أمين الدوبلي (أبوظبي)
برمية واحدة اصطادت بطولة أبوظبي الوطنية لجو جيتسو المدارس 5 عصافير في آن واحد، كانت فرصة مميزة لاحتكاك اللاعبين واللاعبات من مختلف المناطق التعليمية (أبوظبي - العين - الظفرة) لاكتساب الخبرات، والتأكد من جاهزيتهم بشكل مستمر، كما أنها أفرزت عدداً كبيراً من المواهب بعد ظهورهم بمستوى متميز في المنافسات التي استضافتها صالة أيبيك أرينا بمدينة زايد الرياضية.
في نفس الوقت منحت اللاعبين واللاعبات ممن شاركوا في المنافسات على مدار اليومين حافزاً معنوياً كبيراً باعتبار أنهم نخبة المميزين في برنامج الجو جيتسو المدرسي الذي يستفيد منه ما يتجاوز الـ50 ألف طالب في المدارس التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم.
ومن المكاسب أيضاً التي حققتها البطولة أنها كانت مسرحاً لتألق عدد كبير من الوجوه الجديدة في التحكيم التي أخضعها الاتحاد لبرامج تأهيلية في الفترات السابقة، بهدف تجهيزهم للدفع بهم في الأحداث المختلفة، حيث أقيمت المنافسات في اليومين على 9 أبسطة، وأدارت النزالات تحكيمياً محكمات من الكوادر المقيمة بالدولة بأعلى درجة من الكفاءة، وفي اليوم الثاني أدار النزالات محكمون من المقيمين داخل الدولة بنفس الدرجة من الإجادة، وبالإضافة إلى ذلك فإن المكسب الخامس يتلخص في أن بطولة أبوظبي الوطنية لجو جيتسو المدارس كانت فرصة لتقييم مستوى المدربين من قبل شركة بالمز سبورت الرياضية الذراع الفنية للاتحاد التي تشرف على اختيارهم، والتي نظمت الحدث بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم.
وقال محمد سالم الظاهري نائب رئيس الاتحاد المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم: البطولة نجحت تنظيمياً وفنياً وتحكيمياً وإعلامياً، وأنها حققت كل الأهداف التي أقيمت من أجلها، وأن أهم مكسب من وجهة نظره يتلخص في أنها كانت مؤشراً جيداً لقياس مدى تطور مستويات اللاعبين واللاعبات في استجابتهم للبرامج المعتمدة في نشر اللعبة بالمدارس بواسطة برنامج الجو جيتسو المدرسي.
وأضاف: فخورون بما وصل إليه لاعبونا ولاعباتنا من أبناء وبنات الإمارات، ونطالبهم بالمزيد في المستقبل لأننا نستهدف الرقم واحد في العالم، وكل حدث ننظمه سواء كان محلياً أو قارياً أو عالمياً يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح، وأننا ماضون في المساهمة لبناء جيل قوي قادر على تحمل مسؤولية المستقبل والحفاظ على مكتسبات الحاضر، وهو الهدف الأساسي من نشر هذه الرياضة في ظل الدعم الكبير للعبة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ومن جانبه قال البرازيلي رامون مدرب منتخبنا الوطني للناشئين إنه حرص على حضور البطولة لعدة أسباب، في مقدمتها أنها فرصة للاطلاع على المواهب الجديدة لضم المميز منها لعناصر المنتخب الوطني، وكذلك لمتابعة عدد من اللاعبين المنضمين أساساً للمنتخب من بينهم خليفة البلوشي، وحميد ياسر الكعبي، وخليفة الكعبي، مؤكداً أن بطولة أبوظبي الوطنية كانت فرصة للتعرف على نتائج التدريبات في المدارس على مدار 6 أشهر متواصلة، وفي هذا السياق يمكنني القول بأن هناك قاعدة مميزة لدى الإمارات للمستقبل من اللاعبين واللاعبات في الحزامين الأبيض والبني، تبعث برسالة اطمئنان على المستقبل.
وأضاف «مما تابعته يمكنني القول بأن لدينا لاعبين في الحزام الأزرق في بداية مسيرتهم بتلك الفئة يمكنهم أن يكونوا أبطالاً خلال عام أو عامين على أكثر تقدير لو استمروا في التدريبات بنفس الكفاءة والكثافة المعتمدة في برنامج الجو جيتسو المدرسي، وأنا مبهور في كل الأحوال أن يكون هناك برنامج مدرسي يستطيع أن يسهم بهذا القدر الكبير في إعداد أبطال قاريين وأبطال عالم، وفي تقديري أن استيعاب الطلبة في هذه المراحل المبكرة لحركات الدفاع والهجوم، وشجاعتهم في القتال، ورغبتهم في الفوز مكاسب هائلة، ربما بعضهم يقع في بعض الأخطاء البسيطة لكنني واثق أن هذه الأخطاء يمكن علاجها بمنتهى السهولة في المراحل المقبلة، خصوصاً أن كل اللاعبين واللاعبات الذين رأيتهم في البطولة لم يتجاوز عمر ممارستهم لتلك الرياضة 3 سنوات باستثناء بعض عناصر المنتخب المشاركة.
وأضاف: الجو جيتسو بدأت منذ مئات السنين في اليابان، ثم انتقلت في بداية القرن الماضي للبرازيل، ولكنها في أبوظبي وصلت إلى مستوى لم تصل إليه من قبل، حيث الانتشار واتساع القاعدة والكفاءة الفنية والتطور والدعم الحكومي، من هنا أقول إن الإمارات تحتاج فقط إلى 5 سنوات حتى تكون رقم واحد في العالم، نعم نحن ندرك أن المهمة ليست سهلة، وأنها تحتاج إلى جهد كبير وتدريبات وبرامج متواصلة، لكن المؤشرات الموجودة تؤكد ذلك، وهذا ليس كلامي وحدي ولكنه كلام كل الخبراء في تلك اللعبة على مستوى العالم.
وعن المنتخب الوطني للناشئين الذي حقق نتائج باهرة في الموسم المنصرم، ومتى يبدأ استعداداته للموسم المقبل قال: بالنسبة لي كنت أتمنى أن يخضع اللاعبون للراحة في أعقاب بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو، إلا أنهم ومن حبهم للجو جيتسو لم يتوقفوا عن التدريبات بشكل يومي، ومنهم من شارك بالبطولة، ولكنني أسعى لفصلهم نسبياً عن المشاركات المحلية في كل البطولات، بمعنى أننا سنمنحهم الفرص في المشاركة ببعض البطولات، مع التركيز على المشاركات الخارجية باعتبارها الهدف الأساسي، والتركيز كذلك على التدريبات ببرامج أكثر تطوراً، وسيكون حضورهم في البطولات المحلية لدعم وتحفيز زملائهم واللاعبين الصغار من خارج البساط، والهدف من ذلك أنني لو وضعت لاعبي المنتخب في كل البطولات المحلية فسوف يفوزون بها، وبذلك نضيق المساحات أمام المتميزين من الصف الثاني في الظهور، كما أننا سنجهدهم أكثر من اللازم في حين أنهم لديهم أجندة مزدحمة الموسم المقبل من المشاركات الخارجية سواء في البطولات القارية أو العالمية أو جولات جراند سلام.
عدد اليوم
