الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نصائح إيرانية للحوثيين: استغلوا انتشار وباء الكوليرا

نصائح إيرانية للحوثيين: استغلوا انتشار وباء الكوليرا
19 مايو 2017 22:26
حسن أنور (أبوظبي) يوماً بعد يوم تتزايد الأدلة على مدى استهتار إيران بكل الأعراف والقيم الإنسانية، وأن كل مساعيها تدور حول سبل تنفيذ سياساتها التوسعية على حساب دول وشعوب المنطقة مهما كان الثمن. فمن الواضح أن إيران، تصر على المضي قدماً في تنفيذ استراتيجيتها التوسعية، دون أدنى نية لتغيير سلوكها وتدخلاتها في دول المنطقة خاصة في اليمن، حيث تواصل دعم هذه الميليشيات الانقلابية بالسلاح، وأيضاً توفير الدعم السياسي والإعلامي لها، على أمل أن تحقق لها هذه الميليشات الحلم الفارسي القديم بأن يكون لها مخرج يطل على مدخل البحر الأحمر من الجنوب. فقد استغلت إيران مناخ اليمن بعد اضطرابات عام 2011، وزادت من دعمها للحوثيين وشجعتهم على الانقلاب على الشرعية وابتلاع الدولة، واعتبار أن اليمن يمثل امتداداً طبيعياً لإيران، فيما لا تزال تواصل تقديم الدعم لهذه الميليشيات متجاهلةً في ذلك كل الدعوات الدولية التي تطالب بوقف دعمها العسكري والمعنوي لها من أجل استمرار الحرب والتوتر في اليمن على أمل ينتقل إلى باقي دول المنطقة. غير أن الجديد هو ما شهدناه خلال الأيام الماضية، من تعاون إيراني حوثي في مجال لم يسبق أن ساعدت الظروف الطرفين للتعاون فيه وهو «الاستفادة من كوارث الأوبئة». فقد هرع مستشارون إيرانيون وأيضاً من أتباعهم وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني، ليقدموا نصائح للحوثيين وصالح، بكيفية استغلال كارثة تفشي وباء الكوليرا، التي عملوا على توفير البيئة الملائمة لانتشارها، للضغط على المجتمع الدولي وممارسة الابتزاز باسم الإنسانية لتخفيف الضغوط بعد هزائمهم السياسية والعسكرية. وركزت النصائح الإيرانية على شرح كيفية استغلال الانقلابيين لهذه الظروف والتأكيد على أن المجتمع الدولي لن يتحرك لوقف العملية العسكرية المرتقبة من قبل الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي بقيادة السعودية لاستعادة مدينة وميناء الحديدة غرب اليمن، إلا بكارثة إنسانية كبيرة وانتشار وباء الكوليرا فرصة مهمة يجب استغلالها. وبالفعل كان هناك دور مهم للحوثيين في انتشار وباء الكوليرا بين اليمنيين، من خلال تسببهم في حدوث أزمة النفايات في العاصمة صنعاء والتي نجمت عن إضراب نفذه عمال النظافة التابعون للبلدية لمدة عشرة أيام للمطالبة بالحصول على أجورهم التي منعها عنهم الحوثيون، ما أدى إلى ارتفاع أكوام القمامة في شوارع العاصمة حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن النفايات. هذا بالإضافة إلى تجارتهم بالأدوية في السوق السوداء، ومنها عن الأسواق والوصول إلى اليمنيين العاديين. كما أن الحرب التي تسببوا فيها منعت وجود أعداد من الكوادر الطبية اللازمة لمواجهة هذا الوباء. يأتي ذلك في ظل تعنت الميليشيات الانقلابية تجاه المرضى ومنع مستشفيات صنعاء من استقبالهم، بعد إعلانهم العاصمة اليمنية مدينة منكوبة. وفي هذا الإطار صدرت اتهامات مماثلة من رابطة أمهات المختطفين في اليمن، لميليشيات الانقلاب، حيث أكدت الرابطة أن الميليشيات تقوم بمنع دخول الأدوية للمختطفين المصابين بوباء الكوليرا في السجون، وذلك بعد تفشي الوباء وارتفاع حالات الإصابة بين السجناء اليمنيين في سجن هبرة شرق العاصمة صنعاء. واعتبر بيان صادر عن أمهات المختطفين أن الإهمال الصحي لوضع المختطفين في السجون، جزء من التعذيب الذي يتعرضون له من قبل الانقلابيين. كما ظهرت اتهامات أخرى تتعلق بتعمد سلطات السجن تلويث الطعام القادم من خارج السجن، وإن الجنود يدخلون أيديهم إلى وسط الطعام، لأجل تفتيشه، مما يفاقم من انتشار الأمراض بين السجناء. جرائم التهجير في عمل إجرامي جديد يضاف إلى قائمة طويلة من العمليات التي تستهدف مختلف فئات الشعب اليمني، قام الانقلابيون من ميليشيات الحوثى والمخلوع صالح بتهجير نحو 100 أسرة ونهب 80 منزلاً من قرى عزلة الربعتين في مديرية جبن التابعة لمحافظة الضالع وسط البلاد. وأكد سكان محليون أن نحو 100 أسرة من قرى عرش، عرام وغيمان التابعة لعزلة الربعتين، اضطرت إلى النزوح من منازلها، خوفاً من بطش وتهديد الانقلابيين لأفرادها، بعد أن قامت الميليشيات بعمليات نهب لنحو 80 منزلاً من القرى نفسها، بالإضافة إلى 13 سيارة. يأتي ذلك فيما أقدم الانقلابيون أيضاً على تفجير منزل الشيخ عبد الحكيم العمري، أحد مشايخ ووجهاء المديرية، في حادثة تضاف إلى جرائم وانتهاكات الميليشيات بحق سكان المديرية . وقام المتمردون أواخر فبراير الماضي بتهجير سكان قرية بأكملها في منطقة بلاد الوافي التابعة لمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز. وقد بلغ عدد الأسر المهجرة قسرياً من قرية تبيشعة 250 أسرة، منها من نزح إلى قرى مجاورة وأخرى استقرت بمراكز إيوائية داخل مدينة تعز. كذلك اقترفت الميليشيات في نوفمبر الماضي، جريمة التهجير القسري بحق 257 أسرة من أهالي قرية خبزة بمديرية القريشية التابعة لقيفة رداع في محافظة البيضاء. وكان تقرير حقوقي أصدرته شبكة الراصدين المحليين بتعز قد كشف عن قيام الانقلابيين بتهجير 3582 أسرة في محافظة تعز خلال الشهور القليلة الماضية. على الصعيد نفسه، نفذت مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، خلال الأيام القليلة الماضية حملة اعتقالات واسعة بمديرية بيحان غربي محافظة شبوة، حيث قامت الميليشيات الانقلابية باختطاف 48 من سكان المديرية، بحج واهية وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. وتقوم الميليشيات الحوثية بتعذيب المعتقلين بمختلف الوسائل المحرمة وتنتزع منهم اعترافات بقيامهم بعمليات عسكرية ضدها تحت ضغط التعذيب الشديد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©