مشروعات تطوير البنية التحتية في أبوظبي تجذب المستثمرين العالميين

أكد مشاركون في القمة العالمية للتجارة والموانئ 2011 بأبوظبي أمس أن خطط الإمارة لتطوير البنية التحتية تجتذب الشركات العالمية العاملة في القطاع، متوقعين أن تشهد أبوظبي نقلة نوعية في مجال البنية التحتية خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأوضحوا أن المشاريع التي بدأت إمارة أبوظبي تنفيذها في مجال الموانئ والمطارات والطرق والسكك الحديدة والمناطق الصناعية المتخصصة، بجانب الاستثمارات الضخمة في قطاعات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، ستؤدي إلى قفزة نوعية كبيرة في طبيعة وظروف الحياة لسكان الإمارة. وقال فهد سعيد الرقباني مدير عام مجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي لـ”الاتحاد” إن السنوات الثلاث المقبلة ستشهد إنجاز أجزاء رئيسة من المشاريع الكبرى المطروحة في مجال البنى التحتية كما في مجال الاستثمارات الكبرى في الصحة والتعليم وغيرها. وأضاف: “هذا سيكون له انعكاس إيجابي كبير على حياة السكان في الإمارة”. وأكد أن الحضور الكبير في هذه القمة والمعرض المصاحب له يؤكد حجم الاهتمام من كبريات الشركات العالمية والمستثمرين المحليين والأجانب بالمشاريع والفرص التي توفرها أبوظبي حالياً والتي ستتوفر كذلك خلال المرحلة المقبلة. وأوضح أن القمة تعتبر مفيد جداً من حيث مناقشة والاطلاع على التجارب العالمية في هذا المجال، فضلاً عن معرفة نوعية التحديات التي تواجهه المشاريع التنموية لا سيما مشاريع البنى التحتية، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالموانئ والنقل والخدمات اللوجستية وغيرها. وأضاف: إن أبوظبي تسير بخطى واثقة لترسيخ مكانتها العالمية كوجهة للاستثمار، في وقت تعتبر فيه الإمارة سوق مفتوحة على الأسواق العالمية وجاذبة للاستثمار الأجنبي، وهي مستمرة في تطوير البنى الأساسية التشريعية والقانونية والإجراءات المتصلة بالاستثمار. البرنامج الزمني للمشاريع إلى ذلك، وصف عتيبة العتيبة رئيس مجلس إدارة مجموعة العتيبة الاستثمارية مشروعات التطوير التي تنفذها إمارة أبوظبي لا سيما ميناء خليفة والمناطق الصناعية المتخصصة المتصلة به، ومشروع السكك الحديدية وتوسعات المطارات وغيرها بالمشاريع الاستراتيجية العملاقة، التي سيكون لها اثرها البالغ على تطوير وتنمية الاقتصاد والمجتمع في الإمارة. ودعا العتيبة إلى الإعلان التفصيلي عن الخطة الزمنية للإنجاز وتنفيذ المشاريع بشكل كامل حتى يتمكن المستثمرين من التخطيط لاستثماراتهم ومعرفة الاتجاه الذي يمكن أن يسلكوه خلال المرحلة المقبلة. وتوقع العتيبة أن يشهد قطاع الصناعة نمواً سريعاً خلال السنوات المقبلة في ظل البنية التحتية المتطورة جدا التي يتم إنشاؤها حالياً، مثل الموانئ والسكك الحديدية وغيرها. رخص جديدة ومن جهته، قال حمد الماس المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية في دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي إن اقتصاد الإمارة يشهد نمواً مستمراً وطلباً متزايداً على الاستثمار، لافتاً إلى أن عدد الرخص التجارية الجديدة التي أصدرتها الدائرة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين نحو 1472 رخصة جديدة، ليرتفع عدد الرخص التجارية العاملة في الإمارة بنهاية فبراير الماضي إلى نحو 103535 رخصة. وأضاف “إن الدائرة تعمل على تعزيز الموقع الاقتصادي العالمي لإمارة أبوظبي من خلال المؤتمرات والمعارض التي تقام في الإمارة أو من خلال المشاركة في المؤتمرات والمعارض العالمية. وأوضح الماس أن الدائرة تشارك خلال الفترة من 4 إلى 8 أبريل المقبل في معرض هانوفر ميسي في ألمانيا، وهو أكبر معرض صناعي دولي من نوعه. ولفت إلى أن الدائرة ستنظم ملتقى على هامش المعرض يتحدث فيه نحو 14 جهة حكومية من أبوظبي. ويشارك في جناح الدائرة بالمعرض 12 جهة حكومية و5 شركات صناعية كبرى من أبوظبي، من الشركات المصدرة للسلع والمنتجات. وأوضح أن الاهتمام الاقتصادي العالمي واهتمام المستثمرين الأجانب يتزايد بأبوظبي. وأضاف أن الحضور الكبير والمشاركة الأجنبية في هذا المعرض والمؤتمر يشيران إلى درجة هذا الاهتمام من جانب المستثمرين الأجانب. “الاتحاد للقطارات” إلى ذلك، كشف ريتشارد باوكر الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات أن الشركة تعكف حالياً على دراسة المخطط والتصاميم التي سيتم اعتمادها لمحطات الركاب للقطارات، وعددها وأماكنها للمرحلة الأولى والتي تشمل إمارة أبوظبي وتمتد حتى جبل علي، وتوقع إنجاز الدراسة خلال أشهر قليلة. وأشار إلى أن القطارات التي ستستخدم تبلغ سرعتها نحو 200 كيلو متر في الساعة. ولفت إلى أن الشركة ستبدأ في إرساء المناقصات لبدء الأعمال الإنشائية في المرحلة الأولى لخط السكك الحديدية لخط حبشان – شاه – رويس خلال شهر يونيو المقبل، دون تأخير، بعد أن طرحت المناقصات للشركات المهتمة مطلع مارس الحالي. وتوقع إرساء مناقصات توريد القطارات والمقطورات خلال شهر يونيو المقبل، مضيفاً أن الشركات المصنعة ستقوم بالتوريد في فترة يصل مداها لنحو 18 شهراً تقريباً. ولفت إلى أن يجري العمل على تصاميم خط القطار إلى العين وأبوظبي والغويفات وميناء خليفة وجبل علي والتي سيتم إنجازها قبل نهاية العام الحالي. وفيما يخص المسارات التي سيسلكها قطار الاتحاد في المرحلة اللاحقة، قال إن العمل يجري حاليا للتنسيق مع الدوائر المحلية المعنية ووزارة الأشغال العامة من أجل تحديد المسارات المطلوبة. احتياجات المستخدمين وقال شادي ملك المدير التنفيذي للشؤون التجارية في شركة الاتحاد للقطارات إن المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه عملية التخطيط والتصميم للشركة هو مدى تلبيته لاحتياجات المستخدمين. وأوضح أن “الاتحاد للقطارات” تقوم باستطلاع آراء المستخدمين المحتملين لخدماتها في المستقبل وتضع خططها بما يلبي طموح وأهداف المستخدمين لخطوطها. وأكد أن مشاريع السكك الحديدية بشكل عام تسهم بفاعلية في دعم التنمية الاقتصادية في كافة الدول. وأشار إلى أن بعض الدراسات تبين أن استثمار دولار واحد في البنى التحتية سيعود على الاقتصاد بدولارين على المدى المنظور. وأكد أن النقل بالسكك الحديدية له فوائد جمة وكثيرة ليس أقلها درجة الأمان العالية والتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.