الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مهرجان «زايد التراثي» مدرسة تعزز حـــــوار الثقافات

مهرجان «زايد التراثي» مدرسة تعزز حـــــوار الثقافات
15 يناير 2017 22:10
لكبيرة التونسي (أبوظبي) أكد المؤرخ الدكتور فالح حنظل أن مهرجان الشيخ زايد التراثي مدرسة لتعزيز الحوار بين الثقافات وتطوير إدراك الأطفال وربطهم بتراثهم الغني بمفرداته، واحتضان الإبداع. وأوضح أن المهرجان الذي تتواصل فعالياته مند الأول من ديسمبر الماضي في منطقة الوثبة في أبوظبي تحت شعار «أرض الإمارات ملتقى الحضارات» استطاع أن ينقل المادة التراثية الدسمة لهذا الجيل وللعالم في قالب إبداعي وترفيهي، استساغته وتفاعلت معه الجماهير العريضة التي تتوافد على المهرجان، لافتاً إلى أن أفضل طريقة لنقل التراث عبر الترفيه والتشويق، وهذا ما يقوم به المهرجان بطريقة غير مباشرة. أوضح الدكتور فالح حنظل أن مهرجان الشيخ زايد التراثي يحمل قيمة معنوية وإنسانية عظيمة، وأن الفرق بين التاريخ والتراث يكمن في أن التاريخ من الماضي، بينما التراث يظل راسخاً في الأذهان، ويجب أن يبقى ويستمر مع استمرار الحياة، لذا تهتم أبوظبي بشكل لافت بقضية التراثية معتبرة ذلك واجباً وطنياً. وأضاف: اهتمام القيادة الرشيدة بالقضية التراثية ينبع من وعي كبير بالمحافظة على القيم والعلاقات الإنسانية، لأن الإمارات تنتقل وتزدهر من خلال مراحل سريعة، ولذلك فقد انتبهت أبوظبي إلى هذا الأمر، فقدمت هذه الفكرة الإبداعية، وهي الحفاظ وحفظ التراث عن طريق التعليم والممارسة المباشرة بدلاً من تدريسه وتلقينه بطريقة أكاديمية. نقل التراث للأجيال وأضاف: يجب أن نتشبث بقيمنا الإنسانية وعاداتنا وتقاليدنا التي قد تذوب وسط الحياة العصرية، وتعدد الجنسيات التي تحتضنها الإمارات، مشيراً إلى أن المدارس والدراسات المتعددة تظهر أن المدنية السريعة تهدد التراث، مما دفع إلى التفكير بأحداث مثل مهرجان الشيخ زايد التراثي الغني والثري والمتنوع والذي يشهد زخماً كبيراً من مفردات التراث سواء المحلية وممارستها، أو من خلال استضافة 17 دولة، وهذا التلاحم بين الموروث الحضاري لكل دولة يساعد على على الحفاظ على التراث وحفظه من الضياع، إما كتابةً أو شفهياً أو عبر الفرجة والممارسة مما سيعمل على حمله للأجيال الصاعدة ولجميع أنحاء العالم، لأن هذا التفاعل بين مختلف الحضارات الموجودة على أرض المهرجان يعمل على الترويج للتراث الإماراتي. تقدير النعم ويمثل المهرجان نمطاً من العلاقات الاجتماعية والإنسانية والعديد من القيم التي كان يعيش عليها أهل الإمارات.. هذا ما أكده فالح حنظل أن هذا المهرجان يحفز الذاكرة الجمعية الإماراتية ويبسطها أمام الجمهور من الصغار والكبار، ليوضح فن العيش في الدولة وطريقة حياة أجدادنا، ويسمح لهذا الجيل بالوقوف على مسيرة الأولين وكيفية مقاومة شظف العيش، وقلة الموارد وطريقة استغلال ما جادت به الطبيعة لاستمرار الحياة، وليدرك النعم التي يعيش فيها حالياً ويقدّرها، ويقدر ما وصلت إلى الدولة من تطور وازدهار بجهد السواعد الأصيلة. نمط العيش وقال: «إن التراث هوية فعلية لوجود الأمة، ويحمل مخزوناً من قيمها وإبداعاتها، ويعكس نمط عيش هذه الأمة من فنون شعبية وعادات وتقاليد وأغانٍ وأمثال وغيرها، وإننا نلاحظ أن هناك اهتماماً كبيراً من جانب دولة الإمارات بالتراث والموروث الشعبي وجمع موادهما وتصنيفهما ودراستهما وتدريسهما في الأقسام العلمية الموجودة في المعاهد والجامعات، وقد انعكس ذلك على نشاط المؤسسات العلمية والشعبية التي سعت للاهتمام بالتراث بهدف إبراز القيم. وأشار إلى أن التراث في مجمله هو الموروث الثقافي والفكري والأدبي والفني، كما أنه حاضر فينا ومعنا منذ القدم، وبناءً على ذلك فإن حاصل ما لدينا الآن هو أن الموروث الشعبي يعني ما اكتسبه جيل عن جيل سبقه، عادات وتقاليد وقيماً وفنوناً وحرفاً ومهارات وأدباً وحكماً وأمثالاً وألحاناً وموسيقا يلتزمون بها في سلوكهم وممارساتهم وأقوالهم، كما أن جميع الدراسات المكتوبة تتحدث عن الموروث الشعبي والتراث حتى المنقول أو الشفهي، ويعكس ذلك نمط وفن العيش في الإمارات. اتقان يتطلب الحب والتفاني في العمل الحرف المغربية عنوان لمهارة الصانع والفنون التقليدية أبوظبي (الاتحاد) يسجل الجناح المغربي حضوره القوي في مهرجان الشيخ زايد التراثي، وتبرز المشاركة التراثية والفنية للمملكة المغربية الحرف والصناعات التقلدية، حيث يقدم الحرفيون في إطار عرض حي نماذج رائعة تعبر عن دفق ووفرة وجمال الصناعات التقليدية في المملكة والتي تمثل العديد من المدن المغربية العريقة. وتأتي مشاركة الجناح المغربي بإشراف مؤسسة دار الصانع بوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمملكة على قدر كبير من الاهتمام من أجل إبراز الصناعات التقليدية المغربية في أبهى صورة. ويقدم الحرفيون المشاركون في المهرجان لمحة عن الصناعة التقليدية التي يحتفى بها دائماً في المملكة، ويضم الجناح الذي تتجاوز مساحته 1400 متر مربع، 28 محلا لأهم الحرف اليدوية التي يتميز بها التراث المغربي الأصيل الذي لا يزال يحافظ على صورته المضيئة على مر العصور، واستطاع الاندماج مع الفضاء العصري المفتوح، بل يحظى بشهرة عالمية، مثل: النحاسيات والجلود، وصياغة المجوهرات، الخياطة التقليدية كالقفطان المغربي، والنسيج والزرابي، والعطارة، والفخار، والصناعة الخشبية، وزيت أركان، إلى جانب 5 مطابخ، وفرقتين موسيقيتين، وغيرها من الحرف المتوارثة عن الأجداد، وحافظ على استمراريتها الأبناء، وما زالت تحظى بإقبال كبير من هذا الجيل. ومن الحرف التي تشهد إقبالا كبيرا في الجناح المغربي مشاركة الصانع إدريس الساخي من مدينة فاس، الذي يقدم يوميا طيلة مدة المهرجان عرضا حيا أمام الزوار، ويعمل على نقش الفضيات والنحاسيات بطريقة إبداعية تتطلب جهدا ذهنيا وتركيزا ودقة متناهية.. الساخي الحائز جائزة إبداعية في مجال عمله عن آنية لتقديم الحلويات بتقديم مبتكر دون الخروج عن الأصالة، من سلطنة عمان من ضمن 30 مشاركة، لفت إلى أن سر الإتقان والإبداع يكمن في عشق الحب وحبه والتفاني في خدمته. ويعمل الساخي الملقب بـ «عم إدريس» بآلات بسيطة على مواد خام ليصنع منها تحفا فنية، بنقوش هندسية مختلفة مستمدة من الحضارة الإسلامية، حيث جلس بلباسه التقليدي يعتمر طربوشا أحمر، وأمامه طاولة صغيرة يطلق عليها «القرطة»، بينما يمسك في يده آلات بسيطة منها الدابد ومقطع الزواق والمطرقة ينقر على بعض القطع الفضية أو النحاسية بمهارة متناهية، يشكل تحفا فنية. الساخي الذي لا يعرف الكتابة أو القراءة وتعلم هذه الحرفة منذ كان صغيراً، لا يتجاوز عمره 7 سنوات، يذكر أنه تعلم النقش على النحاسيات والفضيات، منذ كان طفلا، لافتا إلى أنه ينحدر من أسرة تمتهن الحرف اليدوية، وتشرب هذه الحرفة التي أبدع فيها ولا يتخيل نفسه في حرفة أخرى، وأوضح الساخي أن هذه الحرفة التي تتطلب الجهد والإتقان تتطلب أيضا مهارة عالية إلى جانب أهمية تعلمها في سن صغير، موضحا أنها تتطلب الصبر والحب في الوقت نفسه. وقال: أعمل على تشكيل ونقش الأطباق والصواني وأدوات الشاي العريقة وقطع الديكورات والمجسمات والمرشات، وكل ما هو نحاس أو فضة يمكن أن أعمل عليه، وهذه الحرفة هي يدوية 100?، وهذه الصناعات والأدوات التي تعكس نمط وفن عيش المجتمع المغربي، لا يكاد يخو منها بيت في المملكة، ورغم أن المدنية تكتسح العالم، بحيث تعد ضرورة من ضرورات تجهيز العروس، ومن الهدايا المهمة لأي بيت جديد، خاصة أن المرأة المغربية تهتم بشكل ملفت بطرق الضيافة وتقديم المائدة، والتي تتمثل على الخصوص في صواني وعدة الشاي «الفنايق» والمرشات والمباخر، كما أصبحت اليوم تعرف تحديثا لمواكب عالم الديكور الداخلي، لكن دون الإخلال بطابعها الأصلي، وعلى سبيل المثال كانت في السابق أطباق الخبز والحلويات الفضية، تم تطويرها اليوم لتحمل جهاز وهدايا العروسة في موكب بهيج، كما أدخلت إبداعات على صواني الشاي وأدوات الضيافة التي يقدم فيها الخراف المشوية، وغيرها الكثير، ومن يزور مدينة فاس أو مراكش فإنه يقف على أهمية هذا النقش للمجتمع المغربي، حيث يزهر في كل مكان خاصة في الأسواق القديمة. أسماء للذاكرة وقال إن هناك العديد من الأسماء التي تطلق مثلا على الآنية التي يجهز بها الشاي«البراد» التي تختلف أحجامه وأشكاله وأنواعه من الفضي إلى الذهبي والتي يجهلها أغلب الناس وهي:«الفرس، التقليدي، رامة، الملكي، المايسترو وهي لغة خاصة بالصناع والحرفيين على الخصوص، وعن طريقة صيانة الآنية الفضية أو النحاسية التي يسود لونها مع مرور الوقت أشار الساخ، أن الاستعمال المتكرر لهذه الأواني لا يعرضها للتلف، وتبقى محتفظة بلونها البراق. صناعة يدوية تبدعها أنامل النساء السجاد.. لوحات تعكس التنوع الحضاري والثقافي أبوظبي (الاتحاد) في الجناح المغربي ومن جهة اليمين، تقف الزربية الرباطية بشموخها وألوانها الزاهية تبهج الزوار تعكس خصائص نوعية محددة سلفاً ضمن المواصفات المقررة وتقنيات الاستعمال، حيث تم اعتماد نحو 150 معياراً بالنسبة لمنتوجات النسيج والخزف والحلي والجلد والنحاسيات، في المملكة المغربية، والتي يشارك جانب مهم منها في هذا الجناح الذي أبرز العديد من الفنون، منها حرفة السجاد بمختلف أنواعه التي تنحدر من مختلف المدن المغربية وتعكس ذلك الثراء والغنى ووفرة المنتوج، وهذه الميزات كلها تجعل المغرب أرضاً بها من التنوع ما يصعب حصره. وتشهد الزربية المغربية « السجاد» إقبالا كبيراً، خاصة أنها تتميز بأشكالها المختلفة ونقوشها الهندسية وألوانها التي تعكس ميزة السجاد والمدينة أو القرية التي تنحدر منها، فهناك الزربية الرباطية، والخنيفرية، والزمورية والخميسية والأمازيغية، وغيرها كثير، كما تتميز الزربية المغربية الأصيلة المصنوعة يدوياً بجودتها العالية، حيث تستجيب لمعايير الجودة لمنتوجات النسيج، خاصة أنه لا يستعمل فيها إلا الصوف المعقم والألوان الطبيعية، والخامات المضادة للبكتيريا والحرير ناهيك عن جمالها. زرابي معقمة وقالت أمل الصغيوري من مدينة سلا إن مشاركتها في مهرجان زايد التراثي أثرت تجربتها، مؤكدة أن منتوج النسيج في جناحها شهد إقبالا كبيراً، لافتة إلى أن الكثيرين من الزوار يقفون ويستفسرون عن هذا التنوع في المنتوج وهذه الألوان والأشكال الهندسية وكيفية صنعها بطريقة رائعة. وأشارت إلى أن الزربية ( السجادة) الرباطية وهي الزربية التقليدية التي تنسب إلى مكان صنعها في العاصمة الرباط، تتميز بصنعها يدوياً من صوف الخروف، التي تغسل بماء البحر ويستعمل مواد طبيعية لغسلها مثل» نبتة» تيغشت» وتصبغ بمواد طبيعية أيضاً، ويعتبر اللون الأحمر هو لون الزربية الرباطية، ويمكن صناعة هذه السجادة بقياسات مختلفة بما يتناسب مع مساحة الصالون التقليدي، وما يميز الزربية الرباطية بالإضافة إلى جودتها ولونها نقوشها التقليدية وأشكالها الهندسية، كما تتميز بالإطار والقبة في الوسط، وأضافت:» أصبحنا ندخل بعض الزخارف المستوحاة من الصناعة التقليدية وخاصة من الزليج المغربي التقليدي، وتحمل الزربية الرباطية ورقة كرتونية تلصق خلف السجادة تحمل جميع المواصفات. جودة المنتج وقالت الصغيوري إن قيمة هذا النوع من الزرابي تظل دائماً في المقدمة رغم انتشار وتسويق زرابي مصنوعة بالآلات الحديثة، مؤكدة أن الزربية الرباطية من أشهر الزرابي التي تنتجها اليد العاملة المغربية، وهي صناعة خاصة بالنساء، موضحة أن هناك زرابي مصنعة زهيدة الثمن، ما يعني أن هناك اختلافاً كبيراً من حيث جودة المنتوج ومن حيث المواد الأولية المعتمدة وأيضاً الأشكال والرسومات التي تميز الزربية التقليدية الرباطية المستدامة والتي كلما تقادمت على سعرها عن غيرها. وأضافت أن النساء المتخصصات في صنع الزرابي الرباطية أو «المعلمات» يتفنن في مزج الألوان واختيار الأشكال الهندسية ووضع المخططات التي تنفذه غالباً فتيات يعلمن على أيدي الصانعات البارعات، مشيرة أن الزربية الرباطية تناسب جميع ألوان الصالونات، وتحظى باهتمام كبير من طرف المغاربة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©