الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصر بين التجربتين التركية والباكستانية!

مصر بين التجربتين التركية والباكستانية!
8 يناير 2013 20:13
مصر بين التجربتين التركية والباكستانية! استنتج د. وحيد عبد المجيد أنه لا يكفي خروج المجلس الأعلى للقوات المسلحة من المشهد السياسي للجزم بأن مصر لن تمر، وهي في طريقها الذي لا يزال غير واضح إلى المستقبل، بمحطة أو أكثر تقترب فيها من أحد «النماذج» التي لعب فيها الجيش دوراً رئيسياً في النظام السياسي. فقد انتهى الدور السياسي الذي قام به ذلك المجلس نتيجة تنحي «مبارك»، بعد انتخاب مرسي رئيساً للجمهورية. لكن إخراج المجلس الأعلى للقوات المسلحة من المشهد السياسي المباشر لم يؤد إلى تغيير جذري في موقع العسكريين في السلطة. فقد انتقلوا من موقع القوة الأولى إلى المرتبة الثانية في خريطة سياسية لا تزال في طور التشكل. والأرجح أن أحداً لن يستطيع الانفراد باستكمال رسم هذه الخريطة رغم ما يبدو من أن جماعة «الإخوان المسلمين» تفعل ذلك الآن. وإذا صح هذا التقدير، سيكون للعسكريين دور في النظام السياسي الجديد، وربما يظلون هم القوة الثانية فيه بعد أحزاب الإسلام السياسي إذا لم تتمكن الأحزاب والتيارات الوسطية والليبرالية واليسارية، ومعها الحركات الشبابية، من توحيد صفوفها والتغلغل في قلب المجتمع. كيف يفهم «الإخوان» الإمارات يرى محمد الحمادي أنه بافتراض أن «الإخوان المسلمين» في مصر لا يفهمون الإمارات ولا يعرفون قيادتها السياسية ولا أخلاق أهلها وطبائع أبنائها، يمكن أن نوضح لهم من خلال الأسطر التالية بعض النقاط والحقائق والثوابت التي قد توفر على الطرفين عناء القيل والقال والصد والرد، إن كانوا صادقين في ادعائهم بأنهم يريدون علاقات جيدة مع دولة الإمارات وأنهم لا يتدخلون في شؤونها ولا يعملون على تصدير فكرهم إليها. أولاً: الإمارات لا تريد من «الإخوان» أي شيء، وكل ما تنتظره منهم أن يكونوا بخيرهم وشرهم بعيدين عنها، عن شعبها وأرضها. وسيكون لهم في ذلك حسن التعامل كأي حكومة عربية أو غير عربية، وبغض النظر عن الأيدولوجيا التي تحكمها. ثانياً: أن ترسل مصر وفداً رسمياً لطلب الإفراج عن متهمين يحاكمون أمام القضاء فهذا أمر جد غريب، ومن يعرف الإمارات وسياستها ما كان ليقدم على مثل هذه الخطوة، إذ من المعروف سلفاً أنها ستقابل بالرفض. فالمقبوض عليهم إما أنهم ارتكبوا جرماً وستتم معاقبتهم بالقانون أو أنهم بريئون وسيتم الإفراج عنهم بالقانون... ليس هناك خيار آخر في المحاكم غير كلمة القضاء والعدل. كلية الدفاع الوطني والأمن الشامل استنتج محمد خلفان الصوافي أن مرسوم إنشاء كلية الدفاع الوطني الذي صدر الأسبوع الماضي، يستحق اهتماماً إعلامياً أوسع وأكبر مما تم حتى الآن. فهو يشمل تفاصيل كثيرة لها علاقة بالمفهوم الشامل للأمن الوطني، الموضوع الأهم حالياً في كل دول العالم، بعدما تعددت وتغيرت مصادر تهديد الأمن والاستقرار. كما أن المرسوم يقدم رؤية القيادة السياسية في دولة الإمارات، لما تطمح إليه من أن تنال الدولة المكانة التي تستحقها بين الأمم. وربما نحتاج إلى إبراز ما يحمله المرسوم من معان ودلالات، وتقديمها لمواطني الدولة بصورة أكثر وضوحاً، بما يتناسب مع أهميتها وتأثيراتها المستقبلية. وأعتقد أن المرسوم يحمل نقلة إيجابية كبيرة في مسألة التنمية الحقيقية لمجتمع الإمارات، الذي هو سر انبهار العالم بهذه الدولة. قراءة تفاصيل المرسوم توضح في إحدى جوانبها أن مفهوم الأمن الوطني للدول لم يعد يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل اتسع ليشمل تقريباً جميع مناحي الحياة. الشخصية العربية أشار د. علي الطراح أننا بطبيعتنا الثقافية نميل للأحكام السريعة، ولا نحاول تحليل الحدث والغوص في فهم أسبابه وتداعياته. اليوم تتعدد الرؤى في فهمنا لطبيعة التغير المتجسد ضمن ما يسمى «الربيع العربي»، ومعظم ما صدر اتسم بالسرعة في التحليل، مما يعكس طبيعة الشخصية العربية التي تأثرت ظروف نشأتها بمتغيرات تاريخية طبعتها عوامل الإحباط والفشل. فلو أخذنا على سبيل المثال بعض الأحداث الرئيسية التي مرت بها الأمة العربية، ومنها الانقسام العربي حول غزو صدّام للكويت، نجد بعض التفسير لما نتحدث عنه. فحالة الاستبداد لم تدفع البعض للوقوف في وجه المستبد، بل إلى مساندتة، وذلك من باب التشفي الغائر في النفس أو تعبيراً عن مواجهة الواقع! فالوقوف مع صدّام أظهر موقفاً معادياً للولايات المتحدة، وهو موقف يعتبره البعض أيجابياً لأن أميركا هي من تقف ضد حياته. سوريا وكوسوفو... أوجه الشبه يتساءل أندرو بورت: هل تستطيعون التعرف إلى صراع قتل فيه آلاف المدنيين خلال العام الماضي وتحول من نزاع مدني إلى عنف طائفي ثم إلى حرب أهلية فيما المجتمع الدولي يراقب بقلق بالغ مع تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في المنطقة ومد الثوار بالدعم اللوجستي والتدريب، وهو الصراع نفسه الذي صرح بشأنه مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أثناء حديثه عن القوات المناهضة للحكومة من أن واشنطن «تطور علاقات جيدة مع الثوار». وكل ذلك يجري في ظل معارضة روسية شديدة وتحذير واضح من التدخل الغربي، هذا الوصف يشبه كثيراً ما جرى في سوريا ما بين عامي 2011 و2012 من انتفاضة ضد حكم الأسد، لكن الحقيقة أن هذه كانت مشاهد من الأحداث التي سبقت التدخل العسكري الأميركي في كوسوفو خلال شهر مارس عام 1999، وإنْ كان الأمر كله ينطبق أيضاً على الوضع السوري المتأزم؛ فالإدارة الأميركية قررت مؤخراً إرسال الجنود ونشر صواريخ باتريوت في تركيا المجاورة لسوريا شمالا، كما وفرت الدعم اللوجستي والاعتراف الرسمي بقوى المعارضة والثورة، وفي نفس الوقت لا تكف أعداد القتلى عن الارتفاع بعدما حددت الأمم المتحدة الرقم في أكثر من 60 ألف قتيل بلغها الصراع في سوريا متجاوزاً خمسة أضعاف عدد القتلى الذين سقطوا في حرب كوسوفو خلال السنة التي قررت فيها الولايات المتحدة التدخل العسكري. سيكولوجية الطاغية يقول د. خالص جلبي: يوم الأحد الماضي خطب الأسد من جديد في أتباعه وحاول أن يختصر المعارضة بعصابة إرهابية، وتقدم بـ«مشروع» لحل الأزمة، وفسر الماء بالماء فهتف له الأتباع طويلاً بطول العمر! أنا شخصياً أعتبر أن كل حل يتقدم به الأسد لا يزيد إلا بعداً عن الحل، والسبب هو تكسر جسور الثقة بينه وخصومه، كما أن الدماء التي سالت جعلت أي حل ليس بحل. حاولت أن أرى المسألة من وجهة نظر نفسية، لمعرفة كيف يفكر الأسد، انطلاقاً من دراسة وقعت بين يدي بعنوان «سيكولوجية السيطرة والانصياع». وأتذكر قصة معتقل سياسي يساري لبث في السجن بسوريا 12 عاماً بسبب تورطه في تنظيم سري، وكان أفضل حظاً من آخرين، حيث قضى مدته في زنزانة جماعية، وهناك من بقي في الإفرادية مدة أطول. مشادة لارنكا وصفعة الدبلوماسية يسرد د. بهجت قرني المشهد التالي: سفيرة في حالة هيجان وانفعال ثم صفعة قوية على خد شرطية تقوم بعملها. إنها ليس «خناقة ستات»، بل حادثة دولية يجب أن نحللها ونستخلص دروسها. القصة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكن أبعادها هامة، سواء من ناحية قواعد الدبلوماسية أو صورة العرب في العالم. في الأسبوع الماضي حدثت مشادة في مطار لارنكا، عاصمة قبرص، بين السفيرة المصرية في هذا البلد وشرطية تقوم بعمليات الأمن وتفتيش المسافرين. الفيديو القصير يبين السفيرة الأنيقة (منحة باخوم) في مشادة عنيفة مع شرطية قبرصية، يبدو أنها تحاول إفهامها أنها كدبلوماسية لا يجب أن تخضع للإجراءات الروتينية في التفتيش، بما فيها خلع الحذاء. لا نسمع بالضبط ماذا تقول الشرطية القبرصية، لكن نرى صفعة من جانب السفيرة على خد الشرطية، ثم تبدو الشرطية في حالة صدمة وذهول، لذلك لم تستخدم أساليب الدفاع عن النفس التي تدربت عليها جيداً. إلا أن رجال الشرطة يتدخلون للقبض على السفيرة بعنف مع وضع يديها خلف ظهرها، ولو كانت عندهم قيود (كلابشات) لوضعوها في يديها. أعترف أني صدمت من الفعل ورد الفعل، بل أعترف أن السفر بالطائرات أصبح الآن بالنسبة للكثيرين عبئاً، وذلك بسبب إجراءات الأمن المتزايدة في المطارات، بل يزداد التوتر عندما تكون في حالة «ترانزيت» بين طائرتين ويكون الوقت غاية في الضيق للوصول إلى بوابة مغادرة الطائرة الثانية، لكن يُصر المسؤول أو المسؤولة عن الأمن على أخذ الوقت اللازم للقيام بالتفتيش. حاولت دائماً إقناع نفسي بأن هذا العمل هو من أجل سلامة الجميع. لكن هناك بعض الاستثناءات في هذه المعاناة، إذ لا يخضع لها مثلاً أطقم الطائرة من مضيفين ومضيفات، وبالطبع الطيارين، وكذلك من يقومون بالمهام الدبلوماسية، سواء كانوا مقيمين في البلد أو في زيارة قصيرة. العراق... الإمارة ولو على حجارة! يقول رشيد الخيُّون: تشهد محافظة الأنبار تظاهرات احتجاجية منذ أسبوع ويزيد، بالتزامن مع الموصل وصلاح الدين؛ ومن (فضل) الأميركان أنهم أطلقوا تسمية «المثلث السني» على تلك المناطق العراقية وما بينها؛ من دون أن يُنسى فضلهم في هدم الدولة وتركها في «حيص بيص»، على أمل بالديمقراطية، لكن النتيجة لم يحصل المثلث السني ولا المربع الشيعي على المرجو منها، بل يمكن حصر هذا الفضل على من تمنى: «يا حبذا الإمارة ولو على حجارة»، وهو مثل أطلقه أهل البصرة على من كثرت أمواله وعُدلت أحواله من توليه بناء دار الإمارة، وتوسعة المسجد وفرشه بالحصاة في الزمن الأموي (الحموي، معجم البلدان). رُفعت شعارات طائفية، وهتافات تُشم منها رائحة الوعيد بالانتقام، مع أن الأنبار وغيرها من محافظات العراق على موعد مع الاحتجاج، فالسليمانية، وهي الآمنة والطاعمة شهدت مثل ذلك، فكيف لا تحتج الأنبار أو البصرة! لكن بدت الصورة مشوهة عندما جرت المبارزة بين «الجيش السوري الحر»، و«الحرس الثوري الإيراني»، فمالنا وهذان الجيشان، وكيف تحولت الأنبار وهي الجادة والحانية على وحدة العراق إلى شعار الأقلمة، وأن بغداد الحكومة، لا المدينة، أرادت كسبها ضد الإقليم بتفعيل نبض العروبة فيها؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©