الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله المناعي: تكريمي جائزة لكل المسرحيين في الإمارات

عبدالله المناعي: تكريمي جائزة لكل المسرحيين في الإمارات
20 مايو 2010 21:16
عبدالله عبدالرحمن المناعي وجه مسرحي إماراتي حفر تجربته المسرحية في صخر الواقع منذ سنين، مع رفاق واصلوا درب المسيرة وآخرين ابتعدوا، وآخرين رحلوا، لكنه بقي صامداً على جادة المسرح، وفياً لجمهور الخشبة، عاشقاً لنزول ورفع الستار الأحمر ممثلا ومؤلفا ومخرجا ومحكّما، لم يثنه عن حبه وعشقه للفن عائق، حتى مرضه ووعكته الصحية التي ألمت به زادته إصرارا على العمل والتخطيط لمشاريع مسرحية جديدة، في السطور التالية يفتح لنا المناعي قلبه، ويتكلم بأريحية بعد تكريمه من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بمنحه «جائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب»، عن فرع «الفنون الأدائية». في بيته الكائن بمنطقة «الخزامية» في الشارقة، استقبلنا المناعي بسعادة وبوجه بشوش، ولم ينس أن يحضر لنا مع واجب الضيافة، حقائب صغيرة مكدسة بالذكريات والتجارب والنجاحات والآمال والهموم المسرحية التي جسدت بحق رحلة عمر مع «أبو الفنون»، وقبل كل شيء لم ينس المناعي أيضاً أن يحضر اللقاء صديقه ورفيق دربه الفني، وشقيقه في الجائزة الفنان محمد يوسف الذي أثرى اللقاء كالعادة بروحه المرحة، وحضوره الفني الجميل. وسام شرف في البدء يقول المناعي: «استقبلت خبر حصولي على الجائزة بفرحة كبيرة، خاصة أن المفاجأة كانت عظيمة بتكريمي من صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه، ولهذا فإنني أعتبر هذا التكريم أكبر وسام شرف لي، وأعتبره تقديرا ما بعده تقدير، فهو يلخص ثمرة حياتي وخلاصة تجربتي المسرحية الطويلة في دولة الإمارات، وقد سعدت بهذا التكريم؛ كونه جاءني وأنا حي أرزق ولم يأتني بعد رحيلي، كما يحدث للعديد من الفنانين الذين يكرمون في بعض الدول بعد رحيلهم عن الدنيا، فلا يكون هناك معنى حقيقي لذلك التكريم». اعتراف صادق يضيف المناعي: «هذا التكريم من قبل صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، ومن قبل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، شعرت بحق أنه لا يخصني وحدي، فهو تكريم لجميع المسرحيين في الإمارات، بل إنه تكريم لجيل كامل تدرج في بناء المسرح الإماراتي من ممثل يافع صغير، إلى مخرج بارع يدير خشبة المسرح بكل جدارة واقتدار، كما أن هذه الجائزة تأتي بمثابة التأكيد على أهمية المسرح، ورواده في مسيرة التنمية الثقافية في البلاد، فتكريم الرموز الثقافية هو اعتراف صادق بدور المبدعين المسرحيين وحراكهم الفني في المجتمع، كما تشدد الجائزة على أهمية المسرح باعتباره فنا لا يزال فاعلا ومؤثرا في المجتمع، رغم زحام الفضائيات والسينما والإنترنت والثورة المعلوماتية، ذلك أن المسرح عنصر مواجهة مباشرة وحضور تفاعلي حي ما بين الفنان المسرحي والجمهور، وهو نوع من التواصل الذي لا تغني عنه أية وسيلة فنية أخرى، سواء أكانت تلفزيونية أو سينمائية». إنسان مهموم ويلتفت المناعي إلى صدى ذاكرة تجربته المسرحية الزاخرة فيقول: «الكثير من رفاق البدايات والبواكير المسرحية، تركوا الهم والإبداع المسرحي واتجهوا إلى مجالات أخرى كالتجارة وسواها، أما أنا، وبالرغم من كل الصعاب التي واجهتها، وكانت آخرها الوعكة الصحية التي ألمت بي صبرت على المسرح، ورغم أنني شاركت في حقول أخرى غير المسرح، حيث كنت من المشاركين في بواكير العمل السينمائي في الإمارات وعلى سبيل المثال فيلم (عابر سبيل) للمخرج علي العبدول، إلا أن المسرح كان هاجسي الأساسي، فخشبة المسرح بالنسبة لي هي الحياة، وأنا أعيش المسرح وأتنفسه، ولا أستطيع تخيل العيش من دونه، فأنا إنسان مهموم بالدراما المسرحية ومشغول بهاجس التجديد في الفن المسرحي، قد تأخذني فكرة صغيرة فأغرق فيها حتى تتحول إلى بنية مسرحية تأليفا وإخراجا، أقول لك باختصار إن المسرح بالنسبة لي هو أسلوب حياة، فأنا على الخشبة مثل السمكة في الماء، إذا أخرجت منه عنوة تموت». مسؤولية العطاء من جانب آخر، يؤكد المناعي: «لقد خلقت لي الجائزة هما جديدا، ومسؤولية جديدة تجاه العطاء المسرحي بشكل أكبر وأقوى من قبل، بحيث أكون على قدر هذه المسؤولية التي ألقيت على عاتقي، فميزتني عن سائر المسرحيين في دولة الإمارات، والحمد لله لا زلت قادرا على العطاء، فأنا أستطيع تحويل ورقة صغيرة تقع بين يدي إلى فكرة عمل مسرحي، ومشروعي المستقبلي سينبثق حاليا من خلال مئات القصاصات الصحفية التي جمعتها وأرشفتها خلال فترة طويلة من الزمن، فمن خلال هذه القصاصات بدأت الكتابة والتخطيط لمشروع مسرحي لم يتبلور بعد بشكله النهائي حتى الآن، لكنني ماض فيه، كما سأستلهم عملا من خلال قصائد ثلاثة دواوين للشاعر العربي الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري». كلمة أخيرة للشباب أخيرا يتوجه المناعي بكلمة أخيرة للشباب الجدد المنخرطين في بيئة المسرح قائلا: «أقول لهم، ليس هناك خوف على المسرح، فهو منذ القدم حتى اليوم «أبو الفنون» بحق، وطالما أن المسرح يشغل هموم الناس ويعكسها، وطالما أنه يسكن وجدان الناس والمسؤولين، فهو بخير، كما أنصح أبنائي من فناني الجيل الجديد بالوعي بأهمية الالتزام، فالمسرح هم وإرادة وفن، ولكنه قبل كل شيء درس في الانضباط والصبر والالتزام، لذلك أنصح الشباب بالالتزام بروح الانضباط في المسرح، من أجل الوصول إلى ثمرة ونتيجة حقيقية تنبع من روح العمل الدؤوب والاستمرارية والمثابرة». المناعي في لمحات ولد عبد الله عبدالرحمن المناعي في الشارقة عام 1955م، وبدأ دراسته بمدارسها ثمّ انخرط في دورات تدريبية في مجال المسرح، بدءا من الدورة التخصصية الأولى التي عقدت لفنون المسرح، والدورة المسرحية المكثّفة في حرفية التمثيل والإخراج، وشارك في دورات وورش متعددة تحت إشراف كبار الفنانين العرب والأجانب. وقد بدأ العمل في الحركة المسرحية منذ انضمامهِ عام 1972م إلى جمعية الشارقة للفنون الشعبية ثمّ مسرح الشارقة، وبدأ التمثيل والتأليف والإخراج، ممثّلاً في مسرحية «أين الثقة؟» عام 1975م، وبعدها عدد من المسلسلات مثل «شحفان» و»مشاكل الفريج» و»حادث الكورنيش» و«الحيري في المستشفى»، وفي تلفزيون قطر شارك في مسلسل «الوريث». وبدأ الإخراج المسرحي عام 1980م بمسرحية «دياية طيروها» ومسرحية «الرجل الذي صار كلباً» عام 1981م، واستمرّ في التمثيل والإخراج حتى عام 2007م حيث قدّم مسرحية «غلط».?وقد بلغ عدد الأعمال التي شار فيها تمثيلاً (13 ) عملاً مسرحياً، وإخراج (19) عملاً مسرحياً، وله مشاركات إذاعية وتلفزيونية، ويعدّ المناعي من أعلام الحركة المسرحية بالإمارات لما قدّمهُ من أعمال برؤية فنيّة، وظّف فيها ما تلقاه من الدورات التدريبية وما اكتسبهُ من خبرات خلال عمله مع عدد من المخرجين المتميزين. شاركت أعماله التي أخرجها في محافل ومهرجانات عدة، وتمّ تكريمه في المهرجان المسرحي الثالث عام 1993م، وفي عام 1994م تمّ تكريمه في مهرجان المسرح المحلي، وفي عام 1994م أيضاً تمّ تكريمه في مهرجان أيام الشارقة المسرحية الدورة السادسة، وتمّ تكريمه عام 1995م بالبحرين عندما عرض مسرحية «الشهادة» بالإضافة إلى باقي المهرجانات التي شارك فيها عربياً وأوروبياً. ورغم الوعكة الصحية التي ألمت به إلا أنّ حبه للمسرح لم يجعل المرض يحل بينه وبين عشق العمل المسرحي والتواصل مع الحركة المسرحية. أمل في غد مسرحي متطور اعتبر المخرج عبدالله المناعي حصوله على جائزة الدولة التقديرية لهذا العام، أمرا يبعث الاعتزاز في نفسه كمخرج مسرحي إماراتي، ظل خلال مسيرته مخلصاً لانتمائه وفنه، ولم يدخر وسعا في الإعلاء من شأن المسرح في الإمارات، مع رفاق دربه الذين أسسوا لبدايات المشهد الثقافي الإماراتي بشكل عام والمشهد المسرحي بشكل خاص، حيث أكد المناعي: «أن الشعور بالتقدير من قبل الدولة وقياداتها ومؤسساتها الثقافية، يجعل الإنسان يدرك أن جهوده وتضحياته وإخلاصه لم تذهب سدى، وأن هناك من يتابع ويقدر ما يبذله الفنان المسرحي في دولة الإمارات، وهو أمر مطلوب لتقدم المسرح الإماراتي، ومحافظته على مسيرته الفنية والفكرية في ما يقدمه من إبداعات تثري المسرح الخليجي والعربي، وهذا التكريم يزيد بلا شك من مساحة الأمل في غد مسرحي متطور، يسهم بدوره في حركة المجتمع وتطوره على صعيد التنمية الثقافية». جائزة الجوائز تشكل «جائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب» للفنان عبد الله المناعي جائزة الجوائز ووسام الأوسمة، خاصة أنه ممن عهدوا التكريم داخل دولة الإمارات وخارجها. - تم تكريمه في المهرجان الثالث لمجلس التعاون الخليجي في أبوظبي 1993م. - تم تكريمه في مهرجان «أيام الشارقة المسرحية» للدورة السادسة 1994م. - تم تكريمه في مهرجان المسرح المحلي عام 1994م? - تم تكريمه في البحرين عام 1995م أثناء عرض مسرحيته (الشهادة) حكومة الشارقة دائرة الثقافة والإعلام. - حاز المخرج عبدالله المناعي جائزة أفضل إخراج بالشارقة هذا العام2002م.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©