مع التراث يؤصل للثقافة الشعبية في الشارقة

أطلقت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مؤخراً برنامجاً بعنوان ''مع التراث'' ويستمر على مدار عام كامل وتشرف عليه إدارة التراث بالدائرة، وهو عبارة عن برنامج تعريفي موجه للأطفال والناشئة والشباب لتوطيد العلاقة بالتراث وإطلاله على المعارف التقليدية والفنون والألعاب والأدب الشعبي، بمثابة تأصيل لهذا الإرث المخزون في النفس والذاكرة· وقال الباحث عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث إن البرنامج يقدمه نخبه من الباحثين والخبراء والمختصين في مجال التراث، وذلك من خلال ورش العمل والمحاضرات والمجالس والمعسكرات في جميع أنحاء الشارقة مثل المدارس ومراكز الناشئة والقرى وغيرها من أماكن في الإمارة· وأكد المسلم أن التراث هو المحور الأقوى في الحراك الحضاري في دول الخليج العربية ورغم أن الثقافة هي النطاق العام لمجمل هذا الحراك إلا أن المصطلح ذاته ينزوي دائماً في ركن وحيد يتسم بالخصوصية المطلقة والنزوع نحو الفردية أما التراث فهو في هذا المشهد بمثابة العام لذلك الخاص فيأتي ليعبر عن الروح الجماعية والضمير الجماعي، حيث تتفاوت درجات الاهتمام بالتراث والتعاطي معه باختلاف المستويات الثقافية لفئات المجتمع لكنه يبقى القاسم المشترك بين الجميع· ويرى المسلم أن العالم العربي يحاول الاتفاق على معنى محدد لتلك المواد والآثار الشعبية الحية، مؤكداً أن البعض رأى ترجمة مصطلح الفلكلور، ومنهم من فضل التراث الشعبي، ومنهم من استخدم المأثور الشعبي، ومنهم من يطلق مصطلح الفنون الشعبية على ما تعنيه الآن صيغة فولكلور· وهو الذي يشمل كل إبداع تقليدي لشعب من الشعوب فهو الحصيلة لما تراكم من الخبرات والمعارف والممارسات عبر الأجيال مما يعد من قبيل الثقافة الشعبية والتقليدية، وهي تختلف عن المعرفة العلمية· ويقول المسلم في اعتقادي أن التعريف الأخير هو الأدق والأشمل للتراث بمعناه المنشود هنا وفي برنامج ''مع التراث'' دعوة لأبنائنا للحفاظ على هويتنا الإماراتية العربية الإسلامية وإعادة صياغة كل شيء من جديد بتراب الأصالة وروح الهوية، ولنتمكن من القول كما قال الشاعر: كل التراث لنا إذا انتسب الفتى·· طيب الهواء وجودة الأنساب