استثمار إماراتي - ألماني لإنشاء مزرعة كافيار

تقوم شركة مختلطة إماراتية - ألمانية ببناء مزرعة ضخمة لسمك الحفش الذي يشتهر بإنتاج الكافيار في أبوظبي، لأغراض التصدير وتنويع الموارد الاقتصادية· وتهدف هذه المبادرة إلى خلق فرصة استثمارية إضافية للإمارات لتصدير الكافيار إلى دول العالم المختلفة ولا سيما أوروبا، كما تندرج ضمن إطار المشاريع والخطط المتكاملة والمتنوعة التي تتبناها الإمارة لتنويع المصادر والموارد وعدم الاعتماد على مداخيل تصدير النفط ومشتقاته وحدها· ولهذا المشروع جانب بيئي مهم، حيث يرمي أيضاً إلى الحفاظ على نوع سمك الحفش من الانقراض لا سيما في أعقاب تعرّض هذا النوع للصيد الجائر في جميع البحار التي يستوطنها خصوصاً بحر قزوين· وتستثمر مجموعة بن سالم وشريكتها يونايتد فود تكنولوجيز الألمانية مبلغ 80 مليون دولار في المشروع الذي سيتم بناء منشآته في محمية صناعية تقع في إحدى ضواحي مدينة أبوظبي لم يعلن عنها بعد· وتتألف المزرعة من حوض يساوي في مساحته مساحة 64 حوض سباحة، وسيتم استيلاد الألوف من أسماك الحفش في المزرعة، بطاقة إنتاجية تصل إلى أكثر من 40 طناً من الكافيار سنوياً و710 أطنان من شرائح لحم سمك الحفش المدخّن· وأشار تقرير نشرته ''الفاينانشيال تايمز'' إلى أن العمل في إنشاء المزرعة انطلق بالفعل وسيستمر 14 شهراً حتى يكتمل· وبانتهاء المشروع، تظهر أضخم مزرعة منفردة للحفش في العالم أجمع· وهذا المشروع الذي تكفل بإنجازه الائتلاف الجديد بين الشركتين الإماراتية والألمانية والذي لم يتخذ اسمه الجديد حتى الآن، سيستغرق سنتين بدءاً من انطلاق الأشغال وحتى إحضار يرقات أسماك الحفش التي تنتج عندما تنضج نوعاً ذا نوعية رفيعة من الكافيار المعروف باسم (أوسيترا) Ossetra. يذكر في هذا الصدد أن سمكة الحفش أصغر من منافستها المنتجة للكافيار (بيلوجا)، كما أن الكافيار الذي تنتجه أكثر صلابة وأطيب مذاقاً· وفي لندن، يبلغ ثمن علبة تحتوي 100 جرام من كافيار (أوسيترا) 500 دولار· وينقل التقرير عن أحمد بن ظاهري المدير التنفيذي لمجموعة بن سالم قوله: ''لسنا نشك في الطعم اللذيذ للكافيار الذي سننتجه لأنه سيكون على مستوى مذاق الكافيار نفسه المستخرج من الأسماك البحرية''· وتم بالفعل شحن 146 ألف يرقة صغيرة من أسماك الحفش السيبيرية إلى مزارع شركة (يونايتد فود تكنولوجيز) في ألمانيا، وسيستكمل عددها بإضافة 86 ألف يرقة جديدة في مرحلة لاحقة بهدف تحضير مخزون كافٍ من الحفش لتصدير إنتاجه من الكافيار وشرائح اللحم إلى أوروبا ريثما يكتمل بناء المزرعة في أبوظبي والتي ستكون مكتفية ذاتياً من هذه الأسماك· ونبعت فكرة الاستثمار في مزارع الكافيار في مجموعة بن سالم عندما أعلنت الأمم المتحدة عن اتفاقية دولية تحظر المتاجرة بالأنواع الحيوانية المعرضة للانقراض والمعروفة باسم (معاهد سايتس)، مما أدى إلى انخفاض الصادرات من الحفش والكافيار من بحر قزوين ونقص المعروض منهما في الأسواق العالمية· ويقول ميشيل نصور المستشار المالي لمجموعة بن سالم: ''لاحظنا الفجوة بين العرض والطلب الناتجة عن معاهدة الأمم المتحدة، ووجدنا في زراعة الكافيار فرصة جديدة للاستثمار''· وقالت مصادر في مجموعة بن سالم: إن المشروع يلتزم بشكل كامل بالمعايير التنظيمية الدولية ومنها تجنب العمل (غير الإنساني)، والذي يتمثل في استخراج الكافيار من السمك وإعادته إلى الماء على أمل إعادة تكوين بيوض الكافيار من جديد· ويقول نصّور: ''نوعية الكافيار الذي يتم إنتاجه بهذه الطريقة ستكون أقل جودة، ونحن نعتقد أن مثل هذا العمل يتناقض مع معاهدات حقوق الحيوان، ونحن حريصون كل الحرص على احترام هذه المعاهدات''· عن ''الفاينانشيال تايمز''