الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساحل العاج: استدعاء «التدخل»

28 مارس 2011 21:14
بينما تزداد معارك الأسلحة والقذائف والهاون حدةً في عاصمة ساحل العاج أبيدجان، شرع بعض المسؤولين في عواصم بعيدة في انتقاء مصطلحات محملة بشحنة أكبر لوصف النزاع الدائر هناك: حرب أهلية، تطهير عرقي... إلخ. وبالنظر إلى أن ما يزيد عن 400 شخص قد ماتوا وقرابة 400 ألف فروا من البلاد منذ أن رفض الرئيس المنتهية ولايته لورانت جباجبو التنحي عن السلطة بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي، فإن النزاع بدأ يكتسب تشبيهات بما يحدث في ليبيا. وفي هذا الإطار، طلب الرئيس الشرعي الحسن واتارا من الأمم لمتحدة يوم الاثنين الماضي توفير "قوة شرعية" من أجل حماية المدنيين بعد أن قتل هجوم استُعملت فيه قذائف الهاون الأسبوع الماضي 25 شخصاً على الأقل. غير أن عدداً من المتخصصين في شؤون الأمن بغرب أفريقيا يرون أن ساحل العاج غير مستعد أو غير مهيأ لاستقبال حملة عسكرية دولية على شاكلة ما تشهده ليبيا حالياً. وفي هذا السياق، تقول "آن فروهوف"، المحللة بمنظمة أوراسيا لمراقبة الأخطار التي يوجد مقرها في نيويورك: "لا أعتقد أن تدخلاً على غرار ما يجري في ليبيا وارد في ساحل العاج على المدى القريب". والواقع أن ذلك كان يبدو ممكناً في يوم من الأيام. ففي فصل مبكر وأكثر جرأة من الصراع على السلطة في ساحل العاج، تعهدت كل الدول الخمس عشرة في الاتحاد الاقتصادي لغرب أفريقيا بالقيام بتدخل عسكري إذا كان ذلك هو ما يتطلبه الأمر من أجل خلع الرئيس المنتهية ولايته جباجبو من القصر الرئاسي الذي لم يغادره بعد. أما اليوم، وفي وقت يتجه فيه اثنان من أكثر بلدان التكتل تشدداً (حكومتا نيجيريا والسنغال) إلى الانتخابات، فقد بات مثل هذا التحرك السريع يبدو مستبعداً على نحو متزايد. وعلاوة على ذلك، فقد استبعدت وزارة الخارجية الأميركية الخيار العسكري. وفي هذا السياق، تقول فروهوف: "إن الولايات المتحدة تشعر بأن الأمر يتعلق هنا بمنطقة نفوذ فرنسية؛ وفرنسا تشعر بأن عليها أن تتوخى قدراً كبيراً من الحذر في التعاطي مع هذا الموضوع بسبب ماضيها وتركتها كقوة قمعية كولونيالية، وبسبب قدرة جباجبو على استغلال ذلك لصالحه"، مضيفة "إن الشعور على الميدان في أبيدجان في الوقت الراهن هو أن هذا سيتم البت فيه محلياً". والواقع أن محاولات الحسم بدأت منذ بعض الوقت. فخلال الأسبوع الماضي فقط، قام جنود "جباجبو" بقصف الأسواق وقاموا بتسليح الآلاف من المدنيين علانية. وإضافة إلى ذلك، فإن بعثة الأمم المتحدة هناك باتت تبدو عاجزة بشكل متزايد عن وقف أعمال العنف؛ حيث قام أنصار "جباجبو" بمنع تحرك الجنود التابعين لقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وأضرموا النيران في سياراتهم. ونتيجة لذلك، يضطر موظفو الأمم المتحدة حاليا للالتفاف على المدينة في سيارات غير معلَّمة. والواقع أن جباجبو نفسه يطالب برحيل الأمم المتحدة، بل إنه ذهب إلى حد التهديد ذات مرة بإسقاط طائرة تابعة للأمم المتحدة تطير فوق البلاد -في ما بات يبدو كمنطقة حظر للطيران عكسية- إذا جاز التعبير. وفي هذه الأثناء، تستمر أعمال القتل، وفي هذا السياق، تقول فروهوف: "إن الأمم المتحدة لا تعطي الانطباع بأنها موجودة على الميدان بالفعل، ذلك أنها غير قادرة على وقف الهجمات التي يتعرض لها المدنيون حتى في المنطقة المحاذية للمجمع الذي يأويهم"، مضيفة "وبالتالي، يمكن القول إنهم حقاً عالقون بين أمرين أحلاهما مر". درو هينشو - داكار ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©