البيت الأبيض ينفي تزايد احتمالات وقوع نزاع مسلح مع إيران

قلل البيت الأبيض أمس من مخاطر نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة، على الرغم من التجارب الجديدة التي أجرتها طهران على صواريخ وتحذير وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في لهجة عسكرية قائلة إن بلادها عززت وجودها في المنطقة وستدافع عن إسرائيل وحلفائها ضد أي هجوم إيراني· ورداً على سؤال حول التناقض الظاهر بين تصريحات رايس التي أعلنت تعزيز الإجراءات الأمنية الاميركية في الخليج وتلك التي أدلى بها أمس الأول وزير الدفاع روبرت جيتس، قال الناطق باسم البيت الأبيض توني فراتو ''إن جيتس قال ليس هناك زيادة'' في مخاطر المواجهة· وفي رده الليلة قبل البارحة على سؤال للصحفيين عما إذا كانت مخاطر مواجهة بين إيران وأميركا قد ازدادت بعد السلسلة الأولى من الصواريخ التي أطلقتها إيران ويبلغ مدى أحدها إسرائيل، أجاب جيتس ''لا أعتقد''· وأضاف فراتو ''أعتقد أن جيتس كان دقيقاً جداً''· وبدأت إيران أمس تجارب جديدة لصواريخ في الخليج· وحذرت رايس إيران قائلة إن واشنطن عززت ''تواجدها الأمني'' في منطقة الخليج ولن تتردد في الدفاع عن إسرائيل أو أي من حلفائها في المنطقة· ولم يقدم فراتو التفاصيل حول الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في المنطقة، ولم يعلق أيضاً على السلسلة الجديدة من التجارب الإيرانية، مؤكداً انتظار تأكيد إجرائها بالفعل· وقال فراتو انه واثق من أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تدقق في حقيقة هذه السلسلة الثانية من التجارب، و''هم أيضاً يتابعون الأخبار''· وكانت رايس أبلغت الصحفيين في تبيليسي بقولها ''سندافع عن المصالح الأميركية ومصالح حلفائنا''· وجاءت تصريحاتها رداً على سؤال حول تهديدات أطلقها مسؤول إيراني ''بإحراق'' تل أبيب والأسطول العسكري الأميركي في الخليج في حال تعرض إيران لهجوم· وقالت رايس ''إننا نأخذ على محمل الجد التزامنا بالدفاع عن حلفائنا، ونعتزم أن نقوم بذلك''· وأضافت ''في منطقة الخليج، عززت الولايات المتحدة قدراتها الأمنية، وتواجدها الأمني، ونعمل بشكل وثيق مع كافة حلفائنا، لضمان قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم''· وجاءت تصريحاتها فيما أجرت إيران أمس وأمس الأول تجارب صاروخية شملت صاروخ شهاب-3 الذي يصل مداه إلى إسرائيل، إضافة إلى 9 صواريخ أخرى من موقع لم يكشف عنه في الصحراء الإيرانية· وقال حسين سلامي قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني أمس إن آلافاً من الصواريخ مستعدة للإطلاق صوب ''أهداف محددة مسبقاً''· وزادت التكهنات بأن إسرائيل يمكن أن تهاجم إيران منذ قامت قواتها الجوية بتدريبات الشهر الماضي قال مسؤولون أميركيون إنها شملت 100 طائرة· وقللت تل أبيب من أهمية إطلاق صواريخ شهاب ،3 معتبرة أنها جزء من ''الحرب الكلامية والتهديدات'' المتبادلة· لكن وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك أعلن أمس انه يحبذ استخدام الضغوط الدبلوماسية والعقوبات في التصدي لبرنامج إيران النووي، لكنه حذر من أن إسرائيل ''لا تخشى القيام بتحرك'' عندما تتعرض مصالحها الأمنية الحيوية للخطر· وكانت إسرائيل عرضت أمس طائرة ركاب نفاثة صغيرة معدلة قد تقوم بدور أساسي في أي هجوم إسرائيلي على إيران، وذلك قبل عرضها لأول مرة في معرض طيران دولي· وقد تسلم سلاح الجو الاسرائيلي بالفعل 3 طائرات من هذا النوع وهي من طراز جالفستريم جي 550 وأجرت عليها شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية المملوكة للدولة وشركة إلتا التابعة لها تعديلات كي تستخدم كطائرات للإنذار المبكر والسيطرة· وتوفر مثل هذه الطائرات ذات المعدات الإلكترونية المتطورة، معلومات ومساعدة في الاتصالات للطائرات الهجومية، ومن المرجح أن تقوم بدور محوري في توجيه أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية· ويمكن للطائرة جالفستريم جي 550 التي يبلغ مداها 12500 كيلو متر، التحليق فوق إيران وأماكن أخرى في المنطقة لساعات·