صناديق إماراتية تتوسع في قطاع العقارات الأميركي

ابتاع صندوق الثروة السيادي في أبوظبي أخيراً 90% من مبنى كرايسلر الذي يعتبر أحد أكثر المباني فخامة في سماء مانهاتن في ثاني أكبر عملية استحواذ على موجودات ونصب تذكارية في نيويورك من قبل مستثمر من منطقة الشرق الأوسط خلال فترة تزيد بقليل على الشهر· وبات من المعلوم ان مجلس أبوظبي للاستثمار استحوذ على حصة في مبنى كرايسلر أو ما يسمى ببرج ''آرت ديكو'' الذي يعتبر أحد المعالم المهمة مقابل مبلغ 800 مليون دولار وفقاً لشخص لصيق بالصفقة· وبرج آرت ديكو كان يحمل لقب المبنى الأطول في العالم إلى أن تجاوزه مبنى امباير ستيت العام ·1931 وقامت شركة برودينشيال ريال ستيت ببيع حصتها البالغة 75% في البرج بينما تتجه شركة تيشمان سباير مطورة العقارات في نيويورك إلى بيع جزء من حصتها البالغة 25% وفقاً لذات المصدر، في حين رفضت شركة تيشمان التعليق على النبأ· وتأتي عملية الاستحواذ هذه بعد ان انضم صندوق ميراث الاستثماري الخاص في دبي إلى مجموعة من المستثمرين الذين شاركوا في تملك حصة بقيمة 2,8 مليار دولار من مبنى جنرال موتورز في أوائل يونيو المنصرم بالاشتراك مع شركة بوسطن للعقارات ومصرف جولدمان ساكس· ويعتبر هذا السعر الأعلى من نوعه على الإطلاق والذي يتم دفعه مقابل أحد المباني الأميركية ولإحدى ناطحات السحاب التي تتخذ لنفسها أحد أفضل المواقع في مانهاتن في الركن الجنوبي الشرقي من سنترال بارك· وظل المستثمرون من منطقة الشرق الأوسط يتدافعون على العقارات في نيويورك منذ فترة وهم ينافسون نظراءهم الأوروبيين بفضل حجم استثماراتهم الهائلة بالدولار في السنوات الأخيرة· وأشار العديد من المراقبين في الصناعة الى أن الساحة بدأت تشهد اهتماماً متزايداً من قبل المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة على كبريات الموجودات في المدن الأميركية الرئيسية مثل نيويورك ولوس أنجلوس وواشنطن وبوسطن في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار النفط ويساور الدولار الضعف والتراجع بينما تشهد قيمة المباني نوعاً من الثبات أو الانخفاض· وتجيء هذه الاستثمارات في مبنى كرايسلر وجي إم بعد ان استثمرت دبي العالمية بالتعاون مع شركة ام جي ام ميراج في صفقة للاستحواذ على فندق وكازينو ومشروع سكني في لاس فيجاس اضافة الى الاستثمار الذي بلغت قيمته 1,4 مليار دولار في العام الماضي لشراء شركات مطورة للعقارات من قبل مستثمرين من ضمنهم حكومة أبوظبي وشركة سعودية· ويأتي هذا الاندفاع على العقارات التجارية بعد ان ضخت الصناديق الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط مليارات الدولارات في خزائن البنوك الأميركية بعيد الخسائر التي تكبدتها جراء أزمة الائتمان· يذكر أن مجلس أبوظبي للاستثمار تم انشاؤه العام الماضي كبديل لصندوق أبوظبي للاستثمار على أن ينصب اهتمام الأخير بصورة أكبر على منطقتي الشرق الأوسط والخليج· وهذا المبنى المكتبي كان قد تم انشاؤه في عام 1930 لصالح شركة كرايسلر للسيارات ويرتفع الى 77 طابقاً بطول 311 متراً· وكانت شركة برودينشيال قد سيطرت بحصة مؤثرة على المبنى عندما اشترت شركة تي ام دبليو ريال ستيت للاستثمارات في اتلانتا التي كانت تستثمر المبنى في عام 2001 مقابل 300مليون دولار· عن فاينانشيال تايمز