ملتقى أبوظبي الأول يبحث إيجاد حالة من التكافل الاجتماعي لتعزيز الزكاة

أكد محمد عمر عبدالله وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، أهمية ملتقى أبوظبي الأول للزكاة الذي يهدف الى تقديم فريضة الزكاة بشروطها الشرعية الرئيسية والعمل على بحث أفكار تساهم في خلق حالة من التكافل الاجتماعي وفق رؤية واستراتيجية طموحة تساهم في تعزيز دور الزكاة في المجتمع وفي التنمية الاقتصادية. وقال عبدالله في تصريحات على هامش الملتقى الذي نظمته دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي اول امس بالتعاون مع صندوق الزكاة والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وهيئة الهلال الأحمر، بمشاركة أكثر من 70 شخصا يمثلون وزارات وهيئات حكومية ومؤسسات خيرية، أن الملتقى يمثل فرصة للمشاركين فيه لتبادل الأفكار والمشاريع والآليات التي تلتقي عندها كافة الجهات المعنية سواء الحكومية أو غيرها. وأشار الى ان اللقاء يهدف لتطوير كافة الإجراءات المرتبطة بأموال الزكاة من تحصيل وتوزيع ودعاية وتوعية وغيرها وذلك من خلال الجمع بين الفكرين الاقتصادي والشرعي وبالاستفادة من العديد من التجارب التي تسخر أموال الزكاة لتنمية المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة. وطالب الدكتور سليمان وارد المساعيد الأخصائي الاقتصادي بدائرة التنمية الاقتصادية، بضرورة إصدار تشريع ملزم للشركات والمؤسسات والبنوك الإسلامية لإخراج الزكاة للصندوق وذلك لضبط عملية إخراج الزكاة وتعظيم حصيلتها وبالتالي زيادة قدرتها للقيام بدورها التنموي المطلوب. وأكد الدكتور المساعيد فى ورقة عمل قدمها، أن الزكاة تعد أحد مرتكزات المالية العامة في الاقتصاد الإسلامي نظرا لعلاقتها بطرفي المعادلة الاقتصادية وهما الإيرادات ويتعلق دورها هنا بما تتضمنه من أنشطة الجباية والتجميع والتحصيل من الأفراد والمؤسسات المستحق عليها الزكاة والنفقات من حيث أنشطة التوزيع والتخصيص لبنود الإنفاق حسب مصارف الزكاة الثمانية التي حددت بموجب النص القرآني. وقال الدكتور المساعيد ان الزكاة تلعب دورا محوريا في تنشيط حركة الاقتصاد وعلاج الركود الاقتصادي حيث إن مفهوم الزكاة يشجع ضمنيا على استثمار الأموال المكتنزة لكي تنمى وتدفع الزكاة من أرباح هذا الاستثمار وليس من أصل رأس المال. وقدم جمال المزروعي مدير موارد الزكاة بصندوق الزكاة ورقة عمل بعنوان «أثر الزكاة على الفرد والمجتمع» تناول فيها مفهوم الزكاة وفق الكتاب والسنة وعملية التحصيل والمعوقات التي تواجه مشاريع الصندوق ودوره في توعية المجتمع برسالته وأهمية الزكاة في تنمية المجتمع. وتناول المزروعي في ورقته أثر الزكاة على المال وأثرها على الغني وحق الفقير في الزكاة وحق المجتمع وحكمة تشريع الزكاة من النواحي الاقتصادية كما تناول دور الصندوق خلال السنوات الخمس الماضية في التوعية بأهمية الزكاة. وقدم الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني بديوان سمو ولي عهد أبوظبي ورقة عمل حول أثر الزكاة في النفس والفكر والمجتمع وتناول الجانب الشرعي للزكاة ومدى تأثيره على المزكي ومستحق الزكاة على حد سواء وفي فكرهما وعلاقتهما مع الخالق والمجتمع كما ركز على أثر الزكاة في البعد الاجتماعي والانساني من نواح عديدة في الفرد والمجتمع. وأوضح الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني بديوان سمو ولي عهد أبوظبي، أن معظم آيات الزكاة تثير وتحرك مشاعر الإيمان في نفس المسلم وتحثه على البذل والعطاء للمحتاجين حيث إن الصدقة برهان على الإيمان كما أن الزكاة شرعت لتحقق إنسانية الإنسان وان من يعطي زكاته للمحتاجين يزيده الله من نعمه. وقدم عبدالرحمن الطنيجي مدير الإعلام بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، عرضا لدور الهيئة في جمع الزكاة وإنفاقها على المحتاجين مشيرا إلى أن الهلال قدم نحو ثلاثة مليارات درهم للمحتاجين في أكثر من مائة دولة على مدار تاريخه وأن المساعدات المحلية التي يقدمها تطورت من ستة ملايين درهم سنويا لتصل لنحو 135 مليون درهم. وقال الطنيجي ان الهيئة تقوم بتقديم الدعم والعون للمرضى المعوزين بالإضافة لكفالات اجتماعية مثل كفالة اليتيم حيث تكفل هيئة الهلال الاحمر أكثر من 55 ألف يتيم في أكثر من 40 دولة حول العالم منهم 3330 يتيما داخل الدولة بميزانية سنوية قدرها 95 مليون درهم وذلك من أموال الزكاة. وأوضح الطنيجي أن الهلال الأحمر يقوم أيضا بكفالة أسر السجناء وكفالة الأسر المتعففة ورعاية المطلقات ودعم الأرامل وغيرها من الفئات المستحقة للعون مثل ديون السجناء وعابري السبيل ومحدودي الدخل ورعاية المسنين. وأضاف أن الهلال الأحمر يقوم بدور حيوي على الساحة الخارجية حيث يقوم بتقديم الاغاثات العاجلة لضحايا الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية والجائحات بالإضافة لتقديم الدعم والمساعدة في المشاريع التنموية لإعادة تأهيل المناطق المنكوبة مرة أخرى وتوفير مصادر دخل للضحايا.