الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصدت مع «السماوي» ما زرعته مع «الزعيم»

حصدت مع «السماوي» ما زرعته مع «الزعيم»
1 يوليو 2016 13:36
عبدالله القواسمة (أبوظبي) بات المدافع عبدالسلام محمد أحد الأرقام الفنية الصعبة في صفوف بني ياس، بعد المستويات اللافتة التي قدمها الموسم الماضي ونال على إثرها الإشادة من مختلف المراقبين وخبراء اللعبة. ويتطلع عبدالسلام محمد البالغ من العمر 24 عاماً بثقة ليكون أحد نجوم كرة القدم الإماراتية بشكل عام عند النظر إلى حرصه الكبير على الالتزام بالنواحي الصحية والتدريبات اليومية حتى خلال فترة التوقف الحالية التي تشهدها المنافسات المحلية. ويعتبر الموسم الماضي أحد أفضل المواسم في مسيرة عبدالسلام محمد على الإطلاق وهو الذي ترعرع أولاً في صفوف الفئات العمرية بنادي العين، قبل أن ينتقل إلى بني ياس مطلع موسم 2014-2015 بعدما أكمل العقد الثاني من العمر، في منعطف وصفه اللاعب بالمهم في مسيرته الرياضية خلال حواره المطول مع «الاتحاد». وفي بداية حديثه تناول عبدالسلام أسباب مغادرته فريق العين قائلاً «لا أنكر أن لنادي العين الفضل عليّ كلاعب، لكن عدم استمراري معه يعود إلى سببين رئيسين، الأول يتمثل في أن هذا الفريق كان وما يزال يضم أفضل المدافعين في الدولة أمثال مهند العنزي وإسماعيل أحمد ومحمد أحمد والذين حجزوا مقاعدهم في الخط الخلفي منذ عدة سنوات، أما السبب الثاني فيتمثل بعامل السن أمام الخبرات الكبيرة التي يتمتع بها هؤلاء اللاعبون المخضرمون والتي كانت تحول دون مشاركتي مع الفريق على الشكل الأمثل، وهذا أمر كان يخلق لديّ الحافز الكبير والسعي الدائم للوصول إلى المستوى الفني الذي يشجع المدربين على الدفع بي في المباريات، إلا أن هذا الأمر كان صعب المنال آنذاك». وأضاف «في غضون ذلك كان بني ياس يبرم صفقة تبادل لكوكبة من اللاعبين مع نادي العين، حيث كنت أحد أطراف هذه الصفقة التي مضت بي للعب مع السماوي، ورأيت أن فرصة اللعب مع بني ياس تعتبر ملائمة للتواجد في الملعب أطول فترة ممكنة وليس على دكة البدلاء، ولا أخفي أن نشأتي مع الزعيم ساهمت وبشكل كبير في صقل خبراتي وتعزيزها مع نادي بني ياس الذي أشعر معه الآن بالراحة، فهو بيتي الذي يجمعني مع العديد من الأصدقاء المميزين لاعبين وإداريين على حد سواء». وأكد أن مشواره مع بني ياس لم يكن مفروشاً بالورود ففي الموسم الأول له مع الفريق لم يحظ بفرصة المشاركة في التشكيل الأساسي مما وتر علاقته مع الإسباني لويس جارسيا المدير الفني آنذاك مضيفاً «وصل الأمر بي إلى عدم مصافحة جارسيا قبيل التدريبات أو التحدث معه في أي أمر يخص الفريق، لكنني وفي الوقت نفسه كنت حريصاً على خوض التدريبات بحماسة كبيرة سعياً إلى إثبات قدرتي على اللعب كأساسي، ومع مرور الوقت لاحظت أن جارسيا كان مهتماً بإشراكي بشكل تدريجي في المباريات حتى أنه كان يثني على أدائي رغم أن علاقتنا لم تكن مثالية، إلى أن جاء الموسم الماضي الذي شهد منحه الثقة الكاملة لي لأكون أحد اللاعبين الأساسيين، ومن هنا يجب الاعتراف بأن جارسيا كان له فضل عليّ في هذا الأمر». وفي تقييمه لمسيرة بني ياس الموسم الماضي قال «بلا شك كانت الترشحيات التي وضعها المراقبون تشير إلى أن بني ياس سيكون أحد الأرقام الصعبة على صعيد المنافسة سواء ببطولة الدوري أو بطولتي كأس رئيس الدولة وكأس الخليج العربي، إذ مضى الفريق ليحقق نتائج لافتة في الجولات الأولى بالدوري لكن حضوره التنافسي سرعان ما تراجع بعد ذلك لعدة أسباب يتقدمها ضعف التركيز في المباريات التي تجمعه مع الفرق التي توازيه بالمستوى الفني أو الأدنى منه، على عكس الفرق القوية التي كان يقدم أمامها الفريق المستوى الحقيقي الذي يضطلع به، أعتقد أن هذا الأمر يجب أن يأخذه الفريق بعين الاعتبار في الموسم القادم فلو تم علاج مشكلة الإعداد النفسي أو الذهني فإن السماوي سيكون له شأن كبير إذ سينجح حينها في المنافسة على لقبي الكأس وتحقيق مركز متقدم على لائحة ترتيب الدوري على أقل تقدير». وحول رؤيته للسماوي تحت قيادة المديرين الفنيين لويس جارسيا والدكتور عبدالله مسفر اللذين توليا تدريب الفريق الموسم الماضي قال «لكل واحد سمات يمتاز بها عن الآخر أعتقد أنهما يملكان القدرات القيادية والفنية المتطورة، فلويس جارسيا له فضل عليّ في التواجد بشكل دائم بالتشكيل الأساسي كما أسلفت، أما الدكتور مسفر فلم تسنح لي الفرصة للعب مباريات كثيرة معه وبالأخص في كأس رئيس الدولة نظراً لعقوبة الإيقاف التي كنت تعرضت لها، ومع ذلك فمسفر نجح في وضع بصمة فنية واضحة تمثلت في بلوغنا نصف النهائي في هذه المسابقة حيث قدمنا مباراة كبيرة أمام العين ولولا سوء الطالع لكنا نجحنا في التأهل إلى المباراة النهائية». ووصف عبدالسلام محمد أجانب بني ياس بأنهم الأفضل في دوري الخليج العربي، مؤكداً أن استمرارهم مع الفريق الموسم القادم سيسهم في تعزيز فرص المنافسة على الألقاب نظراً لوصولهم إلى مرحلة التكيف مع أجواء النادي إلى جانب التعود على ثقافة الدولة والعادات والتقاليد، مشيراً إلى أن كل لاعب من الأجانب يتفرد عن الآخرين بصفات خاصة، فالأسترالي ميليجان يعتبر من العناصر الخبيرة التي تملك قدرات ميدانية كبيرة أما الأرجنتيني لاريفي فهو أحد الهدافين المعروفين وساهم في تسجيل العديد من الأهداف المهمة، في حين أن بلفوضيل يعتبر محركا أساسيا في منطقة العمليات وأحد صانعي الأهداف المميزين، والحال ينسحب على درينثي الذي بذل جهودا كبيرة مطلع الموسم الماضي على صعيد الإعداد البدني ليتكلل ذلك بحجز موقع أساسي في تشكيلة الفريق. وكشف عبدالسلام رؤيته لنظام الاحتراف، فهو يرى أن المبالغ المالية الطائلة التي تصرف والعقود الخيالية للاعبين لا تسهم في تعزيز الحضور الفني بالبطولات المحلية، ذلك لأنها تقلص من الدافع والرغبة لدى اللاعبين الذين يكونون قد حققوا كل ما يتمنونه من التوقيع على عقودهم المجزية، مشيراً إلى أن أهم عوامل النجاح في كرة القدم وجود الحافز الدائم أمام اللاعب لتقديم كل ما يملكه من إمكانيات، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذا الرأي لا ينطبق على كافة اللاعبين المواطنين فالعديد منهم نجح في خط مسيرة احترافية ناجحة رغم حصولهم على عقود خيالية. ولم يشكك عبدالسلام محمد في قدرة المنتخب الوطني على تحقيق حلم التأهل إلى المونديال للمرة الثانية في التاريخ قائلاً: «ثقتنا مطلقة بقدرة نجوم المنتخب على تخطي الدور الحاسم والتأهل إلى مونديال روسيا ، آمل أن تتاح للمنتخب فرصة الإعداد المثالي للمرحلة القادمة والتي تعتبر تاريخية في مسيرة كرة القدم الإماراتية، وأن يتم العمل على تنظيم مباريات دولية قوية لأن ذلك من شأنه رفع المستوى الفني للاعبين خاصة وأن مباريات التصفيات ستكون أشبه بمباريات كؤوس ولا تقبل القسمة على اثنين». وأوضح عبدالسلام وجهة نظره في مقترح معاملة اللاعب الخليجي كلاعب خليجي وهي التوصية التي ما زالت قيد الدراسة من قبل الاتحادات الوطنية الخليجية في الوقت الراهن، قائلاً : «أرى أن هذا المقترح في حال طبق بشكل رسمي فإنه سيشكل تهديداً للاعبين المواطنين الذين سيتقلص عددهم في دوري الخليج العربي، لكنه وفي الوقت نفسه له عدة إيجابيات يتقدمها خلق الدافع لدى اللاعبين المواطنين للعمل على تعزيز حضورهم الفني بالشكل الذي يلبي تطلعات المدربين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©