من أجل تحديد موعد نهائي لانسحاب القوات الأميركية· إلى ذلك قال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس إنه متفائل بشأن تواصل انسحاب القوات الأميركية من العراق مؤكداً أن نقل المسؤوليات الأمنية للقوات العراقية يسير بشكل جيد· وأوضح اثناء زيارة لقاعدة فورت لويس العسكرية في واشنطن ''طالما تواصل تعزيز قوات الأمن العراقية وتحسنها فانه يمكننا مواصلة تقليص وجود قواتنا''، وأن أي قرار لسحب القوات سيعتمد على ذلك· وفي السياق قال اللفتنانت جنرال جيمس دوبيك المسؤول عن تدريب القوات العراقية أمس ان القوات البرية الأميركية في العراق ستنجز معظم عملياتها الأمنية بحلول منتصف عام ·2009 واضاف أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي أن ذلك يمكن أن يحدث بين شهري أبريل وأغسطس· ورفض التحدث عن الموعد الذي ستنجز فيه جميع القوات الأميركية بما في ذلك القوات البحرية والجوية عملياتها القتالية في العراق، مضيفا ان ذلك يتوقف على إنجاز الحكومة العراقية بعض الأعمال ومنها شراء الطائرات الخاصة بها· وذكر ان بإمكان القوات العراقية تولي مسؤولية الأمن في جميع محافظات العراق بحلول نهاية عام ·2008 وفي السياق جدد مسؤولون عراقيون مطالبهم بتحديد جدول زمني ضمن الاتفاق الأمني، وقال موفق الربيعي أمس إن العراق لن يقبل اي اتفاق أمني مع الولايات المتحدة لا يتضمن مواعيد لانسحاب القوات· واضاف ''لا يمكن القبول بأي مذكرة تفاهم إذا لم تتحدث عن تواريخ ثابتة لآفاق زمنية واضحة لجلاء القوات الأجنبية من العراق بشكل كامل''· من جهته قال محمود عثمان النائب عن التحالف الكردستاني إن ''هناك تردداً من قبل رجال الدين للمضي قدماً في الاتفاقية دون رؤية ضوء في نهاية النفق''