الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجوهرات.. زينة للنساء.. وخزائن وقت الشدة

المجوهرات.. زينة للنساء.. وخزائن وقت الشدة
30 يونيو 2016 16:29
مجدي عثمان (القاهرة) يُشير يحيى المخلافي صاحب «الرسالة اليمنية» إلى غنى بلاد اليمن بالنفائس وبالذهب، وأن مدينة بغداد كانت مركزاً تجارياً لتبادل المعادن النفيسة بين تجار الفضة المشارقة وتجار الذهب المغاربة، كما أن «الاصطخري» يؤكد على وجود الذهب بوفرة في أسوان ووادي العلاقي بمصر، وترتبط تلك المناجم على كثرتها وانتشارها في الدول الإسلامية بصناعة الحلي، والتي قد تأثرت في أوائل العصر الإسلامي بالصناعة البيزنطية واليونانية والرومانية، واستخدمت الفضة في صناعتها، غير خالصة، إذ يضاف إليها النحاس ليسهل تصنيعها ويطول عمرها. وكانت خزائن كبار رجال الدولة الإسلامية مملوءة بالحلي والمجوهرات، وقد أكدت الشدة المستنصرية أن اقتناء تلك الجواهر كان من بينه الخزن لأوقات الشدة، حيث أخرج المستنصر الفاطمي من خزائنه صناديق الحلي والأحجار الكريمة. ولم تختلف الحلي في عصر الخلفاء الراشدين عنها في العصر الجاهلي، إلا في أواخر العصر الأموي، حيث ازدادت تنوعاً، ثم بلغت الذروة في العصر العباسي لتواكب ما بلغته الدولة الإسلامية من ازدهار وثراء، بفضل الفتوحات الإسلامية والتجارة، ما أدى إلى انتعاش الحياة الاجتماعية في طبقات المجتمع المسلم، وانعكس ذلك على الحلي بأنواعها، ومن ذلك يروى أن العباسيين رصعوا عصائب النساء وخفافيهم باللآلي والجواهر، وأن الفاطميين رصعوا أواني الطبخ باللآلي واتخذوا التماثيل المرصعة زينة. وقد برعت النساء في استخدام اللغة العربية شعراً على أزيائهن، وكتبوها بخيوط الفضة والذهب، وقد اشتهرت علية بنت المهدي بالجواهر التي تزيّن عصابتها، كما اشتهرت زبيدة زوجة هارون بتوشية ملابسها وقد حرصت المرأة المسلمة على لبس الخفاف المرصعة بالجواهر والمعطرة بالأطياب. ويتوقف اختيار المرأة لزينتها على ثقافتها وكيفية التفنن في إظهار شخصيتها عن طريق ما يناسبها من حلي، والتي تنوعت ما بين حلي الرأس والوجه، وقد أورد الثعالبي في مؤلفه «فقه اللغة وسر العربية»، أسماء الحلي الشائعة التي كانت تلبسها نساء العرب في عصره، وهي «الشنف والقرط والرعثة للأذن، والوقف والقلب والسوار للمعصم، والدملج للعضد، والجبيرة للساعد، والقلادة والمخنقة للعنق، والمرسلة للصدر، والخاتم للإصبع والخلخال والخدمة للرِجل، والفتخ لأصابع الرِجل». وكانت أهم مراكز صناعة الحلي والجواهر في مصر تقع في مدينتي الفسطاط والإسكندرية، وشهدت أوج نشاطها في عصر الفاطميين في منتصف القرن 4هـ - 10 م، لما عُرف عن حبهم لاقتناء الذهب والجواهر، حتى أن الخليفة المعز لدين الله قام بإنشاء قاعة الذهب بالقصر الشرقي، ومن بعده الخليفة العزيز بالله قام بتشييد قصر الذهب، وكان القصر والقاعة قد خصصا للمقتنيات الذهبية المختلفة، ويذكر أن الخليفة الحاكم بأمر الله كان يلبس عسجدة - ترس من الذهب والفضة - وأهدته أخته ست الملك تاجاً من الذهب مرصعاً بالماس والجواهر. ومع بناء مدينة بغداد، عاصمة الخلافة العباسية اتخذ الجواهرجيّة سوقاً لهم داخلها في مواجهة قصر المنصور ومحازاة جامع الذهب الذي شيده قبالة القصر، وبعد حوالي النصف قرن، ازدهرت بغداد اقتصادياً وعلمياً وآداباً، وأسرف الخلفاء العباسيون في التزين والإنفاق عليه بشكل فاق التخيل. وكانت الحلي على أشكال متعددة، خاصة حلي الرأس، التي منها «النظم أو الصفا» وتستخدم في تزيين الجبين والضفائر واستعمل فيها الجواهر والياقوت، و«التاج» أو الإكليل ويصاغ من الذهب ويرصع باللآلي، وهو من علامات الملك والإمارة وشدة الثراء، أما الأقراص الذهبية، فهي مستديرة عرفتها المرأة الموسرة «قرص الماس» الذي يصنع من أسلاك الذهب في أشكال كالورود. وسميت الأقراط بأسماء مختلفة، منها «ساقية، ترس، خنجر، سيف»، وفي العصر العثماني كانت الأقراط من أكثر أنواع الحلي شيوعاً. وللصدر والعنق حليات «اللازم والعقود والرشرش والمرتهش والزناط أو الزماط واللبة والطوق والزرنة والحرز والتصبيحة - طوق من الذهب مزين بالألماس تلبسه العروس في صباح زواجها - وقلادة التفاح والهلال والكرسي والمرسلة - تسميها كتب التراث المسباح أو المرسل - والسِخَاب ويتحلى بها صبيان العرب، والزرار والقلادة والطوق، وقد شاع وكثر لبس الأطواق في العصور العباسية. ومن أشهر أنواع حلي الأيدي الشميلات أو الشمايل وتلبس في معصم اليد، والبناجر وتعرف أيضًا بالصفيحة والسكة، والمطاوي والغوايش وغالباً تُصنع من الذهب المنقوش والمجاول والحداود والسعفات ومطال ويُصنعن من الفضة ولهن قفل، والخشل والبانكة والعضود أو الوضوح، والزنود، والمشخص وتلبسه المرأة على عضدها وتسميه كتب التراث بـ«المدملج والمعضد». أما الخواتم منها ما هو مزين بفصوص وأحجار كريمة، ومنها ما يُزين بعملات، وقد سُميت الخواتم حسب الأصابع التي ستلبس فيها ولزينة الساقين الحجول، والخلخال والخشاخيش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©