البساطة محور شغل المساحات الداخلية وأساس البيت الأنيق

أحجار، ورق جدران، أخشاب، أعمال جبس، خامات متنوعة تعتبر أدوات المصمم الداخلي الذي يحاول أن يوظفها بطريقة فنية مدروسة لعلاج المساحات الداخلية، والإسهام في جعل الفراغ مريحا وهادئا، ومميزا بتحقيق جملة من مبادئ وأسس النظام الداخلي المثالي في التعاطي مع بعض المعلومات وآراء الأفراد، التي تعد نقطة البحث والخطوط العريضة للمشروع الذي يرتكز عليها المصمم الداخلي التي لابد من وضعها في الاعتبار حتى يجد المرء نتائجها واضحة في الفراغات الداخلية، وهي ستنعكس بلا شك على صاحب المشروع بشكل صحي ومثالي. تشير المصممة فريدة العوضي إلى أن التصميم هو فن يقوم على معالجة الفراغ وتهيئة مساحته وكافة أبعاده من حوائط وأسقف على نحو جمالي يساعد على القيام بالمهام الوظيفية داخل المبنى، فلابد أن يتوفر في المكان عنصران أساسيان هما الأناقة التي لا تخرج عن النطاق الوظيفي أو المهام التي لابد أن يستوعبها هذا الفراغ. فينبغي على المصمم الداخلي أن يضع المخطط أو الصورة التي تعتبر روح الابتكار وجوهر العمل وملامح المكان، الذي لا بد أن يوضع بناء على معطيات البناء المعماري، وطبيعة البناء ونوع النشاط المقام فيه وحجمه، وان يكون المصمم الداخلي ملما بأدق التفاصيل حول أي بناء حتى يستطيع أن يوظف مفردات البيئة بحيث يمنحها طابعا وتكوينا ومدلولا معينا، وهذا يتطلب من المصمم أن يكون على دراية تامة بمفردات الخامات وماهيتها وكيفية استخدامها وتوظيفها في المكان الملائم لها. فالتصميم لا يتم بصورة عشوائية كما نشاهده عند أغلب هواة التصميم الذين لا يعون معنى المصمم الداخلي بقدر ما يرون أن التصميم مجرد ألوان جميلة توزع في مكان معين وبطريقة مرتبة، وهذا الأمر مغلوط فيه، فهذا الفن أساسا ينطوي عليه دور أعظم من ذلك من خلال تهيئة المكان بطريقة مدروسة يجد فيه المرء محطته للراحة والاستقرار بعيدا عن صخب العالم الخارجي ومؤثراته، فيجد أن محيطه يعكس ذاته وهويته الشخصية فما أن يطأ عتبة الفراغ الذي عولج ليتلاءم مع مهامه حتى نجده تلاحما تاما وانسجاما مع مفردات الفراغ حيث نجد آثارها الإيجابية على نفسيته فنجد ترجمة ذلك على سلوكه وأسلوبه، وإنتاجيته في نهاية الأمر، فهذا الدور هام جدا في دراسة أوجه المشروع قبل الشروع في التصميم. وهذا ما لا نجده عند الهواة أو من يدعون انهم مصممو ديكور داخلي. أساسيات التصميم وتضيف العوضي: هناك أساسيات هامة في بناء تصميم داخلي ناجح منها الوحدة والمقاييس والتناسب والتناغم بين مفردات المكان التي يجب أن يقوم بها مهندس الديكور من خلال أخذ مقاييس المكان وتوزيع فكرة المشروع بمخطط هندسي مدروس، وأنا اتبع نظام المدرسة الاميركية في التصميم الداخلي والقائم على دراسة الفراغ بمساحاته وجدرانه وزواياه وبشكل دقيق جدا فلا يتم ترك أي جزء في الفراغ دون ان نتطرق له في مخطط التصميم، فيجب أن يكون هناك نوع من الانسجام والتناغم مع كافة عناصر الفراغ كوحدة واحدة متكاملة. وترى العوضي قائلة: قبل الشروع في التخطيط ووضع هيكل أي تصميم لابد من الإفصاح عن جملة من التساؤلات التي يطرحها المصمم الداخلي على المرء حول ماهية المشروع وحيثياته حتى تكون الأمور واضحة وجلية له، ليبني على أساسه صرح المشروع. أي كان طبيعة المشروع، مشروع سكني أو تجاري نجد كلا له أسسه ومتطلباته في عالم التصميم الداخلي، فلو اطلعنا على المنزل لوجدنا أن فراغاته الداخلية متشابهة في كثير من المنازل كغرف نوم صالة غرف طعام إلى أخره من الاحتياجات، ولكن كل فرد له طريقته وأسلوبه في الحياة، مثلا نجد بعض السيدات يفضلن الطهي وهن يراقبن أطفالهم، فالمطبخ لابد ان يكون مفتوحا أو أن يقع بالقرب من فراغات المنزل الداخلية حتى تستطيع الأم مراقبة حركة أطفالها ومتابعتهم. المطبخ تتابع فريدة شارحة تصميم المطبخ: بعض النساء يفضلن أن يكون المطبخ جزءا من الملحق خارج الفيلا، حتى تكون الفراغات الداخلية بمعزل عن رائحة الطبخ، في وقت تشير الدراسات أن رائحة الطبيخ تفتح الشهية، ونحن بحاجة أن نحبب أطفالنا بالوجبات الصحية والابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات السريعة الضارة، فوجود المطبخ بالقرب من صالة المعيشة سيعالج بعض المشكلات التي قد تعاني منها بعض الأسر، وأيضا إطلالة جزء من المنزل كصالة المعيشة على سبيل المثال على حديقة غناء، والتمتع ببهاء هذا المنظر البديع الذي بلاشك سوف يكون تأثيره إيجابيا على الأسرة، والتقليل من الحوائط الإسمنتية الجامدة التي تجعلنا في إطار من الرتابة والضيق فلابد من إعادة توجيه البيئة المحيطة بنا وفق نمط تصميمي يحقق نوعا من الراحة والهدوء. وكل أسرة لها متطلباتها الحياتية التي لابد أن تصب في طبيعة وشكل التصميم التي تنسجم مع تطلعات الأسرة، حتى تقوم أفرادها بمهامها اليومية بكل سهولة وراحة. الشركات وتضيف العوضي قائلة: وهذا أيضا ينطبق على الشركات والمكاتب فلابد من معرفة طبيعة الشركة ومهاما وحجم موظفيها ومدى تواصل وترابط في نمط وطبيعة الحركة العملية من خلال تبادل اوراق وخلافه من الأمور التي تتطلب ان يكون الموظفون بالقرب من بعضهم البعض، وايضا علاقتهم مع الزوار، هل هناك تواصل مباشر معهم ام لا، وايضا مدى رغبة صاحب العمل في ان يقوم بتوسعة مستقبلية في مساحة المكان كزيادة عدد الموظفين، كل هذه الأمور لابد من وضعها في الاعتبار حتى يتم وضع مخطط جيد، يسير وفق احتياجات المرء بطريقة مرنة وسلسة وسريعة، فلا يسبب أي ربكة وعرقلة في خطوات وسير العمل. ودائما ما أوكد على ضرورة أن يفصح المرء عن رغباته واحتياجاته في طبيعة المكان أو الفراغ الذي سيكون جزءا منه، حتى نستطيع ان نضع النقاط على الحروف ونصل إلى الفكرة التي تدور في خلج المرء، ونحقق له الصورة التي يتطلع لها. تصميم الشركات تحدثنا العوضي عن بعض المشاريع التي تم تنفيذها قائلة: مشروع لشركة استثمارية يعد من أحب المشاريع لنفسي كونه يتمتع بالبساطة والفخامة والراحة، وأجواؤه الهادئة التي تفرض وجودا في المكان فيه، كشركة استثمارية حيث تم تقسيم المشروع إلى قسمين، قسم معني لرؤساء القأسام والموظفين تم تخصيصه في الجزء الخلفي والقسم الاخر الامامي تم توظيفه لاستقبال الزوار. فأجواء الفخامة راسية على المدخل المتسع الذي تم كسره من خلال تنوع الارضيات والاثاث الذي جاء على شكل منحنى، تم تخصيصه للزوار في حين جزء من المكان تم استغلاله لوضع مجسمات للمشاريع فيمكن أن ينتقل الزائر في المكان الذي يطغى عليه انسيابية الحركة، وهناك دمج واضح في عدد من الخامات التي تم وضعه في المدخل، فمن خلال الارضيات نجد الرخام الذي يخلق نوعا من الحيوية والفخامة في المكان وتم تزيينه بقطع من الرخام الغامق لتزين المكان وكسر اللون الهادئ الذي نجده على اجزاء منه المدخل، إلى جانب الباركيت الذي أخذ حيز من ارضية المدخل مما منح المكان قدرا من التنوع والثراء، ونظرا لكون الجدران تنطق بالنعومة، في تفاصيله الذي يطغى عليه اللون الموحد، فهو ثري بخاماته المتنوعة، فمنه الحجر، وورق الجدران، والجبس والخشب. وقد امتنعنا عن تشكيل السقف بنفس حركة الأرضية نظرا لانخفاض السقف، وايضا لخلق نوع من التوازن في المكان، فصممنا دوائر جبسية في الأسقف لخلق إيحاء بالحركة، وقد حرصنا على وجود عوازل الصوت لمنع انتقال الصوت بين الجدران. كما وضعنا في زاوية من المدخل بعض نبات الزينة الداخلية كحديقة مصغرة تخلق مفهوم الحياة في المكان. وضع التصور تؤكد فريدة: نحن نضع الفكرة ونسير بخطوات واضحة ومدروسة، جنبا إلى جنب مع صاحب المشروع الذي يمكن أن يغير بعض الخطوات التي يجدها قد لا تروق له، فهدفنا يصب في نهاية الأمر في إيجاد الحلول الملائمة للمساحات الداخلية، فلابد من وجود عنصر الثقة بين الزبون والمصمم الداخلي ولابد أن لا ينجرف المرء خلف صورة شاهدها من مصمم اقرب ما يكون إلى فني كمبيوتر متمرس على برامج التصميم، ويجهل حيثيات التنفيذ، مما تكون النتيجة غير مرضية للمرء، عدى عن استنزاف الأموال والوقت.