الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمات تعصف بصناعة المنسوجات الباكستانية

الأزمات تعصف بصناعة المنسوجات الباكستانية
10 سبتمبر 2009 22:59
تضافرت عوامل عديدة من بينها انكماش الطلب العالمي والنقص الكبير في الطاقة الكهربائية وتراجع اهتمام الباعة فيما وراء البحار للإمساك بخناق مصنعي المنسوجات في باكستان, في ذات الوقت الذي استمرت فيه حالة عدم الاستقرار وتزايد أعمال العنف والاضطرابات في معظم أنحاء البلاد. ويسود مدينة فيصل آباد في قلب إقليم البنجاب، والتي تعتبر المركز التقليدي لصناعة المنسوجات في الباكستان، الإحباط والتذمر بشكل غير مسبوق بعد أن تم التخلص من عشرات ماكينات الغزل والنسيج في مكبات الخردة خلال فترة الأشهر الماضية، كما أن أكثر من 200 ألف شخص فقدوا وظائفهم في قطاع المنسوجات وحده في خلال العام الماضي كما يشير المسؤولون في الصناعة، إذ يقول رمن نسيم بهارا رئيس اتحاد مصدري المنسوجات الباكستاني «لقد أصبحنا أصلاً في عِداد الأموات». وعلى الرغم من أن هذه المقولة تبدو وكأنها تتسم بالمبالغة، إلا أن بعض الأسباب التي أدت إلى تفاقم مشكلة الصناعة باتت واضحة ومقنعة أثناء اللقاء الصحفي الذي أجري معه في مكتبه. فقد انقطع التيار الكهربائي لمدة ساعة كاملة، كما أنه تأخر في الوصول بسبب الازدحام والتكدس المروري جراء ذلك الانقطاع الكهربائي الذي أصبح يُلحق الشلل بمصنعي الغزل والنسيج، وذلك لأن شركات الكهرباء اعتادت مؤخراً على فرض قطوعات مستمرة على الخدمة بسبب النقص في السعة. ثم بدأت الصادرات تعاني من الكساد بسبب ضعف الطلب من قبل المشترين الغربيين، وجاء إنهاء العمل بالحصص العالمية في عام 2005 ليوجه ضربة قاسية للقطاع. وكنتيجة لذلك، فقد توقف حجم صادرات المنسوجات التي تتراوح ما بين أنواع الحرير الرخيصة والملابس الصوفية المغزولة نهاية بالشراشف والمناشف العالية الجودة التي تصنع خصيصاً للماركات العالمية الغربية عند قيمة لا تزيد على 9.6 مليار دولار في العام المالي المنتهي في 30 يونيو 2009 أي أقل بنسبة 10 في المئة عما كانت عليه في العام الأسبق. وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المنتجات الباكستانية إلى أعلى مستوى لها بسبب قطوعات الكهرباء التي أجبرت كبار المشغلين على شراء وتشغيل وحدات الطاقة الخاصة بهم، فقد ظلت المخاوف الأمنية في معظم الأحيان تخل بميزان القوى لمصلحة المنافسين في الهند والصين وبنجلاديش كما يقول بهارا، وهو يطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بضرورة منح وضعية السلع الحرة أو الخالية من الرسوم لصادرات المنسوجات الباكستانية والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاقيات للتجارة الحرة مع الدولة، وهو الأمر الذي طالما ظلت الحكومة الباكستانية تسعى لتحقيقه. وإلى ذلك، تستمر جموع العاطلين المنتشرين في الساحات الرئيسية لمدينة فيصل آباد، في طرح مشكلة البطالة المتنامية في باكستان، وإمكانية تحول أعداد كبيرة من هؤلاء للالتحاق بصفوف مختلف المجموعات المسلحة المتناحرة. إذ يقول محمد أفضل يعقوب - 31 عاماً - إنه يكسب الآن مبلغ 150 روبية أو 1.8 دولاراً في اليوم من مهنته الحالية كعامل حمّال في السوق، ولكنه عندما يحصل على وظيفة في صناعة المنسوجات، فإن راتبه لن يزيد على 6 آلاف روبية في كل شهر. وفي الحقيقة، فإن ليس كل فرد في الصناعة يعاني من هذه الأوضاع الصعبة الحالية، ففي أعلى قمة الخرم نجد شركات مثل شركة «شيناب» التي تصنع القمصان والمفارش لمصلحة كبريات الماركات الغربية مثل «بولو رالف لورين» وشركة ايكيا الواسعة الانتشار. لذا، فإن هذه الشركة التي لديها محطة الطاقة الخاصة بها استمرت تواصل أعمالها في ظل الأعطال الكهربائية التي يعاني منها الآخرون بكل كفاءة، ولكن الأوضاع الأمنية المأساوية ما زالت تفشل في إقناع الزبائن في وراء البحار بأن شركة شيناب سوف تتمكن من توصيل الطلبيات بمصداقية كاملة. عن «انترناشونال هيرالدتريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©