أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تولي أهمية كبرى للتخطيط الاستراتيجي للارتقاء بالأداء الحكومي وتنفيذ عملية التنمية على أسس راسخة من البحث العلمي والتخطيط السليم.
جاء ذلك بمناسبة فوز حكومة أبوظبي بجائزة “الصفوة في بطاقة الأداء المتوازن لتنفيذ الاستراتيجيات وإدارة الأداء” مساء أمس، وذلك خلال حفل إعلان النتائج الذي أقيم في العاصمة الإسبانية مدريد، على هامش المؤتمر العالمي لإدارة الأداء بطريقة بطاقة الأداء المتوازن.
وأكد سموه أن الاهتمام والمتابعة الحثيثة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي ، له الأثر الكبير في حصول حكومة أبوظبي على هذه الجائزة من خلال آليات تنفيذ أجندة السياسة العامة لحكومة أبوظبي، وخطة أبوظبي الاستراتيجية، ووضع آليات الرقابة على تنفيذها، والتزام حكومة أبوظبي بضمان تحقيق أهداف سياساتها وفق المعايير العالمية، وذلك من خلال إطار متكامل لمراقبة وتقييم الأداء الذي يستند إلى أفضل الممارسات العالمية.
وأشار سموه إلى أن مقياس نجاح أو فشل أية إدارة أو هيئة يعتمد على مدى قدرتها على تحقيق رسالتها وغاياتها وأهدافها، وأن حصول حكومة أبوظبي على هذه الجائزة هو دليل على أننا نسير على الطريق الصحيح في إطار بناء السياسات وتنفيذ الاستراتيجيات لحكومة أبوظبي، وسوف يساعدنا ذلك على اتخاذ القرارات السليمة من أجل تطويرها.
وقال سموه: “ننظر إلى هذه الجائزة باعتبارها منظومة متكاملة من الأطر والمقاييس المبنية على منهجية علمية واضحة، كما أنها تسهم في الارتقاء بالخطط وآليات التنفيذ الموضوعة”.
وتوجه سموه بالشكر الجزيل لكافة الدوائر والهيئات الحكومية في الإمارة على إسهامها، مما ساعد في حصول حكومة أبوظبي على هذه الجائزة العالمية القيمة.
وتسلّم الجائزة عبدالله علي مصلح الأحبابي الأمين العام المساعد للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وحامد علي الهاشمي مدير إدارة الأداء الحكومي في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وقال معالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي إن الجائزة هي ثمرة مهمة لجهود حثيثة قامت بها الجهات الحكومية المختلفة في حكومة أبوظبي خلال ما يزيد على ثلاث سنوات مضت، وذلك في إطار تطوير استراتيجية الحكومة التي جاءت تحقيقاً للرؤية الحكيمة والثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، واستمراراً للجهود الحكومية المكثفة التي وجهها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي ، التي جسدت اليوم أجندة السياسة العامة لإمارة أبوظبي والنابعة من الحرص الدائم للقيادة على رعاية الإنسان وتلبية احتياجاته وتطوير مهاراته عبر سلسلة متكاملة من المبادرات والمحاور.
وتوجه البواردي بالشكر الجزيل لكافة فرق التخطيط في الدوائر والهيئات المختلفة على جهودها وعملها المستمر والمتواصل الذي مكّن حكومة أبوظبي من الحصول على هذه الجائزة.
من جانبه، قال عبدالله علي مصلح الأحبابي الأمين العام المساعد للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إن ما يزيد على 32 دائرة ومؤسسة حكومية عملت خلال هذه الفترة على وضع خططها الاستراتيجية ومبادراتها ومشاريعها ضمن إطار موحد للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء وبتنسيق من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بحيث اشتملت على مجموعة من مؤشرات الأداء المختلفة، منها ما يتعلق بالحكومة بشكل عام مثل تحسين الخدمات، والتوطين، وتطوير الموارد البشرية، ورضا العملاء وتطوير الإجراءات والعمليات واستخدام التقنيات، ومنها أيضاً مؤشرات أداء تتعلق بصلب عمل كل دائرة ومؤسسة ومهامها الرئيسة.
وأشار إلى أن حصول حكومة أبوظبي على جائزة “الصفوة في بطاقة الأداء المتوازن لتنفيذ الاستراتيجيات وإدارة الأداء”، جاء جراء عمل مكثف من كافة الجهات الحكومية في الإمارة، على بناء القدرات الذاتية والتمكينية للدوائر والهيئات الحكومية المختلفة خلال برامج تدريبية متخصصة وتنظيم زيارات إلى بعض الدول التي تميزت بتجربتها في التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء مثل أستراليا، ونيوزلندا، وسنغافورة، وكندا وبريطانيا، والتي شارك فيها رؤساء وأعضاء فرق التخطيط الاستراتيجي في الدوائر المختلفة للاطلاع على التجارب العالمية والاستفادة من خبراتها والدروس المستخلصة من تجاربها، ومن خلال تنظيم العديد من ورش العمل التي هدفت إلى تعريف تلك الفرق بأفضل الممارسات العالمية والجوانب المتعلقة بعناصر نجاح تنفيذ الخطط الاستراتيجية وأفضل الطرق في إدارة الأداء.
كما قامت الأمانة العامة بتنظيم ندوات ومحاضرات شارك فيها أفضل الخبراء العالميين في هذا المجال، إلى جانب التنسيق المستمر للجهود الحكومية وتناغم خطط دوائرها الذي كان من أهم العناصر التي توفر بيئة مناسبة لنجاح التطبيق، بالإضافة إلى قيام الحكومة بمجموعة من المبادرات التمكينية التي توفر الفرص اللازمة للدوائر والمؤسسات الحكومية لتطبيق الاستراتيجيات ونجاحها.
بدوره، قال حامد علي الهاشمي مدير إدارة الأداء الحكومي في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي إن جائزة الصفوة في بطاقة الأداء المتوازن لتنفيذ الاستراتيجيات وإدارة الأداء لتقدير المؤسسات في كافة أنحاء العالم، جاءت لتستخدم نظام إدارة الأداء المتوازن المبتكر من قبل الدكتور روبرت كابلان والدكتور نورتن دافيد، والذي جعل من الاستراتيجية محوره الرئيسي، فضلاً عن تحقيق الأداء المتميز، حيث حققت أبوظبي من خلالها إنجازات مميزة في تطوير الاستراتيجيات وإدارة الأداء ضمن معايير عالمية، تمكنها من غرس المفاهيم الحديثة والمتقدمة للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء في ثقافة العمل الحكومي في الإمارة، بحيث أصبحت الجهات الحكومية تعمل ضمن خطط وأولويات ومبادرات استراتيجية محددة المعالم، تتم متابعة أدائها من خلال اتفاقيات الأداء الموقعة بين المجلس التنفيذي والجهات الحكومية المختلفة في الإمارة، كما أضحى التنسيق المستمر بين الدوائر سمة من سمات العمل الحكومي ولذلك استحقت أبوظبي الحصول على هذه الجائزة.
وأضاف الهاشمي أن هذه الجائزة تحظى بتقدير عالمي كمؤشر ذهبي بما يتعلق بإدارة الأداء الاستراتيجي، فقد حصلت أكثر من 130 مؤسسة في مختلف المجالات ومن كافة مناطق العالم عليها منذ إنشائها عام 2000.
يشار إلى أن حكومة أبوظبي بدأت جهودها في تطوير الخطط والاستراتيجيات وتطبيق إطار إدارة الأداء في مطلع عام 2007 بتنسيق ورعاية من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
معايير الاشتراك في الجائزة
قال حامد علي الهاشمي إن الجائزة تخضع لمنافسة شديدة، حيث يتم تقييم المؤسسات المرشحة في ضوء مجموعة من المعايير منها تنفيذ نظام إدارة الأداء المتوازن كما هو محدد في نظام نورتن وكابلان، وعرض الحالة خلال أحد المؤتمرات أو الاجتماعات العامة على أن تحظى هذه الحالة بتقدير وسائل الإعلام حول تنفيذ بطاقة الأداء المتوازن، وتحقيق نتائج متميزة على مدى 24 شهراً أو أكثر، وإنجازات قابلة للقياس وتحقيق أهداف المتعاملين، وتقديم برهان من إحدى المؤسسات أو مسؤول وحدة الأعمال الاستراتيجية يظهر فيه علاقة الربط بين بطاقة الأداء المتوازن والنتائج التي تم تحقيقها، على أن تكون وحدة الأعمال الاستراتيجية في المؤسسة رائدة، بالإضافة إلى تحقيق الشروط الخمسة لمبدأ التركيز المؤسسي على التخطيط الاستراتيجي والمتمثلة في تبني القيادة التنفيذية للتغيير، وترجمة الاستراتيجية إلى بنود تشغيلية عملية، والعمل على هيكلة المؤسسة للتوافق مع استراتيجيتها المعنية، والتحفيز لجعل الاستراتيجية وظيفة كل فرد في المؤسسة ونظام حوكمة كفيل بجعل الاستراتيجية عملية، وأخيراً عمل إجراءات مستمرة ومتواصلة.
عدد اليوم
