شركات مصنعة للإلكترونيات تتدافع لتطوير المنتجات الخضراء

درج المستهلكون في هذه الأيام عند دخولهم إلى أي من محال بيع الأجهزة الالكترونية على السؤال أولاً عن مقدار ما تستهلكه الثلاجة أو الغسالة أو جهاز اللاب توب من الكهرباء· وكما يقول كيم دونغ هان المستخدم في محل هاي مارت لبيع الأجهزة الالكترونية بالتجزئة في كوريا الجنوبية ''لم تكن مسألة ترشيد الطاقة ضمن اهتمامات المستهلكين حتى العام الماضي، ولكن في هذا العام فإن كل تسعة من عشرة أشخاص أصبحوا يسألون منذ اللحظة الأولى عما إذا كان المنتج سوف يساعدهم على توفير المال''· ففي ظل مراوحة أسعار النفط حول 145 دولاراً للبرميل والقفزات الهائلة التي سجلتها تكاليف الكهرباء يبدو أن المستهلكين أصبحوا مسكونين بمسألة خفض فواتيرهم للطاقة· أما الشركات المصنعة للالكترونيات فقد أضحت ناشطة في تطوير المنتجات المرشدة للطاقة وبيعها للمستهلكين بحيث تتمكن من اقتناص بعض الفوائد في هذا المناخ الاقتصادي العالمي الملبد بالغيوم· وابتداءً بالغسالات الكهربائية التي تستخدم البخار بدلاً من المياه الساخنة ومروراً بالثلاجات التي تعمل بأجهزة الضغط الأقل استخداماً للطاقة وحتى أجهزة الكمبيوتر ذات الشاشات الأقل حاجة للكهرباء يبدو أن الشركات المصنعة للإليكترونيات اندفعت بكل همة ونشاط في تطوير المنتجات المرشدة للطاقة وبدأت تكثف من جهودها في توسعة خطوط انتاج السلع التي تم طرحها أصلاً في الأسواق والتي تستهلك كميات من الكهرباء أقل مما تستخدمه العلامات التجارية المنافسة· ويقول بارك يو جين (32 عاماً) والذي يعمل في مجال العقارات في سيؤول: ''لقد ازدادت فاتورتي للكهرباء إلى أكثر من ضعفها في هذا الصيف بسبب تشغيل أجهزة تكييف الهواء وأصبح يتعين علينا غسيل المزيد من الملابس نسبة لتواجد الأطفال في المنزل لذا لقد أصبحت الفاتورة تتجاوز مبلغ 170 ألف وون أو 162 دولاراً في الشهر''· ويُشار إلى أن العديد من المستهلكين من أمثال بارك أصبحوا يفضلون شراء الغسالات الكهربائية التي يتم تحميلها بالملابس من الواجهة الأمامية والتي تستخدم الجاذبية من أجل تحريك المياه بدلاً من وسائل الخض والمزج كما في الموديلات التي يتم تحميلها من أعلى· والآن فهنالك غسالات جديدة من انتاج شركتي ال جي وويرل بول توفر خيار استخدام البخار عوضاً عن المياه الساخنة بحيث تقلل استهلاك المياه والطاقة بأكثر من 70 في المائة مقارنة ببعض الموديلات التي يتم تحميلها من أعلى· وكما يقول كيم يونغ المتحدث الرسمي لشركة ال جي: ''لقد بدأنا في التحول تدريجياً نحو الغسالات التي يتم تحميلها من الأمام بحيث تباع في أميركا الشمالية بحلول نهاية هذا العام ونتوقع لها أن تحظى بشعبية جارفة نسبة لأنها تعمل بتكنولوجيا البخار''· ومن ضمن الثلاجات التي تستهلك 30 في المائة فقط من اجمالي الطاقة في منزل متوسط فقد استبدلت فيها وسائل الضغط التقليدية بالضاغطات الخطية التي تستهلك قدراً أقل بنسبة 40 في المائة من الطاقة وتصدر أصواتاً أقل· أما في صناعة الكمبيوترات فلطالما ظلت مسألة ترشيد الطاقة تحتل أولوية قصوى بسبب أن الأجهزة الكبيرة الحجم استمرت تمثل تحدياً لحياة البطارية· لذا فقد شرعت الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر مثل آبل ومجموعة لينوفو في استبدال الشاشات التي تُضاء بلمبات كاثود الفلورسنت بالشاشات التي تعمل بانبعاثات ضوء الديود والمعروفة اختصاراً باسم (LED)· إذ يقول جيف كيم المحلل في مؤسسة هايونداي للأوراق المالية: ''إن شاشات الـ سي دي توفر مقداراً يصل إلى 40 في المائة من الطاقة المستخدمة في اللمبات التقليدية الخلفية· وفي العام المقبل سوف تعمم هذه التكنولوجيا في جميع شاشات أجهزة مفكرة الكمبيوتر كما سينتشر استخدامها في شاشات أجهزة التلفزة ابتداءً من العام ·2010 على أن معظم هذه الأجهزة الجديدة المرشدة للطاقة تحمل أسعاراً باهظة في كثير من الأحيان بحيث تعكس تكلفة تطوير التكنولوجيات المتقدمة التي تعمل بها، وهو الأمر الذي يعوق سرعة تبنيها من قبل جموع المستهلكين· وعلى سبيل المثال فإن غسالة الكهرباء التي تعمل بالبخار من انتاج شركة ويرل بول تباع بسعر يتراوح ما بين 1300 و1500 دولار مقارنة بالغسالة التقليدية التي لا يتجاوز سعرها 700 دولار· ومع ذلك فإن المصنعين مازالوا يتحججون بأن التوفير الذي تحققه المنتجات الخضراء طول عمرها يمكن أن يعوض كثيراً السعر الذي تدفعه مقابل المُعدَّة· نقلاً عن انترناشونال تريبيون