الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلى كبة كعواش تجمع الفرح الشخصي والتراجيديا الجماعية في بيروت

ليلى كبة كعواش تجمع الفرح الشخصي والتراجيديا الجماعية في بيروت
22 يناير 2009 00:32
إنها مشاهد من الحياة العراقية بتراثها وحضارتها وألمها ودمها السائل على أرضها الممزوج بحرقة أبنائها ودموعهم·· إنها مشاهد تعبر عن العراقيين في المهجر وعلاقتهم الحميمة بالمكان· هذا باختصار ما حاولت قوله الفنانة التشكيلية ليلى كبة كعواش في معرضها الأخير في بيروت الذي تضمن 24 لوحة تحت عنوان ''مشاهد''، والتي أنجزتها بمواد متنوعة متأثرة بالحضارة العراقية· وتقول ليلى إن سبب اختيارها لمفردة ''مشاهد'' عنواناً لمعرضها، لأن هذه الكلمة تنطوي تحتها مواضيع ورؤى صادفتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الشيء الذي ساعدها كما تقول على ''وضع نفسي خارج اللوحات قليلاً والتي كانت مجموعة انطباعاتي عن مشاهد مختلفة محيطة بي وأخرى في ذاكرتي''· لوحات قلقة تحاول ليلى في عملها التشكيلي التعبيري أن تخلق للوحاتها سيرة ذاتية تاريخية· تغامر عبر ليل العراق وناسه والمرأة فيه· ترسم العمائر العراقية يساعدها على ذلك خبرتها في استخدام التقنيات وألوان الفضة والذهب· لذلك نلمس في لوحاتها قلقاً إنسانياً، وتحتوي على الكثير من التفاصيل المعبرة عن الوجع العراقي· وتقول ليلى: ''فلقد تأثرت بمشاهد القتل والدمار التي رأيتها على شاشات التلفزة وهي المناقضة لصورة العراق الجميلة المطبوعة في ذاكرتي· ومن المفارقة أن هذا الانطباع الفني على صعيد الصورة هو ما يجمع الرسامين العراقيين· فنجد أن لوحاتهم سميكة وذات طبقات لونية متعددة التي ترمز إلى تاريخ العراق الثري وحضاراته المتعاقبة المؤثرة في العالم''· حضور نسوي ونلاحظ وجود أساسي للمرأة العراقية في لوحات ليلى والتي شبهتها بـ ''النخلة'' الثابتة والضاربة جذورها في الأرض على الرغم من تمايلها الأنثوي البديع· ''فهي التي تمسك المجتمع والعائلة خصوصاً في زمن الحرب في حين أن الرجل يحارب ويقتل ويجرح وهي من تبقى لتربي الأولاد وتكمل مسيرة الحياة على الرغم من كل شيء!'' من هنا ترسم ليلى التراجيديا والدراما والفجيعة في مشهد واحد· إلا أنها تحاول تخفيف ذلك باستخدام الظلال والأضواء التي تدل على بقايا حياة عراقية تحت النيران· حداثة رومانسية وتتأرجح لوحات ليلى بين الحداثة والرومانسية· فتظهر الرومانسية من خلال الألوان المشرقة وفي الشخوص وفي معالجة الأفق، أما الحداثة فتظهر في بناء اللوحة· كما تعمل ليلى على تنظيم المشاعر والخيالات والأطياف وتجسيدها في اللوحات عبر هندسات مرئية تحتكم فيها لجودة الخطوط والألوان والزخارف والرموز· لذلك نستطيع الجزم بأن لوحاتها ورود حب إلى العراق، وقصائد ملونة في التراث والفلكلور والحياة مستثيرة حنينها وشعبها إلى العراق الجريح
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©