الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناصر الصالح: «روتانا» تسعى للقضاء على الأغنية الخليجية.. و «الأماكن» لم يتجاوزها أحد

ناصر الصالح: «روتانا» تسعى للقضاء على الأغنية الخليجية.. و «الأماكن» لم يتجاوزها أحد
20 مايو 2010 21:33
ناصر الصالح من أهم الملحنين الخليجيين، وألحانه «تميمة حظ» لكل المطربين الذين تعاون معهم، بدأ حياته مطرباً وسرعان ما اتجه نحو اللحن الشرقي الأصيل وغنى له جميع مطربي الخليج تقريباً، منهم محمد عبده وراشد الماجد وعلي بن محمد وطلال سلامة وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله رشاد وماجد المهندس ويارا. وارتبط اسمه لسنوات مع نوال وأحلام وعبدالله الرويشد، لكنه توج رحلته في التلحين مع فنان العرب محمد عبده في أغنية «الأماكن» التي أصبحت تتردد بأصوات حنجرة غالبية مطربي العرب. يؤكد ناصر الصالح أنه يتمنى لأحلام الشفاء، حتى يفتح معها صفحة جديدة، خاصة أنها رفيقة مشوار وبينهما كل حب وتقدير ونجاحات كثيرة مشتركة، وأن أحلام لها الحق في أن تغضب منه. وقال : ما حدث كان رغماً عني وعنها والحكاية أنه بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيتا «صدفة، وهدئ أعصابك» اللتان غنتهما اللبنانية يارا باللهجة الخليجية من ألحاني تدخل البعض وأفسد بيني وبين أحلام، وقالوا لها إنه يلحن ليارا حتى تنافسك أنت ونوال وتدخلت الصحافة وضخمت الموضوع، وكان من المقرر أن نتعاون أنا وأحلام في أكثر من أغنية في ألبومها الجديد واتفقنا على بعض الأغنيات لكن ظروفنا حالت دون اللقاء ففسر البعض لها هذا بأنني أتهرب منها ولا أريد التلحين لها وهذا عكس الحقيقة تماماً، لأن أحلام مطربة كبيرة ولها تاريخ ومشوار فني مفعم بالنجاحات وشرف لأي ملحن أن يتعاون معها ولا يمكن أن تلغي يارا تاريخ أحلام الفني أو تستطيع منافستها فهذا أمر صعب. «الأماكن» لها حكاية وعن سر نجاح أغنية «الأماكن» التي لحنها للمطرب محمد عبده واستمرار نجاحها حتى الآن رغم مرور أكثر من أربع سنوات على غنائها قال : إنه التوفيق ولا يوجد مطرب على مستوى العالم العربي لم يغن «الأماكن» التي تمت ترجمتها وغناؤها بأكثر من لغة لدرجة أنها لم تعد أغنية الجمهور ولكن أغنية المطربين، ولكن لم يستطع أحد من هؤلاء تجاوز محمد عبده، وهذا ليس عيباً فيهم لكن لأن الأغنية ارتبطت عند الجمهور بعبده وحتى الآن عندما أفتح التليفزيون وأجد الأغنية تعرض على إحدى الفضائيات أو أن أحداً من الجمهور يطلب الاستماع إليها أتساءل : ألم يمل الناس هذه الأغنية؟ وأضاف : لهذه الأغنية حكاية فقد أعطتني نوال كلمات الأغنية التي كتبها بمهارة الشاعر منصور الشادي ولحنت مطلع الأغنية على أساس أنها لنوال، لكن بعد انتهاء التلحين وجدت الأغنية مناسبة أكثر لمحمد عبده فأستأذنت نوال التي لم تمانع في إعطاء الأغنية لفنان العرب وسعدت نوال بنجاح الأغنية، لهذا اعتبرها أختي التي لم تلدها أمي وهي أكثر مطربة تعاونت معها، وهي الوحيدة التي أرفع سماعة التليفون واتصل بها كي أسمعها أغنية ألحنها، وآخذ رأيها. غاضب من الرويشد وأكد ناصر الصالح أن لقاءه بالمطرب عبدالله الرويشد الذي تم مؤخراً عبر أغنيتي «موعد مع الملل» و»الحين» لم يأت بثماره ولم تحقق الأغنيتان النجاح المناسب لأنهما لم تنالا قدراً من الاستماع بطريقة جيدة، وبالتالي لم تصلا إلى الجمهور بالشكل الذي كان يطمح إليه والذي يليق باسمه واسم الرويشد وهذا سر غضبه من عبدالله الرويشد، فهو لم يركز عليهما ولم يهتم بهما الاهتمام الكافي. ولم يقصد أن يقوم بتصويرهما حتى يصلا إلى الجمهور، ولكن قصد غنائهما في كل مكان سواء في حفلات أو لقاءات تليفزيونية وجلساته الخاصة كما يفعل محمد عبده الذي يقف وراء أغنياته الجديدة بقوة حتى تصل إلى الجمهور في كل العالم العربي. وعن اقتصار تعاونه مع عبدالمجيد عبدالله على أغنية واحدة فقط هي «هذاك أول» قال: عبدالمجيد عبدالله من المطربين الذين أحبهم وأقدرهم كثيراً لكننا لسنا صديقين ويوجد حاجز بيني وبينه لم نستطع تخطيه لا أنا ولا هو، ومشكلتي أنني لا أستطيع الإبداع مع مطرب أو شاعر إلا إذا كنا صديقين وكل من تعاونت معه صديقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فضلاً عن أن عبدالمجيد عبدالله لديه فريق عمل من الملحنين والشعراء مثل صالح الشهري وصلاح الهملان وممدوح سيف وطارق محمد، ونجح معهم وحتى يدخل ملحن جديد هذه الدائرة لا بد أن يحدث تجانس مع هذا الفريق وهذا لم يحدث معي. خجلت من الماجد وحول تأخير لقائه مع راشد الماجد خاصة أنه أحد أصدقائه المقربين قال : راشد مثل شقيقي ويحكي لي أدق أسراره الخاصة، وكان من المقرر أن نتعاون معاً منذ سنوات عدة وأخذ مني أغنية لكنها لم تطرح وخجلت أن أساله عن سبب عدم طرحها، وفي ألبومه قبل الأخير تعاونا في ثلاث أغنيات هي «حبك للمشاكل، وعشرة على عشرة، ويا عيني ما تستاهل» وفوجئت بأنه طرح أغنية واحدة فقط وأيضاً لم أسأله عن مصير الأغنيتين الأخريتين. وعن عدم تحقيق المطرب الخليجي راشد الفارس النجاح الذي يستحقه قال : لأنه يغني اللون الشعبي وهذا اللون لا يجد رواجاً عند الجمهور العربي، حيث تسود الألوان العاطفية ورغم محاولاته التي يبذلها بغناء ألوان أخرى فقد ارتبط عند الناس باللون الشعبي، وهذا ليس عيباً بل العيب ألا ينتبه المطرب إلى المنطقة المتميزة لديه. وقال ناصر الصالح : حتى الآن لا أعرف سبب مشكلة المطرب عبدالله رشاد ولو أقمنا مؤتمراً صحفياً موسعاً لمعرفة سر عدم نجاح عبدالله رشاد فلن نخرج بنتيجة، فرغم أنه وسيم وصوته جميل واختياراته الغنائية ممتازة ومثقف ثقافة موسيقية عالية، لكن لا أعرف سر عدم نجاحه على مستوى العالم العربي وربما هو يفتقد الكاريزما. سطو على الألبومات وعن المشكلة الرئيسة التي تعانيها الأغنية العربية قال : أهم مشكلة هي عدم وجود ضوابط أو آلية تحد من عمليات السطو على الألبومات الجديدة من خلال الإنترنت، التي أغلقت عدداً كبيراً من شركات الكاسيت، بسبب تسرب الألبومات فور طرحها في الأسواق، فضلاً عن وجود شركة إنتاج كبرى هي «روتانا» تسعى للقضاء على أكبر عدد من المطربين العرب وتجميدهم ولا أحد يفهم لمصلحة من يتم هذا؟ فشركة «روتانا» رغم أنها محسوبة على الخليجيين وكثير من المطربين اللبنانيين والمصريين وحتى رجال الصحافة يعتقدون أن مهمتها القضاء على الأغنية المصرية واللبنانية والترويج للأغنية الخليجية، إلا أن الأيام أثبتت أن مهمتها الأساسية هي القضاء على الأغنية الخليجية والدليل على صحة ما أقول عدم عرضها أغنيات لمطربين خليجيين مثل عبدالعزيز المنصور وسعد الفهد وراشد الفارس وفهد الكبيسي وعلي عبدالستار وغيرهم، كما حدت من عرض أغنيات نوال وأحلام وعبدالله الرويشد. تسجيلات نادرة وأكد الصالح أنه نشأ في منزل فني عاشق للموسيقى والغناء فوالده كان منتجاً فنياً ولديه ستديو تسجيلات ومغرم بالغناء، ولديه كم هائل من الأسطوانات لكافة المطربين وكثير من المطربين شاهدهم في منزلهم، وهذه النشأة انعكست على فنه فيما بعد ووقع في هوى الموسيقى والغناء خاصة أن والده ترك له ثروة ضخمة من التسجيلات النادرة لكبار المطربين، والتي ما زال يحتفظ بها حتى الآن، ورغم عشقه للموسيقى فإنه لم يدرسها دراسة أكاديمية لكنه درس دراسات حرة متفرقة وعلى فترات متباعدة وكثير من زملائه الفنانين نصحوه بعدم التعمق في دراسته الأكاديمية حتى لا يفقد إحساسه الفطري كملحن. وقال ناصر الصالح أنه تأثر بالملحن المصري الراحل سيد مكاوي في فترة الصبا والمراهقة وفيما بعد المطرب والملحن الكبير عبادي الجوهر الذي تأثر به جداً وأحب صوته وملكه بإحساسه بصورة كبيرة، لدرجة أنه لشدة حبه وعشقه لهذا الرجل، الذي لم يبح له يوماً بهذا الحب الكبير، أطلق اسم إحدى أغنياته وهي «رحال» على محل له ويتمنى أن تعانق ألحانه حنجرته الذهبية قريباً. لن أعود وعن تحوله من الغناء إلى التلحين حيث بدأ حياته كمطرب قال : لم أحترف يوماً الغناء ولكني كنت دائماً مطرباً هاوياً صاحب مزاج بمعنى أنني كنت أغني يوماً وأتوقف عامين، وربما كنت أفعل هذا لأن الغناء لم يكن يوماً أحد أحلامي بل أستطيع القول إنني لم أدخل المجال الفني بحثاً عن الشهرة في مجال الغناء. وعما تردد مؤخراً عن أنه ينوي العودة للغناء نفى هذا الكلام جملة وتفصيلاً وقال: من وقت إلى آخر أدندن ببعض أغنياتي التي لحنتها وأستمتع بغنائي لهذه الأغنيات. وكل المطربين الذين تعاونت معهم يستمتعون بصوتي ويصل إحساسي لهم أكثر، وكثير من الناس يحبون صوتي ويطلبونني للغناء لكنني أرفض العودة للغناء مرة أخرى. وعن صحة المقولة الشهيرة في عالم الغناء أن أصدق إحساس هو إحساس الملحن قال : هذه المقولة لا نستطيع تعميمها على جميع الملحنين لكنها تنطبق على الصادقين والموهوبين منهم فقط، فعندما يكون الملحن صادقاً في إحساسه تحب أن تسمع صوته لأن أصدق إحساس هو إحساس الشخص الذي أخرج العمل حتى لو كان صوته نشازاً. نكران الجميل ونفى الصالح اتهامه بنكران الجميل لرفيق دربه الشاعر علي عسيري الذي تعاون معه في العديد من الأغنيات الناجحة وكان سبباً في شهرته. وقال : لا يمكن أن أتنكر لهذا الرجل الذي ساندني ودعمني ووقف بجواري وأعتبره صديق عمري. وقد تعاونا مؤخراً في العديد من أغنيات الأفراح التي أقوم بتلحينها وأيضاً الأوبريتات الوطنية وبيننا أعمال عاطفية ستظهر للنور قريباً، وليس هناك نكران لكن ربما تردد هذا الكلام لأننا ابتعدنا فنياً عن التعاون من خلال الألبومات، وبالتالي فسر البعض هذا على أنه نكران للجميل، لكن إذا كنا ابتعدنا فنياً من خلال الأغنيات العاطفية فإننا لم نبتعد إنسانياً وقبل قليل كان معي على الهاتف وأحاول دعوته لزيارة القاهرة للتمتع بطقسها الرائع هذه الأيام لكنه يخشى ركوب الطائرات. وأضاف أن الشاعر على عسيري هو الوحيد الذي يطلب منه أحياناً كملحن حذف أو إضافة بعض الكلمات ويأخذ حريته معه، ويذكر أنه في أغنية نوال «الغريب إني أعاني» التي تعتبر من أولى الأغنيات التي لحنها، كتب عسيري مجموعة من الأبيات الشعرية في الكوبليه الأول لكنه بدأ الأغنية كملحن من منتصفها وتحديداً من الكوبليه الذي يقول «الغريب إني أعاني». أخشى الفشل وعن قلة إنتاجه الفني قال : لأنني لا أبحث عن شهرة زائفة أو نجاح سريع، بقدر بحثي عن نجاح يبقى في ذاكرة الزمن، لهذا تجدني أدقق كثيراً في الأشعار التي ألحنها ولا يعجبني أي كلام إلا إذا استفزني. وأكد أن أسرع لحن له كان «صدفة « للمطربة يارا فقد لحنه في دقيقة واحدة أما اللحن الذي أخذ منه وقتاً طويلاً فكان «أعترفلك» لمحمد عبده و» أقول أحبك» لنوال. ويتمنى الصالح أن يلحن للمطربة المصرية شيرين عبدالوهاب لأنها لو غنت باللهجة الخليجية فسوف «تكسر الدنيا»، وكذلك آمال ماهر لأنها من أجمل الأصوات الموجودة على الساحة العربية. وأكد أنه حاول أن يلحن باللهجة المصرية لكنه خاف من الفشل رغم أنه قال إن ألحانه وروحه مصرية خاصة أن مدرسته اللحنية تتميز بإغراقها في الكلاسيكية والرومانسية، لكنه في الفترة الأخيرة اضطر إلى أن يجاري العصر ويقدم الأغنية السريعة بطريقته الخاصة وبمزاجه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©