الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرماد».. فتحت مبكراً ملف «العنف ضد المرأة»

«الرماد».. فتحت مبكراً ملف «العنف ضد المرأة»
21 يناير 2016 18:05
سعيد ياسين (القاهرة) «الرماد».. تمثيلية كويتية كان لها تأثير كبير على الجمهور بشكل عام والمرأة بشكل خاص، حيث طرحت مبكراً قضية العنف ضد المرأة. دارت الأحداث حول الفتاة «ليلى» التي تحلم مثل كل فتاة بحياة زوجية سعيدة، وتظل على هذا الأمل إلى أن تصدم بالواقع بعد فترة من زواجها، حيث تجد كل أحلامها تتحول إلى سراب، فتقف عاجزة عن فعل أي شيء، حيث يصل إهمال الزوج وعدم اهتمامه بها وبولديه إلى أقصى مدى، وتصبح الزوجة بمرور الوقت مطمعاً لأقرب الناس إليها، وذات مرة وأثناء دفاعها أمام محاولة ضربه إياها تدفعه، فيسقط وترتطم رأسه بطرف السرير ويموت، ويحكم عليها بالحبس عن تهمة القتل الخطأ ست سنوات، وتصرخ بعد الحكم صرخة تفقد النطق على أثرها. وكتبت فكرة السهرة الدرامية وقامت ببطولتها سعاد عبد الله أمام خالد النفيسي، وجاسم النبهان، وطيبة الفرج، وشارك فيها غانم الصالح كضيف شرف، وكانت أول عمل للوجه الجديد وقتها انتصار الشراح، وكتب السيناريو والحوار نادر خليفة وأخرجها فيصل الضاحي، ومثلت الكويت في مهرجان الخليج الثاني للأعمال الفنية عام 1982، وحصلت على المركز الأول والجائزة الذهبية. ويقول المؤلف والسيناريست نادر خليفة عن ذكرياته مع «الرماد»: أخبرتني ذات مرة سعاد عبدالله عن صديقة لها دخلت مستشفى الأمراض النفسية، نتيجة محاولتها قتل زوجها بعد تعرضها لمعاناة في حياتها الزوجية معه، ونقلت لي رغبتها في القيام بدور قاتلة مريضة نفسياً ومحتجزة في مستشفى الأمراض النفسية، واستحوذت الفكرة الواقعية على رأسي، وحولتها لعمل درامي لزوجة تصاب بخرس هيستيري بعد صدمتها النفسية، وتنقل للمستشفى، ومثلما بدأت السهرة وهي تصرخ عند الدخول، أنهيتها بسيدة أخرى تصرخ عند دخولها من دون أن نكشف السبب، وللتأكيد على أنه ليس كل من بداخل المستشفى مجانين أو مرضى، وأن من بالخارج أكثر جنوناً من الموجودين بالداخل. وأشار إلى أن سعاد تحمست كثيراً للشخصية، خصوصاً وأنها تحب الأدوار السيكولوجية الصعبة، حيث ظهرت في بداية الأحداث كزوجة مسالمة تتحمل تصرفات وطيش زوجها، ثم قاتلة، ثم مريضة صامتة، ومرت الشخصية بمراحل كثيرة تجعل الممثل يستمتع بأدائه، وأوضح أن التمثيلية ناقشت مبكراً قضية العنف ضد المرأة، حيث المجتمعات الذكورية، وخصوصاً في الوطن العربي، يمارس الرجال فيها العنف ضد المرأة ويعتبرون ذلك حقاً موروثاً، وكون الرجل يمتهن المرأة أي أنه يمتهن أمه، وطرحت قضية مفادها: كيف تكون المرأة فاقدة للكرامة وممتهنة، وتربي رجالاً لديهم كرامة؟ ولفت نادر خليفة إلى أن التمثيلية التي صورت في ستديو 800 داخل التليفزيون الكويتي الذي قام بإنتاجها، كانت أول تجربة في الدراما للمخرج فيصل الضاحي، زوج سعاد، وأنه كان مخرجاً موهوباً يعمل في المنوعات قبل أن يتصدى لإخراج السهرة ببراعة ومهارة جعلته يستمر في الدراما بعدها، خصوصاً وأنه ساعد على خروج الفكرة للواقع بشكل أثنى عليه الجميع، وأشاد بدور خالد النفيسي الذي جسد شخصية الزوج «صالح» الذي ينتمي إلى المتشددين في العلاقات الإنسانية ويعتبر قوته في السيطرة على البيت وزوجته، ولديه شيزوفرينيا، حيث يمارس حياته بحرية شديدة خارج البيت، وفي الداخل يمارس الضغط والعدوانية، ولا يعطي المرأة حق الرأي أو التفكير أو الحوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©