السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رمضان أمان» في الإمارات

«رمضان أمان» في الإمارات
1 يوليو 2016 13:45
لكبيرة التونسي (أبوظبي) من يجول بشوارع إمارات الدولة قبل الإفطار، يلمح تلك الحركة النشيطة لمجموعات كبيرة من الشباب والشابات بلباسهم الفسفوري عند التقاطعات المرورية، يحملون الصناديق الضخمة، ويترجلون بها نحو الإشارات الضوئية، وقبل 10 دقائق من الإفطار، ويبدؤون في توزيع وجبات غذائية خفيفة. ويندرج هؤلاء المتطوعون ضمن حملة «رمضان أمان» التي تنظمها جمعية الإحسان الخيرية للسنة الخامسة على التوالي بهدف الحد من السرعة الزائدة على الشوارع المزدحمة والتقاطعات المرورية في الفترة التي تسبق أذان المغرب، وذلك بتوزيع وجبات غذائية خفيفة على سائقي السيارات والمشاة من مختلف الجنسيات والأديان. الحملة التي كان لها الأثر الكبير في الحد من حوادث السير، ونجحت في تعزيز المسؤولية الاجتماعية يشارك بها الآلاف من المتطوعين من جميع فئات المجتمع سواء بشكل فردي أو بالتنسيق مع جهات حكومية ومؤسسات، وكذلك الأطفال وكبار السن، وتستقبل الحملة المتطوعين في جميع إمارات الدولة للسنة الخامسة على التوالي، بهدف الحفاظ على أرواح الصائمين عند قيادتهم سياراتهم خلال الفترة التي تسبق الإفطار والتخفيف من السرعة الزائدة والحد من الحوادث الناجمة عن محاولة الغالبية من سائقي المركبات اللحاق بموعد الإفطار، كما تجتذب العديد من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع والفنانين والإعلاميين. تأثير في المجتمع ويقول خالد بن تميم رئيس اللجنة المنظمة لحملة «رمضان أمان» إن الحملة تتضمن توزيع وجبات خفيفة للإفطار، قبل أذان المغرب، مشيراً إلى أنها تهدف لتقليل حوادث المرور، وقد نجحت في استقطاب آلاف المشاركين من جميع الجهات والدوائر الحكومية والأفراد، لافتاً إلى أن الحملة وزعت 40 ألف وجبة في دورتها الأولى، بينما وزعت هذه السنة 500 ألف، وبدأت بمشاركة 80 متطوعاً وصلوا هذه السنة إلى أكثر من 5000 متطوع، وأوضح أن المشاركة في حملة «رمضان أمان» باتت تزيد سنة بعد أخرى، كما أصبحت محط اهتمام الدوائر والمؤسسات الحكومية، والجهات الخاصة والعديد من الشخصيات البارزة في المجتمع، مما يعكس مدى نجاح الحملة في تعزيز جانب المسؤولية الاجتماعية وترسيخها لدى الأفراد والمؤسسات، حتى أصبحت تستقطب مشاركة عدة شخصيات قيادية لتحفيز الشباب على المشاركة منها معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، والمهندس الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي الملقب بـ «الشيخ الأخضر»، وعزا سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي، والعديد من الفنانين والإعلاميين. ويشيد بن تميم بالتعاون مع القيادات العامة للشرطة في إمارات الدولة، مؤكداً أن ذلك ينقل صورة حية عن مجتمع الإمارات المتكاتف، ويرسخ لثقافة إنسانية إماراتية. حوادث المرور من جهته، يؤكد العميد غيث حسن الزعابي، مدير عام التنسيق المروري بوزارة الداخلية حرص الوزارة وبتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على تعزيز التعاون والتنسيق مع الشركاء، خاصة الجمعيات الخيرية في المجالات ذات الاهتمام المشترك إيماناً منها بأهمية العمل الخيري والخدمة المجتمعية وما يتطلبه من جهود حثيثة مكثفة لتحقيق الأمن والسلامة ضمن استراتيجية وزارة الداخلية لضبط أمن الطرق، مشيراً إلى حرص الوزارة على الاتفاق مع جمعية الإحسان الخيرية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وبصفة خاصة حملة «رمضان أمان»، التي أسهمت بشكل ملحوظ في تخفيض نسبة الحوادث المرورية من خلال توعية السائقين وتنبيههم بالالتزام بالسرعات القانونية المحددة بما يخدم تحقيق رؤية وزارة الداخلية، وإيماناً بأهمية العمل الخيري والخدمة المجتمعية، فإنه يسعدنا أن تقوم وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للتنسيق المروري بالتنسيق مع القيادات العامة للشرطة وإدارات المرور والدوريات على مستوى الدولة لتوزيع وجبات الإفطار على السائقين في التقاطعات الرئيسية والشوارع المهمة في إمارات الدولة. وصول بأمان ويقول العقيد سيف مهير المزروعي، مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي إن الإدارة العامة للمرور بالتعاون مع جمعية الإحسان الخيرية تقوم خلال شهر رمضان المبارك بتوزيع وجبات إفطار يومياً على مستخدمي الطريق من سائقين وركاب ومشاة قبيل أذان المغرب تفادياً للمخاطر، التي قد يتعرضون لها بهدف الوصول إلى المنزل للإفطار، ويتم اختيار المناطق والتقاطعات التي تشهد كثافة عدد مستخدمي الطريق، حيث يتولى رجال المرور وأفراد من جمعية الإحسان الخيرية، بالإضافة إلى المتطوعين من الشباب والفتيات بتوزيع وجبات الإفطار عليهم. ويشير إلى أن هذا الإجراء تتخذه شرطة دبي في محاولة منها للحد من الحوادث المرورية، التي ترافق الازدحام في أوقات الذروة، ويوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار البرامج والأنشطة التوعوية المتعلقة بالجانب المروري، ونشر الثقافة المرورية بين مستخدمي الطريق، واستخدام كل الطرق والوسائل المناسبة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية من تلك البرامج والفعاليات، مؤكداً أن الحوادث المرورية غالباً ما تزيد قبل موعد الإفطار في شهر رمضان المبارك، حيث إن بعض مستخدمي الطريق يحاولون الوصول إلى منازلهم قبل موعد الإفطار بزمن قصير، مما يجعلهم عرضة لارتكاب المخالفات المرورية الخطرة بأنواعها، والتي من شأنها أن تتسبب في وقوع حوادث مرورية قاتلة، وتذهب فيها أرواح بريئة، إضافة إلى ما ينتج عنها من إصابات بشرية وأضرار بالممتلكات. ويدعو مدير الإدارة العامة للمرور جميع السائقين إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء قيادة المركبة على الطريق، وعدم التعجل في الوصول إلى المنازل، والقيادة بتركيز عالٍ، وعدم تعكير صفو نفحات رمضان على نفسه وعلى الآخرين. دولة التسامح بدورها تقول الإعلامية لوجين عمران، إن مشاركتها في حملة «رمضان أمان» جاءت من منطلق حرصها على تعزيز المشاركة المجتمعية والقيام بالأعمال الخيرية، مؤكدة أن مجتمع الإمارات متماسك ومتلاحم وتزيد من لحمته مثل هاته المبادرات التي تنشط طوال السنة وتصل ذروتها في شهر رمضان، لافتة إلى أن الحملة نجحت في توحيد جميع الديانات والجنسيات، مما يعكس مدى تقبل الآخر والتعايش في أرض دولة التسامح والعطاء، وتضيف: «أصبحت الإمارات قدوة لجميع الدول العربية والأجنبية لما تقوم به من مبادرات إنسانية وخيرية لفائدة جميع فئات المجتمع»، مشيرة إلى أنها تشارك للسنة الثانية على التوالي في الحملة، مؤكدة أن مشاركة بعض الإعلاميين والفنانين تشيع جواً من الحماس داخل صفوف المتطوعين من كبار وصغار الذين يتخذون من القيادات المشاركة نموذجاً إيجابياً ويحذون حذوهم. ومن المشاهدات التي ترسخت في ذهن لوجين عمران انضمام بعض الجنسيات والديانات للحملة والمشاركة في توزيع وجبات الإفطار على السائقين والمشاة، موضحة أن ذلك يعكس روح الإسلام وسماحته. تكافل اجتماعي ويؤكد علي آل سلوم صاحب برنامج «دروب» الذي شارك في الحملة أكثر من مرة أن «رمضان أمان» تعكس مدى التكافل والتضامن الذي يتسم به مجتمع الإمارات، مؤكداً أن الحملة نجحت في تعزيز مفهوم الإحسان والخير في المجتمع الذي رسخه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، لافتاً إلى أنه يُقبل على مثل هذه المبادرات لتشجيع الشباب والأطفال على المشاركة، كما يوضح آل سلوم أن توزيع وجبات الإفطار وقت الأذان يجعلنا نتقاسم نفس المشاعر مع من يعملون يومياً في نفس الفترة، كالأطباء والممرضين والشرطة وغيرهم من الذين يفطرون على رأس عملهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©