هجر القرآن

-- متى يكون المسلم هاجراً للقرآن؟ - أجاب عن هذا السؤال المركز الرسمي للإفتاء قائلاً: إن المسلم لا ينبغي له أن يهجر كتاب ربه، فهو حبل الله الموصول من السماء إلى الأرض، وإن ترك تلاوته وعدم تدبره هجر له، وترك العمل به بمخالفة ما فيه من الأوامر والنواهي هجر له، وقد قال تبارك وتعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30]، يقول سيد طنطاوي رحمه الله في تفسيره معلقاً على الآية: (وقد اشتملت هذه الآية الكريمة على التخويف العظيم لمن يهجر القرآن الكريم، فلم يحفظه أو لم يحفظ شيئاً منه، ولم يعمل بما فيه من حلال وحرام، وأوامر ونواه). ولعلك أخي السائل، تسأل هنا عن الهجر المتعلق بالتلاوة، وهذا الهجر يكون بالإعراض عن المصحف وعدم القراءة فيه من حين لآخر وكلما طالت المدة تحقق الهجر. وقد وردت روايات عن بعض أهل العلم في أكثر مدة يختم فيها القرآن، فروى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه قال: من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدى حقه لأن النبي صلى الله عليه وسلم عرض على جبريل في السنة التي قبض فيها مرتين، ولعل هذا في حق غير الحفاظ الذين ينبغي أن يختموا في فترة أقل من ذلك بكثير بدليل ما نص عليه الإمام أحمد من كراهة تأخير ختم القرآن أكثر من أربعين يوماً بلا عذر؛ لأن عبد الله بن عمرو: سأل النبي صلى الله عليه وسلم، في كم تختم القرآن؟ قال في أربعين يوماً، ومع ذلك إذا كان المانع من الإكثار من تلاوة القرآن مشاغل تتعلق بالعمل والسعي في شؤون العيال، فلا يعد المتلبس بهذا العذر هاجراً للقرآن أو معرضاً عنه، والله أعلم. طاعة الوالدين وأحكام الحضانة -- نحن ثلاث بنات، أمنا متوفاة منذ أن كنا صغاراً، وأخذتنا خالتي وربتنا أحسن تربية، وأبي موجود ولكنه لا يسأل عنا ولا يهتم لأمرنا، وعلى الرغم من ذلك نحترمه ولا نعصيه، ولكن في الوقت الحالي يريد أن يعمل لنا مشاكل ويأخذنا عن طريق المحكمة.. أنا أحب أبي كثيراً، ولكن خالتي تعودت عليها هي مثل أمي وأكثر أرجوكم ما رأي الشرع في مشكلتي؟ - أجاب عن هذا السؤال المركز الرسمي للإفتاء قائلاً: إن بر الوالدين من أكبر الطاعات وأعظمها عند الله تعالى، وقد قرنها الله بتوحيده وعبادته لقوله تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} [الإسراء:21]. وان طاعة الوالدين واجبة ما لم يأمراً بمعصية أو قطيعة رحم أو طلباً أمراً لايستطاع عرفاً، وهناك ضوابط لطاعة الوالدين ذكرها العلماء. وأما بالنسبة لأحقية الحضانة وقضاياها، فهذه من اختصاص المحاكم الشرعية، فهم جهات اختصاص تقوم على العدل بين الناس وإعطاء ذي حق حقه. عودة جزيرة العرب مروجاً -- قول صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً”، كيف ستعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً وهل هذا الحديث صحيــح؟ - أجاب عن هذا السؤال المركز الرسمي للافتاء قائلا: ان الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لاتقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً”. والمروج جمع مرج، وهو الأرض ذات الكلأ ترعى فيها الدواب، والأنهار معروفة، ومعنى الحديث: أن الخير سيعم، وأن العرب سيشتغلون بغراسة الأرض وعمارتها، وإجراء مياهها، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: “حتى تعود” دليل على أنها كانت كذلك، وهذا ما تثبته الدراسات العلمية الحديثة أن جزيرة العرب تشتمل على بحيرات مائية كثيرة، وأنها في آخر الزمان سوف تعلو على سطح الأرض فتعود كما كانت، والله أعلم.