الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأول والأخير هاشم من اللامنتمي إلى الباخرة كليوباترا

9 سبتمبر 2009 23:43
أول كتاب في حياة الكاتب والناشر المصري محمد هاشم هو «اللامنتمي» للكاتب الإنجليزي الشهير كولون ولسون، وهو كتاب فكري، يعتمد على الرواية لبلورة أفكاره الأقرب للوجودية، ولدى صدوره أحدث تأثيراً كبيراً في أوروبا، ووضعه البعض في مصاف أعمال داروين وفرويد واينشتاين، وترجم إلى العربية في الستينيات من القرن الماضي وأصدرته دار الآداب اللبنانية في عدة طبعات، وهو يعرف شخصية «اللامنتمي» بأنه الإنسان الذي يدرك ان الحياة الإنسانية تنهض على أساس واه، ويشعر دائما بأن الاضطراب والفوضوية أعمق تجذرا من النظام الذي يؤمن به قومه، كما انه شخص يعاني، الطبيعي جدا بالنسبة له ان يكون مريضا مثل «شيلر» وان يتناول المخدرات مثل «كولوج» وان يموت شابا مثل»شيللي»، وكولون ولسون يتتبع مسيرته من خلال عدد من الاعمال منها «آلام فرتر» لجوته و»اللصوص» لشيلر وقصة «الجحيم «لباربوس و»رواية الغريب» لألبير كامو ومسرحية «الحياة السرية» لكرانفيل براك وبعض اعمال أرنست همنجواي ورامبو ومالارميه ورلكة وبروست. ومحمد هاشم قرأه في فترة المراهقة، وقبله اطلع على كلاسيكيات المسرح الروماني بحكم انه كان يتطلع لمستقبل يكون فيه ممثلا وانضم فعلا إلى فرقة مسرحية كانت تقدم عروضها في مدينة طنطا حيث مسقط رأسه، غير أن «اللامنتمي» يعتبر أول كتاب يدفعه إلى عالم الأدب، ورغم أنه كتاب فكري فلسفي في جوهره فإنه عرفه على أهم محطات فن الرواية منذ بدايته مع رواية سرفانتس الشهيرة «دون كيخوتة». آخر قراءات محمد هاشم روايتان من إصداراته لكاتبين شابين يعتبران من الأسماء الجديدة اللافتة في المشهد الروائي المصري، الأولى رواية «وداعا أيتها السماء» للكاتب المصري المقيم في ألمانيا حامد عبدالصمد، وهي أشبه بسيرة ذاتية لشاب مصري جامعي يحب سيدة ألمانية ويسافر معها إلى ألمانيا وهناك يكتشف كلاهما مدى اختلافه عن الآخر أو ريبته وخوفه منه ويفترقان ويغرق الشاب بين الدراسة والسفر والأمراض النفسية التي أودت به إلى مستشفى المجانين غير مرة حتى ينتهي به المطاف في اليابان عبر تركيا. وبالإضافة إلى هذه التجربة تظهر الرواية جانباً من عالم القرية المصرية، وأهم ما يميزها اللغة البسيطة والموضوعية في النظر والطرح والشجاعة في التعرض لموضوعات تكاد تكون محرمة ومنبوذه، غير أن هاشم أخذ عليها العدمية والخوض أحيانا في قضايا سياسية وفكرية بلا خبرة أو دراية. الرواية الثانية في قراءات محمد هاشم هي «الباخرة كليوباترا» للروائي الشاب محمد معروف، وهي من أدب المغامرات أو الجريمة، وهاشم اعتبرها اضافة في هذا الشأن، وبشر بمستقبل روائي لامع لمؤلفها، وقال أبرز ما فيها هو الإحكام البنائي والسيطرة على خط درامي متوتر ومشدود طوال الوقت، وهي تتبع مسار شخصيات متنوعة منها السياسي والجاسوس والفنان والمغامر، وجميعهم يركب الباخرة كليوباترا المبهرة في نهر النيل من آخره في مصر إلى مصبه في أدغال أفريقيا، وكل شخصية من شخصيات الرواية لها غاية مختلفة من السفر على الباخرة، منهم من يسافر لمجرد الاكتشاف والاستجمام مثل بطل الرواية عم الملك فاروق، ومنهم من سافر للإيقاع بجاسوس يسافر على نفس الباخرة طلبا للنجاة، والمدهش في هذه الرواية رغم انها العمل الأول لمؤلفها إلا أنها محبوكة جيداً، وأحداثها موزعة باقتدار بين أبطالها المتنوعين رغم ان كل واحد منهم له تجربة ثرية بل ومخيفة تليق برواية منفصلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©