محمد حامد (دبي)
هل يحق للبارسا الاحتفال بالتعادل مع فريق يبتعد عنه في جدول الترتيب بفارق 39 نقطة ؟ وهل التعادل بهدفين لمثلهما بين سلتا فيجو والبارسا في إطار مواجهات المرحلة الـ 33 لليجا يؤكد استمرار عقدة بالايدوس؟ سؤالان محيران لجماهير البارسا، فالفريق الكتالوني يتعثر للمرة الرابعة على التوالي في معقل سلتا فيجو، فقد فشل في الفوز عليه في آخر 4 مباريات، بخسارته في مباراتين، والتعادل في مثلهما، والأمر على هذا النحو يجب ألا يمنح برشلونة وصحافة كتالونيا فرصة لإظهار الشعور بالرضا، ويبدو أن للقصة أبعاد أخرى.
مشاعر الرضا عن التعادل مع سلتا فيجو تتعلق بتحقيق الفريق الكتالوني لرقم قياسي جديد، وهو عدم التعرض للخسارة في 40 مباراة متتالية بالليجا، منها 33 مباراة الموسم الحالي، وهو ما لم يحققه أي فريق في تاريخ المسابقة الإسبانية، وعلى الرغم من ذلك، هناك انقسام حاد بين عشاق النادي حول مستوى الفريق، وما يقدمه تحت قيادة فالفيردي، حيث يرى البعض أنه أعاد للفريق توازنه، فيما يؤكد البعض الآخر أنه جعل البارسا أقل متعة من الناحية الهجومية، ويوشك أن ينزع عنه هويته الكروية.
برشلونة في مباراته أمام سلتا فيجو، أكد رقمه القياسي بعدم التعرض لأي خسارة في أكبر عدد من المباريات في الدوري، وهو ما دفع الصحافة الكتالونية للاحتفال بذلك، فقد أشارت صحيفة «موندو ديبورتيفو» إلى أن الفريق الكتالوني حقق نقطة ذهبية، وفي الوقت ذاته، نجح في سياسة المداورة، بالدفع بعناصر ليست أساسية ليحصل النجوم عل الراحة المطلوبة، وأشارت صحيفة «سبورت» المقربة من البارسا إلى أن ما تحقق أمام سلتا فيجو هو أمر جيد، وعنونت:«حتى البدلاء لا يخسرون».
وعلى الجانب الآخر، وتأكيداً على أن برشلونة أصبح فريق المتناقضات، فقد خسر الفريق فعلياً بتعادله مع أحد أندية الوسط في جدول الترتيب وبدلاً من أن يرفع رصيده إلى 85 نقطة، حصد نقطة واحدة، كما أن المباراة شهدت حدثاً يقع للمرة الأولى منذ 16 عاماً، وهو خوض بدء مباراة رسمية دون الدفع بلاعب من أبناء أكاديمية لاماسيا، وهي مزرعة المواهب التي صنع بها الفريق مجده الكروي في العقدين الأخيرين.
ويبدو أن فالفيردي لا يفكر كثيراً في هذا الأمر، صحيح أنه ليس المسؤول الأوحد عن ذلك، فقد سبقه عدد آخر من المدربين لم يفعلوا شيئاً لتقديم المزيد من أبناء النادي، إلا أن بدء مباراة من دون أي منهم جعل الأمر يستوقف الصحافة الإسبانية، ويبدو أن شمس لاماسيا سوف تتوقف عن السطوع قريباً، حيث لم يتم تصعيد لاعب منها في السنوات العشر الأخيرة سوى سيرجيو روبرتو، وفي المقابل تغيرت سياسة برشلونة، وأصبح واحداً من الأندية الأكثر شراءً للاعبين، فقد حصل على توقيع 13 لاعباً مقابل 600 مليون يورو في السنوات الأخيرة.
وبعد تعادله الأخير أصبح البارسا في حاجة إلى 6 نقاط للتتويج رسمياً بطلاً للدوري، حيث يواجه ديبورتيفو لاكورونا في المرحلة المقبلة، ثم يصطدم مع الريال في كلاسيكو الأرض 6 مايو المقبل، ويمكنه أن يحسم اللقب على حساب الملكي في تلك المواجهة، في حال لم يسقط منافسه المباشر أتلتيكو مدريد في المباراتين القادمتين، وقبلها يواجه ميسي ورفاقه فريق إشبيلية في نهائي كأس الملك، وتحديداً السبت المقبل من أجل الحصول على أول ألقاب الموسم، حيث لم يعد متبقياً أمام الفريق سوى ثنائية الدوري وكأس الملك بعد خروجه من دوري الأبطال في مفاجأة من العيار الثقيل أمام روما.
وبعيداً عن تناقضات أبناء كاتالونيا التي تتأرجح بين الحصول على نقطة واحدة أمام سلتا فيجو، وبين تحقيق رقم قياسي بعد التعرض للهزيمة في 40 مباراة بالليجا، ومنح نجوم الفريق الراحة المطلوبة قبل نهائي كأس الملك، فقد خطف إياجو أسباس هداف سلتا فيجو الأضواء بشدة، مؤكداً أنه يستحق مكاناً في تشكيلة إسبانيا في مونديال روسيا 2018.
اسباس رفع رصيده للهدف 20 في النسخة الجالية لليجا، ليستقر مع توب 5 الهدافين في البطولة، وهي مهمة ليست سهلة، فهو الوحيد من بين لاعبي الأندية الصغيرة الذي اخترق دائرة عمالقة التهديف ليونيل ميسي، ولويس سواريز، وكريستيانو رونالدو، وأنطوان جريزمان، وعقب التعادل أمام البارسا أكداللاعب أنه يترقب الفرصة لدخول قائمة منتخب بلاده في المونديال، كما أكد أن فريقه كان يستحق الفوز أمام متصدر الليجا.
عدد اليوم
