واشنطن: طهران تبحث عن أرضية مشتركة لحل القضية النووية

أعلنت إيران أمس أنها اختبرت بنجاح إطلاق صواريخ ذاتية الدفع جديدة لتعزز مخاوف الدول الغربية من طموحاتها العسكرية، حيث طالبتها ألمانيا بوقف قرع طبول الحرب، فيما أكدت إيطاليا أن الولايات المتحدة لم تبلغ حلفاءها بانتهاج الخيار العسكري لتدمير البرنامج النووي الذي قالت واشنطن إنه مازال ''متواضعاً''· بل اعلن مسؤول أميركي كبير لأول مرة ان ايران تريد ارضية مشتركة لحل القضية النووية وان بلاده تنتظر تأكيد جدية الايرانيين في ذلك· من جهته أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس ان بلاده ليست قريبة من مواجهة عسكرية مع إيران· وأوضح قائد سلاح الجو في ''الحرس الثوري'' الايراني الجنرال حسين سلامي أنه تم إطلاق 9 صواريخ متوسطة وبعيدة المدى من طرازات ''فاتح'' و''زلزال'' و''شهاب ''1 وشهاب ''2 و''شهاب ''3 البالغ مداها ألفي كيلومتر خلال مناورات في وسط إيران ''لتعزيز قدرة إيران الرادعة''، وقال في تصريح صحفي ''أطلقنا هذه الصواريخ لإظهار جزء من قدرتنا الدفاعية الوطنية أمام من هددوا إيران في الآونة الاخيرة''، وأضاف ''أدعو الاعداء إلى توخي الحذر في سياساتهم لأننا نراقبهم أينما وجدوا''· وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن إيران اختبرت أيضاً بنجاح طائرات بدون طيار لأهداف قتالية واستطلاعية ضمن مناورات دفاعية واسعة للقوات الإيرانية· وأعلن قائد القوات البحرية الإيرانية الأدميرال مرتضى صفاري في منطقة المناورات في الخليج أن المناورات تأتي ضمن ''عرض الاقتدار والاستعداد الواسع للقوات البحرية لمواجهة أي اعتداء محتمل وتحمل رسائل الاطمئنان والثقة لشعوب ودول المنطقة''· وأدانت الولايات المتحدة التجارب الصاروخية الايرانية باعتبارها انتهاكاً لقرارات الامم المتحدة، وقالـــت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لصحفيين في صوفيا: ''إن التجارب دليل على أن التهديد الصاروخي الإيراني ليس وهمياً''، وأضافت ''حان للإيرانيين أن يوقفوا انتهاك التزاماتهم التي ينص عليها المجلس الدولي والبدء في الوفاء بهذه الالتزامات''· وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوردن جوندرو عقب اختتام هامش قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في مدينة توياكو اليابانية: إن انتاج الصواريخ ذاتية الدفع من قبل إيران يشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الامن الدولي ولا يتماشى بتاتا مع التزامات إيران حيال المجتمع الدولي· وأضاف ''يجب على إيران التوقف فوراً عن انتاج الصواريخ التي يمكن استخدامها لحمل اسلحة نووية محتملة، اذا ارادت حقا أن تكسب ثقة العالم''· وأعلن أن أميركا ومجلس الأمن الدولي متلزمان بالمسار الدبلوماسي مع إيران· وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكــــــــوني إن الولايات المتحـــــــــدة لم تبلغ زعماء مجموعة الثماني بأنها تسعى الى تنفيذ خيار عسكري ضد ايران، وأوضح ''لم تورد الولايات المتحدة ذكراً لخيار عسكري''· ودعت مجموعة الثماني في بيان رسمي ايران الى ''التصرف بطريقة مسؤولة وبناءة اكثر في المنطقة ولا سيما في اطار عملية السلام في الشرق الاوسط والاستقرار في العراق وافغانستان''، وقالت: ''نعرب عن قلقنا الكبير من عدم احترام ايران لالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الامن الدولي لضمان أن برنامجها النووي ليس له أغراض عسكرية''· وصرح نائب المتحدث باسم الحكومة الالمانية توماس شتيج بأن الاختبارات أثارت ''قلقاً'' كما أثارت الانتباه إلى إمكانية حمل الصواريخ رؤوسا نووية، وقال: ''تدعو الحكومة الالمانية إيران إلى وقف جميع أشكال استعراض القوة وقعقعة السيوف وقرع طبول الحرب''· وأضاف شتيج أن المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا زار طهران في منتصف يونيو الماضي بعرض جديد من جانب المجتمع الدولي كبادرة حسن نوايا وبهدف مد الجسور ولكن طهران ردت الآن ببادرة ''تنم عن سوء النية''، ودعا طهران إلى القيام بدور نشط في دعم الثقة وتفادي جميع أشكال تصعيد الوضع· وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية إن ''تلك التجارب غير مرحب بها ولا تفيد في شيء سوى تعزيز قلقنا من النوايا الإيرانية''· وأضاف ''نتساءل لماذا تحتاج إيران الى مثل تلك الصواريخ ذات المدى البعيد؟ ما رأيناه يؤكد ضرورة أن تحترم إيران التزاماتها الدولية في المجال النووي''· وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي الدورية للشهر الحالي: ''نتلقى بقلق إعلان إيران عن إجرائها عدة تجارب لإطلاق صواريخ، إن هذه التجارب تؤدي فقط الى تعزيز مخاوف المجتمع الدولي في الوقت الذي تطـــــــور فيه ايران على خط مواز برنامجا نـــوويا وقد ذكر التقــــــرير الاخـــير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن البرنامج يشتــــــمل على نشاطات قد تكون مرتبطة بتصميــــم وتصنيع اسلحة نووية''، وخـــــــتم قائلاً: ''في هذا الاطــــــار، ندعو إيران الى اعادة بناء ثقــــــة جيرانها والمجتمع الدولي بها للتوصل الى حل تفاوضي للملف النووي''· لكن وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية وليام بيرنز، قال في إفادة ادلى بها للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي: ''بينما تسعى إيران إلى الإيحاء بحدوث تقدم في برنامجها النووي، إلا أن التقدم الحقيقي كان أكثر تواضعاً''، وأضاف ''من الواضح أن إيران لم تتقن تخصيب اليورانيوم وقد أدت العقوبات الدولية إلى عرقلة قدرتها على الحصول على تكنولوجيا أو مواد مهمة لبرامجها الصاروخية وحتى تلك المواد التي لها أكثر من استخدام''· وأعلن بيرنز أن الجزء الأكبر من رد إيران المكتوب والشفهي على عرض الحوافز الدولي هو أنها مستعدة لبحث القضية بصورة أكبر· وأوضح ''إيران معنية بمحاولة إيجاد أرضية مشتركة· سنرى ما إذا كان الإيرانيون جادين''· وأكد أن بلاده مازالت تتبع الوسائل الدبلوماسية لإقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي، قائلا، ''نعتبر استخدام القوة خيارا مطروحا على الطاولة ولكنه خيار أخير ولا نعتقد أننا استنفدنا كل الاحتمالات الدبلوماسية''·