الجيش اللبناني ينتشر في طرابلس ويهدد باستخدام القوة

بدأت وحدات الجيش اللبناني الانتشار في منطقة جبل محسن في مدينة طرابلس شمال لبنان لاحتواء اشتباكات دامية وقعت بين هذا الحي ومنطقة باب التبانة وخلفت أربعة قتلى و75 جريحا · وقال مصدر عسكري إن الجيش طلب من الأطراف كافة الالتزام بوقف إطلاق النار· وهدد الجيش اللبناني الطرفين المتقاتلين بالرد على النيران أيا كان مصدرها· وحسب مصدر أمني فإن قوات الأمن الداخلي تلقت تعليمات بتكثيف دورياتها، وتوقيف كل من يتعدى على الأمن العام، ''حتى لو اقتضى الأمر اللجوء إلى القوة''· ورغم اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بعد الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي تواصلت الاشتباكات المتقطعة مساء أمس الاول بين حيي باب التبانة الذي تسكنه أغلبية سنية، وجبل محسن الذي تسكنه أغلبية علوية· وعزز الجيش انتشاره في مناطق الاشتباكات واتخذ مواقع له على أسطح البنايات العالية ، ولاسيما في المنطقة الفاصلة بينهما، وسيرت دوريات مكثفة في الطرقات في حين اختفت المظاهر المسلحة وتوقف إطلاق النار وساد الهدوء الذي خرقه في فترة قبل الظهر رصاص القنص· ووفقا لضباط الجيش فإن أغلب القوات تم استهدافها بنيران القناصة القادمة من منطقة بعل محسن· وقالت مصادر طبية في طرابلس إن أغلب المصابين كانوا ضحايا لنيران القناصة· وكان من ضمن المصابين خمسة جنود في الجيش اللبناني· وأكد أغلب الأشخاص في المناطق التي يسودها التوتر على أن نيران القناصة تستهدف الجميع ودعوا الجيش للتدخل مستخدما كل القوة· ومازال مسلحون ملثمون في مواقعهم في بعض الحواري في عمق المناطق المتوترة فيما بدأ الجيش عملية الانتشار· وأصدرت قيادة الجيش بياناً أعلنت فيه انه تتويجاً لتوافق المرجعيات الروحية والسياسية في مدينة طرابلس على وجوب وضع حد فوري للاخلال بأمن المواطنين وسلامتهم وعدم تغطية اي فريق يبادر الى استخدام السلاح، ومنعاً لتمادي العناصر المندسة في تعكير الاجواء، قامت بتعزيز وحداتها المنتشرة في اماكن التوتر وتواجه بحزم وقوة الطرف البادئ باطلاق النار· ودعت كافة الاطراف الى ضبط النفس وعدم الرد على مصادر النيران وترك معالجة الامر على عاتق القوى العسكرية· وذكرت مصادر أمنية لـ''الاتحاد'' أنه على اثر اتفاق رئيس تيار ''المستقبل'' النائب سعد الحريري مع قائد الجيش بالانابة اللواء شوقي المصري على دخول الجيش الى مناطق الاشتباكات والعمل على وقف النار فوراً، أصدر قائد المنطقة العسكرية في شمال لبنان العميد عبد الحميد درويش اوامره الى العسكريين في منطقة الاشتباكات للتعامل بحزم مع المسلحين، بحيث يتم اطلاق النار غنذاراً في المرة الاولى ثم التصويب من غير القتل في المرة الثانية، وفي المرة الثالثة يكون التصويب مباشرة على مصدر النيران·من جهته، وجه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط نداءً دعا فيه اهالي طرابلس وفعالياتها للتحلي بالصبر والهدوء وعدم الانجرار وراء احداث تدفع نحو السقوط في فخ الاقتتال المذهبي والطائفي المقيت الذي لا يجر سوى الويلات· وفي بيروت أشعل سكان محليون في منطقتي قصقاص والطريق الجديدة النيران في الإطارات المطاطية من أجل عرقلة حركة المرور في احتجاج على ضرب اثنين من حركة أمل لعضوين من حركة تيار المستقبل التي يقودها زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري· وفي بلدة تعلبايا في البقاع في شرق لبنان جرح اثنان في اشتباك دام لفترة قصيرة بين مسلحي ''حزب الله'' وأعضاء من حركة تيار المستقبل· واحتوت وحدات الجيش أعمال العنف في البقاع وبيروت لكن التوتر مازال شديدا· وأجرى جنبلاط اتصالاً برئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي، وأكدا على خطورة الاحداث التي تجري في طرابلس وتداعياتها على المستوى السياسي والامني في لبنان، وشددا على ضرورة امساك القوى الامنية بزمام الامور لان لا حل خارج اطار الدولة