الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تشينوا أتشيبي أسس للرواية الأفريقية الحديثة

تشينوا أتشيبي أسس للرواية الأفريقية الحديثة
24 مارس 2013 23:24
مريم جمعة فرج (دبي)- ودع العالم يوم الجمعة الماضي، الأديب العالمي الإفريقي تشينوا أتشيبي عن 82 عاماً. وكان أتشيبي قد توفي في أحد مستشفيات الولايات المتحدة، بعد معاناة طويلة مع المرض. ونعت الأوساط الثقافية العالمية أتشيبي، الأب المؤسس للرواية الأفريقية الحديثة، وأحد أهم رواد الحركة الثقافية والأدبية الإفريقية والنيجيرية المعاصرة. وهو روائي وشاعر وقاص وكاتب وناقد وأكاديمي. ويعرف عنه إلى جانب شهرته الواسعة، تأثيره الواضح في قرائه في القارة الإفريقية، حيث يصفه الزعيم الجنوب إفريقي «نيلسون مانديلا» بقوله «إن قراءة أعمال أتشيبي لوحدها، كافية لتحطيم جدران المعتقلات». الضمير الأفريقي كما أعربت الأديبة العالمية «نادين غورديمير» عن حزنها لرحيله، في مقالها الأخير المنشور في الصفحة الثقافية بصحيفة «الجاردين» البريطانية مؤكدة أن «رواية أتشيبي الأولى «الأشياء تتداعى» التي تقتبس عنوانها من المقولة اليائسة المعبرة عن الانهيار، للشاعر الأيرلندي «وليام بتلر ييتس»، ما هي إلا تجسيد لما كان ينتظر له أن يحدث في نيجيريا مع نهاية الوجود الاستعماري، وما يعقبها من مخلفات الإمبريالية على المجتمعات قاطبة. كما أنها الإبداع الذي وضع حجر الأساس للأدب الإفريقي الحديث، والخطوة الافتتاحية الأولى للاكتشاف والغوص في أعماق الضمير الإفريقي، باستخدام أدوات تعبيرية تقليدية إضافة إلى تلك المستقاة من الثقافة الاستعمارية التي كان يراها ملائمة، ومن اللغة الإنجليزية على وجه التحديد». «الأشياء تتداعى» نشرت هذه الرواية سنة 1958، ومن وجهة نظر نقدية، فهي لا يمكن اعتبارها فقط تحديا، لما كانت تقدمه الرواية الأوروبية في تجسيدها للإنسان الإفريقي، ولكنها كانت التحدي الحقيقي للشكل والوظيفة التقليدية للرواية. وعلى نحو أدق فإن رواية «الأشياء تتداعى» عمل مهجن، يخرج من حيث أسلوبه عن إطار المألوف، بمزاوجته بين اللغتين الشفاهية والكتابية. يضاف إلى ذلك أنه يعمل على تطويع اللغة الإنجليزية نفسها بجعلها قادرة على استيعاب لغته المحلية، لغة الإيجبو، وما تحتويه من مفاهيم وتعابير. والواقع أن هذا هو ما وضع نموذجاً، أمكن لغيره من الروائيين من داخل القارة الإفريقية ومن خارجها الاقتداء به، بوصفه إبداعاً معاصراً. أما مضمونها فيناقش قصة الاستعمار البريطاني من وجهة نظر إفريقية. وفيها يصور التحدي الذي يواجهه بطله الرجل العصامي القوي، وهو يرى التداعي الذي يفرضه زحف الحضارة الغربية نحوهم. والمضمون ذاته تناقشه روايته الثانية «لم يعد مطمئنا « 1960. الكتابة ومحاربة الفساد ورغم أن أتشيبي عايش ظروف الحروب الأهلية في بلاده نيجيريا، ووجه انتقاداً لاذعاً للحكومات المتتابعة وفشلها في إدارة البلاد. ونشر في هذا الصدد كتابه الشهير «مشكلة نيجيريا» 1983 وعددا من المؤلفات التي تعبر عن اهتماماته السياسية، إلا أنه كان يؤمن بإعطاء الكتابة مساحة أكبر، لكي تلعب دورها في محاربة الفساد. وحسب نادين غورديمير فقد أملى على نفسه عقيدة الروائي الفرنسي « البير كامو» الشهيرة التي يُقتبس منها، عندما أشعر بأنني لست أكثر من كاتب فسأتوقف، لأكتب. وتضمنت أعماله بين عامي 1958و1987 العديد من الروايات والمجموعات القصصية والمقالات و المذكرات من أهمها، رواية «سهم الرب»1964، «رجل الشعب» 1966 وهي سخرية لاذعة تجاه الفساد السياسي أعقبها انقلاب عسكري أطاح بالحكومة آنذاك، «كثبان النمل في السافانا»1987، مجموعة « حذار يا شقيق الروح» الشعرية 1971، مجموعة « فتيات في زمن الحرب وقصص أخرى» 1972. في عام1990 تعرض لحادث سيارة في نيجيريا أصابه بالشلل النصفي، وانتقل للعيش في أمريكا، مستأنفا عمله الأكاديمي والإبداعي. وصدرت له مجموعة مقالات « الوطن والمنفى» 1998، « تعليم صبي في محمية بريطانية»2004، كتاب السيرة الذاتية « كان هناك وطن»2012. لكن يظل الأجمل فيما قاله اتشيبي وجاء على لسان غورديمير في سؤالها له « من هو القارئ الذي تكتب له أعمالك»؟ فكانت إجابته السريعة الغاضبة « نكتب لكل من سيقرأ أعمالنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©