خبراء: انطلاق المترو يضاعف تنافسية اقتصاد دبي

أكد خبراء اقتصاديون أن مترو دبي سيسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي بعوائده الاستثمارية المباشرة المتمثلة في استغلال المساحات التجارية والإعلانية داخل محطاته ومرافقه المختلفة، فضلا العوائد غير المباشرة الناجمة عن دور المترو في توفير الوقت والجهد وقدرته على زيادة المزايا التنافسية على صعيد الجذب السياحي. وأشاروا إلى أن مترو دبي سيمثل وجهة سياحية جديدة للسياح العرب والأجانب، كما يوفر منفذاً جديداً لتنشيط حركة المبيعات في قطاع التجزئة من خلال مناطق التسوق والمحال المتواجدة في محطات ومرافق المترو المختلفة. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي دشن أمس الأول رسمياً في «مول الإمارات» تشغيل مترو دبي الذي بلغت كلفته الإجمالية 28 مليار درهم، وذلك وسط احتفالات ضخمة وحضور إعلامي متميز. وتم الانتهاء من تنفيذ 41 كيلومتراً من إجمالي طول الخط الأحمر البالغ 52 كيلومتراً، و10 محطات من أصل 29 في فترة زمنية قصيرة مقارنة بقطارات المترو في العالم. ويبلغ طول الرحلة 41 كيلومتراً، بين 10 محطات، بـ 44 قطاراً بزمن تقاطر 10 دقائق، وبطاقة استيعابية تقدر بنحو 3 آلاف و 858 راكباً في الساعة في كل اتجاه. ومن جانبه، أكد المهندس حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن إطلاق «مترو دبي» في موعده رسالةٌ لمجتمع الأعمال في دبي بأن الحكومة ماضيةٌ في الوفاء بالتزاماتها، إذ سيضيف مترو دبي الكثير إلى اقتصاد دبي وسيسهم في نموه. وأشار إلى أنه إضافة إلى فائدته في تخفيف الازدحام المروري والتقليل من التلوث وزيادة خيارات استخدام وسائل النقل العام، فإنه سيعزز من القدرة التنافسية لدبي وجذبها للأعمال عبر ربطه لجميع المواقع والأماكن الاقتصادية المهمة في دبي، بما في ذلك مطار دبي ومطار آل مكتوم الدولي المتوقع افتتاحه منتصف 2010. وأضاف أن إطلاق المترو يأتي في وقت تمضي الأعمال قدماً في مشاريع البنية التحتية الأخرى في الإمارة، حيث يتوقع أن يفتتح مطار آل مكتوم الدولي منتصف العام المقبل، في حين يتوقع افتتاح محطة جديدة في جبل علي في شهر فبراير 2010، كما بدأ قبول المزايدات في مشروع السكة الحديدية في دبي، وكلها مؤشرات على أن الحكومة تعمل باستمرار على تعزيز قدرات مجتمع الأعمال بكل ما يسهم في الارتقاء ببيئة العمل في دبي. وتوقعت دراسة حديثة لمركز دبي المالي العالمي أن يؤدي تشغيل مترو دبي بكامل طاقته في عام 2014 إلى زيادة في الإنتاج المحلي بقيمة تتراوح بين 17 و28 مليار درهم. وتستند إلى الأبحاث التطبيقية التي أجريت في العديد من دول العالم، والتي أظهرت أن زيادة الاستثمار بنسبة 1% في شبكات البنية التحتية الرئيسية في الاقتصاديات النامية والتي تشمل نظم النقل ومحطات المياه والصرف الصحي وتوليد الكهرباء تسفر عن زيادة في إجمالي الناتج المحلي بنسبة تتراوح بين 0.15% و0.25%. وقال معالي الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي «يمثل مشروع مترو دبي تتويجاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبوصفه مكوناً أساسياً من مكونات البنية التحتية في الإمارة، سيسهم مترو دبي بشكل فعال في تعزيز النمو الاقتصادي في دبي». وأشار إلى فوائد المترو التي لا تتوقف عند دوره ربط شمال وجنوب الإمارة، بل يمتد إلى أن يصبح حلقة وصل بين أهم المعالم والمراكز الحيوية مثل مطار دبي الدولي، ومركز دبي التجاري العالمي، ومركز دبي المالي العالمي، وبرج دبي، إضافة إلى مجمعات المناطق الحرة في تيكوم للاستثمارات، وجبل علي، مما سيعزز من أهمية وفاعلية هذه المعالم من الناحية الاقتصادية. وأكد الدكتور ناصر السعيدى كبير الخبراء الاقتصاديين في مركز دبي المالي العالمي أن الأبحاث التطبيقية أظهرت أن قيمة الزيادة في إجمالي الناتج المحلي نتيجة زيادة الاستثمارات في مرافق البنية التحتية عادة ما تكون أربعة أمثال حجم الاستثمارات المنفذة. وسيبلغ حجم الاستثمارات في مترو دبي 28 مليار درهم حتى عام 2014. ولفت إلى أن المترو الذي سيضم عند اكتماله أكثر من 315 كيلومترا من المحطات وساحات صف السيارات والمنافذ سيحقق جملة من الفوائد للاقتصاد المحلي، مشيرا إلى أنه أول مشروع لمترو نقل جماعي في المدن، وأول مشروع بنية تحتية للسكك الحديدية في شبه الجزيرة العربية منذ عقود. وأشار إلى أن اتجاه دبي إلى تقليل الاعتماد على البترول لفتح الطريق إمام بناء اقتصاد حديث يقوم على الخدمات ويرتبط عالميا بالصناعة اللوجيستية والسياحة والتمويل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مؤكدا إسهام المترو في دعم هذا التوجه من خلال الفوائد الاقتصادية للمشروع والتي تشمل زيادة الطاقة الإنتاجية وعوائد الاستثمارات الخاصة وتقليل تكلفة إنجاز معاملات الاستثمارات الخاصة. ولفت السعيدي إلى أن زيادة الطاقة الإنتاجية تنبع من انخفاض حدة الزحام المروري والذي يتسبب سنويا في خسائر اقتصادية تتراوح بين 4 إلى 5 مليار درهم، إضافة إلى الخسائر المرتبطة بالتلوث والحوادث وإهلاك الطرق، والتي تقدر بالملايين. وأكد سامي ضاعن القمزي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي أن انطلاقة مترو دبي تشكل نقطة تحول مهمة في تاريخ تطوير البنية التحتية للإمارة والارتقاء بها إلى العالمية بما يخدم آفاق النمو والتطور المستقبلي الاقتصادي. وأشار القمزي إلى أن المشروع يؤكد عزم قيادتنا الرشيدة متمثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على الاستمرار في مسيرة التطوير والبناء والتحديث والسير باقتصاد الإمارة قدماً إلى الأمام. وقال إن «مترو دبي» بمثابة إضافة مهمة لبنية إمارة دبي التحتية، حيث ينضم إلى عوامل الجذب الكثيرة التي تتميز بها دبي ومن التسهيلات العديدة التي تقدمها الإمارة لضمان استمرارية وازدهار الأعمال فيها. وأضاف أن التوجه نحو تعزيز مقومات البنية التحتية في الإمارة في هذه المرحلة بالذات سيكون له الدور الأكبر في تعزيز الثقة بمتانة وصلابة اقتصاد إمارة دبي، وبالتالي تعزيز مكانتها كوجهة اقتصادية مهمة في المنطقة والعالم. وقال فابيو سكاسفيلليني مدير الإحصاءات والاقتصاد الكلي في مركز دبي المالي العالمي إن الاستثمار في البنية التحتية يعد أحد أبرز محركات النمو الاقتصادي في دبي خلال العقد الماضي، مشيرا إلى أن دبي نجحت في تحويل موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يتوسط أوروبا وأسيا إلى ميزة تنافسية اقتصادية هامة. وأشار سكاسفيلليني إلى أن شبكة مترو دبي سيكون لها تأثير مماثل للتأثير الذي أحدثه تطور شبكة الإنترنت وشبكات الاتصالات، مشيرا إلى أن التجارب أثبتت أنه كلما زادت درجة «التقارب» بين المراكز الاقتصادية كلما زادت قيمة السلع والخدمات المنتجة. نافذة جديدة لتنشيط مبيعات التجزئة دبي (الاتحاد ) - بادرت محلات تجزئة شهيرة بحجز المساحات التجارية داخل محطات مترو دبي للاستفادة من النافذة الاستثمارية الجديدة التي يوفرها المترو لقطاع التجزئة. وافتتحت متاجر التسوق العالمية «زووم» ثلاثة متاجر لها داخل محطات متر دبي منها متجران في محطة الراشدية ومتجر واحد في محطة مول الإمارات. وقال ماجد سيف الغرير رئيس مجموعة مراكز التسوق لـ«الاتحاد» إن مترو دبي يفتح نافذة جديدة تساهم جنبا إلى جنب مع مراكز التسوق الكبرى في تنشيط مبيعات التجزئة. وأشار إلى أن محلات التجزئة التي يتم افتتاحها في المحطات ومرافق المترو المختلفة ستقوم بدور تكميلي مع منافذ البيع في مراكز التسوق، حيث تركز مناطق البيع ومحلات التجزئة في المترو على مبيعات التجزئة السريعة. وأضاف أن مترو دبي يربط أطراف المدينة، بما يسهل حركة المتسوقين الذين يمكنهم التنقل بين مراكز التسوق المختلفة بكل سهولة ويسر، مما يساهم في زيادة المتسوقين وتنشيط حركة المبيعات في تلك المراكز. وأعلنت «شركة بترول الإمارات الوطنية» (اينوك) أنها ستتولى حصرياً إدارة متاجر «زووم» الواقعة ضمن محطات «مترو دبي». وقال سعيد عبد الله خوري، الرئيس التنفيذي لمجموعة «اينوك»، إن مترو دبي سيحدث تغييراً كبيراً في البنية التحتية للمواصلات في إمارة دبي، ومن المتوقع أن يحظى بإقبال متزايد كوسيلة مفضلة للتنقل داخل الإمارة. وأشار إلى أن افتتاح متاجر «زووم» داخل المحطات سيوفر قيمة كبيرة لمستخدمي «مترو دبي» من خلال تلبية احتياجاتهم المتنوعة للتسوق. وقال إن متاجر»زووم» للتسوق في محطات مترو ستفتح أبوابها من الساعة 7 صباحاً وحتى منتصف الليل، مضيفا أن المتاجر تتخذ تصميماً ذكياً يتكامل إلى حد كبير مع تصميم محطات مترو دبي. وتتراوح مساحة المتاجر من 14 إلى 105 أمتار مربعة، وتوفر للمستهلكين مجموعة واسعة من المواد الغذائية والمشروبات والفواكه الطازجة، والمجلات والصحف اليومية، وغيرها من المنتجات الأخرى. كما افتتحت شركة «جاكيس» المتخصصة في بيع إلكترونيات التجزئة فرعاً جديداً من سلسلة محلات «جاكيس إكسبريس» في منطقة الربط بين «مول الإمارات» ومحطة مترو دبي. وقال أشيش بنجابي، المدير التنفيذي للعمليات في مجموعة شركات جاكيس «يتوقع أن يقبل آلاف الركاب يومياً على استخدام المترو، ولذلك فقد قمنا بتغيير موقع فرع «جاكيس إكسبريس» في «مول الإمارات» ونقله إلى منطقة الربط بين محطة مترو دبي والمول». وأضاف بنجابي: «يبلغ طول ممر الربط 175 مترا، ويوفر للركاب إمكانية التنقل عبر منطقة مغطاة ومكيفة الهواء وتتوفر فيها أنظمة الأرضيات المتحركة. ويشكل هذا الممر موقعاً استراتيجياً لافتتاح «جاكيس إكسبريس» نظراً لقربه من مترو دبي ووقوعه بمواجهة الممر الرئيسي في المستوى الأول والذي يشهد إقبالاً كبيراً من الركاب. ويضم «جاكيس إكسبريس» الذي تبلغ مساحته 3000 قدم مربعة، أجهزة إلكترونية متعددة من علامات تجارية مختلفة مثل أجهزة النت بوك وألعاب الفيديو وأجهزة الهواتف المحمولة والكاميرات الرقمية والأجهزة الرقمية المختلفة وشاشات تلفاز الكريستال السائل ومنتجات شخصية ومنتجات صحية مختلفة.