الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حالة خصام» تبعد الفتيات عن التخصص في نظم المعلومات

«حالة خصام» تبعد الفتيات عن التخصص في نظم المعلومات
24 مارس 2012
كشف مؤتمر نظمته مؤخراً جامعة نيويورك أبوظبي، ضعف إقبال الفتاة المواطنة على بعض التخصصات دون أخرى، ومنها الدراسات المتعلقة بعلم الكمبيوتر ونظم المعلومات، على الرغم من أنها استطاعت أن تحتل حيزا مهما في الجامعات والمعاهد العليا، إذ وصلت نسبة وجودها إلى ما يقارب 77 ?مقارنة مع الرجال. وأكد المؤتمر الذي حمل عنوان «المرأة والكمبيوتر»، أن عزوف الفتاة مشكلة تعانيها معظم بلدان العالم الغربي والعربي، ولا تخص منطقة بعينها، وسلط الضوء على دور الأسرة وتدخلها في اختيار التخصص الدراسي لبناتها، وغالباً ما توجهها نحو الآداب والفنون. دعا مؤتمر «المرأة والكمبيوتر» إلى الاهتمام بإنشاء شبكة بيانات وأرقام للوقوف على حقائق تدعم دراسة المرأة لهذا التخصص، خاصة أن هناك عدداً كبيراً من الطالبات في الجامعات، يلتحقن بتخصصات ذات صلة بالكمبيوتر، لكن المفاجأة أن هذا العدد يتراجع بعد السنة الأولى من الدراسة. وعرف المؤتمر حضور العديد من النساء المهندسات في مجال الكمبيوتر، وكذا صاحبات مشاريع تتعلق بهذا المجال، بالإضافة إلى مشاركات من كندا وأميركا والعديد من الدول العربية. تراجع الأعداد وقالت سناء عودة مُؤسسة قسم الكمبيوتر في الجامعة: انطلاقا من الدراسات التي تقوم بها الجامعة ومؤسسات أخرى حول موضوع «المرأة والكمبيوتر»، تبين أن هناك كثيراً من النساء ممن يلتحقن بدراسة الكمبيوتر، لكن يتراجعن بعد فترة من الدراسة، موضحة أن البحوث تسجل تراجعاً في عدد الملتحقات بهذه التخصصات بعد فترة من الدراسة، مؤكدة أن هناك تراجعاً من الثمانينيات إلى اليوم. وقالت عودة: تؤكد الدراسات أنه خلال فترة الثمانينيات وصل إقبال المرأة إلى دراسة علم الكمبيوتر إلى 40?، وبعد التسعينيات كان هناك تراجع واضح وصل إلى 20 ?، وعندما قدمت إلى الإمارات فوجئت بعدد كبير من الطالبات في الجامعات، يلتحقن بتخصصات ذات صلة بالكمبيوتر، لكن المفاجأة أن هذا العدد يتراجع بعد السنوات الأولى من الدراسة، وهذا ما دفعها للبحث عن أسباب المشكلة التي تكاد تكون ظاهرة مشتركة مع معظم بلدان العالم الغربي والعربي. وأضافت: لاحظنا أن هناك ضعفاً كبيراً في المناصب القيادية في مجال علم الكمبيوتر كنساء متخصصات في هذا العلم بالعالم العربي، وليس هناك أيضا نساء قدوة يمكن أن تحتذى بهن الطالبات، حتى وإن كن فاعلات على الساحة العلمية فهن لسن معروفات، كما أن هناك دراسات توضح أنه بعد التخرج تتخلى الطالبة عن المجال، ولا تسعى لتطوير نفسها فيه، لتحتل مراكز قيادية في وظيفتها، لهذا حاولنا معرفة أسباب الظاهرة، خاصة في العالم العربي وقررنا تنظيم هذا المؤتمر المتعلق بالمرأة والكمبيوتر الذي حضرته مجموعة من النساء من مختلف الدول العربية وأميركا وكندا، مع العلم أن هناك مؤتمراً يقام سنوياً في أميركا يتعلق بالموضوع نفسه، إذ يسمح بتقارب الرؤى، ويعمل أيضا على تبادل الخبرات بين الحاضرات، ويقرب وجهات النظر، ويطرح كل ماهو جديد في مجال الكمبيوتر ونظم المعلومات. ثورة المعلومات وأشارت إلى أن هذا أمر مهم لمستقبل دراسة هذا العلم والتعاطي معه، خاصة أن مواكبة للثورة التكنولوجية أصبح يدخل في كل مجالات الحياة، وهو أمر واقع، وإذا لم نواكبه سنصبح معزولين عن العالم، وكل الدراسات أصبح لها ارتباط كبير بعلم الكمبيوتر ونظم المعلومات، وفي هذا الإطار فإن المرأة لا يجب أن تكون في معزل عن تطورات العالم السريعة، فالمرأة هي جزء من المجتمع ويجب أن تكون فاعلة فيه، بل مبدعة في مجالها من خلال هذا العلم والتطورات المواكبة له. أسباب التراجع وعرف المؤتمر الذي حضرته 40 سيدة، مناقشات وقفت على بعض أسباب عزوف النساء على التعاطي مع هثل هذه التخصصات والتراجع عنها في أحيان أخرى في ظل غياب المعلومة والإحصاءات الدقيقة، وذلك وفق المتحدثة الرئيسية في المؤتمر البروفيسور سناء عودة مُؤسسة قسم الكمبيوتر بالجامعة، كان هناك حضور مهم لسيدات قياديات في مجال علم الكمبيوتر ونظم المعلمات منهن صاحبات مشاريع في هذا المجال، ومنهن مهندسات، لم يسبق لهن التعارف، على الرغم من أنهن من البلد نفسه، وهذا يدل أنه ليس هناك تنسيق بين مختلف الفاعلات في هذا الحقل، وليست هناك شبكات تربط هؤلاء السيدات ببعضهن بعضاً ليتبادلن الخبرات والمعرفة، ويتفاعلن مع بعضهن بعضاً، كما أن هناك افتقاراً كبيراً لمنتديات، أو مؤتمرات تعمل على تشجيع دخول هذا المجال، وطرح تجارب سيدات ناجحات يتم الاقتداء بهن. التوصيات أما عن نتائج المؤتمر وما خرج به من توصيات، فأشارت عودة إلى أنه انبثق عن اجتماعات الحاضرات على مدار يومين فوائد، منها العمل على خلق قاعدة بينات سيعتمد عليها مستقبلا لتطوير المجال، وتشجيع النساء على دخول ودراسة علم الكمبيوتر. وقالت : اتفقنا على القيام بدراسة عن المرأة والكمبيوتر في العالم العربي، وأسباب عدم دخولها لهذه التخصصات، إذ نحاول الحصول على أرقام وإحصاءات تتعلق بعدد النساء القياديات في هذا المجال، وعدد الدارسات في المعاهد والجامعات، وكذا من تراجعن عن الدراسة، ومن تم ستكون لنا قاعدة بينات نبني عليها تحركاتنا، كما يمكننا ذلك من القيام بمشاريع وشركات لها علاقة بنظم المعلومات وعلم الكمبيوتر، وهذا كله يعمل على تغيير المفاهيم المطروحة حول هذا الموضع، وقررنا أن يكون هناك دعم للنساء اللواتي يرغبن في دخول علم الكمبيوتر. بحث علمي ومن المشاركات في مؤتمر«المرأة والكمبيوتر» قدمت نور غزال أسود من كلية الهندسة بجامعة الامارات، بحثاً علمياً يظهر تعاطي الطالبة والمرأة الإماراتية، بشكل عام مع المادة العلمية في الجامعات والمعاهد المتخصصة، خاصة علم الكمبيوتر. وأكدت غزال أن هذا البحث استمر إنجازه مدة طويلة انبثقت عنه حقائق وأرقام يمكن أن تعتمد لتطوير ولدعم الفتاة للجامعات المتخصصة وتغيير النظرة للدراسة، وهذا ما تم نقاشه خلال مؤتمر المرأة والكمبيوتر. وأشارت إلى أن الهدف من البحث الذي استغرق إنجازه سنتين تغير بعض المفاهيم السائدة، خاصة أن ذلك يطابق فكرة أن التوجهات العامة تدعو إلى زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والابداعات، مما يقتضي تأسيس هذا الجيل والأجيال القادمة على العلم، خاصة تكنولوجيا المعلومات، فالإحصاءات تؤكد أن 77 % من مرتادي الجامعات هن طالبات، لكن إذا بحثنا في تخصصاتهن الجامعية فإننا سنجد تركيزهن على الفنون الآداب، وقليل منهن من يدخلن المجال العلمي كتخصص. وأوضحت أسود أن الأمر لا يقتصر على الإمارات، لكن هي ظاهرة تكاد تكون عالمية، وقالت إنه ليس هناك أي دراسات تؤكد هذا الطرح في العالم العربي. ولفتت أسود إلى أن البحث شمل 2500 طالبة، بحيث أجبن عن استبانات، تتضمن أسئلة معمقة تطلبت الإجابة تقريبا نصف ساعة لكل استبانة عنها، وضم اسئلة مفتوحة ومتعددة بالإضافة لذلك ولتعميق البحث والإجابة عن بعض الأسئلة المطروحة، فإننا تم إجراء مقابلات متخصصة وبحوث حول تطلعات بعض الأساتذة. وشملت الدراسة الشركات الخاصة، وأشخاصاً وأساتذة وطلبة، وكل من له صلة بالموضوع، وتبين أن هناك نظرة قاصرة على التعاطي مع مثل هذه التخصصات. وأوضحت أن أسود توجيه الطلبة يلعب دورا كبيرا في دعم هذا الاتجاه، حيث إن الطلاب قبل حصولهم على الثانوية العامة لا تكون لهم دراية كاملة، أو تصور واضح عن التخصصات التي يجب اختيارها. دور الأسرة في اختيار التخصص قالت نور غزال أسود من كلية الهندسة بجامعة الامارات إن الاستبيان الذي شاركت فيه 2500 طالبة، أكد أهمية دور الأسرة في اختيار الطالبة للتخصص، فغالبا ما يقترح الآباء على بناتهم دخول مجالات ذات صلة بالأدب والفن والأعمال الفنية الأخرى، وذلك مرتبط بالعادات والتقاليد وبالخلفية الثقافية للعائلة، حيث تسود أفكار خاطئة عن بعض التخصصات مثل الهندسة والكمبيوتر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©