الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بين «هاملت» وعجمان

20 مايو 2010 22:43
عندما كانت الفرق الصاعدة تتساقط كالسحب الرمادية مع أول هبوب لرياح دوري الأضواء وترحل هادئة دون برق و رعد، ارتسمت الأحرف الأولى لمعاهدة “الصاعد هابط” وتعلقت على جدار الدوري طويلاً حتى “خربشت” فيها أظافر الظفرة ونبشتها أنياب بني ياس. واليوم ومع هبوط الإمارات وعجمان من دوري الأضواء بعد زمجرة وبرق ورعد بدأت تتعلق على جدار الموسم الأحرف الأولى لقاعدة عكسية تؤكد أن “الهابط صاعد” إذ تمكن الفريقان من توقيع معاهدة صعود الهابطين من الدوري إلى أعلى قمم الكؤوس بحلول عجمان اليوم طرفاً في نهائي كأس الرابطة وفوز الإمارات بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، فهل يحافظ الفريقان اللذان سوف يكتب لهما الهبوط في الموسم القادم على بعض نصوص المعاهدة الجديدة أو أحدهما على الأقل ليحرز أحد اللقبين أو يصعد طرفاً في النهائي؟. بالطبع لا يمكن استباق الأحداث، لكن من يدري، فالساحرة المستديرة فيها العجب، ويا لها من مفارقة عجيبة تحدث الآن تجرنا إلى سؤال بلا إجابة: لو أن الفريقين يستحقان الهبوط فكيف تجاوزا كل هذه المحطات الصعبة باتجاه الألقاب!. لا أعتقد أن هناك تفسيرات فنية، ولكنني أميل إلى التفسير النفسي الذي أعتقد أنه يصح في كرة القدم كما يصح في الكثير أو ربما في كل جوانب الحياة.. ولعل التفسيرات النفسية هي الوحيدة القادرة على أن تبرر لنا كيف أن عبقرياً استطاع تغيير وجه الحياة على الأرض مثل “أينشتاين”، كان تلميذاً بليداً متعثراً حتى أن المدرسة نصحت أسرته بأن تبحث له عن حرفة كي لا يضيع جهدها في دراسة لا يصلح لها التلميذ الغبي أينشتاين! وأحياناً يفقد الإنسان الثقة أو الحافز في موقع ما على خريطة الحياة ويجنيهما في موقع آخر ربما يكون أصعب فيتعثر في السهل وينجز في الصعب، حتى لتعجب من أمره ولا تملك غير سؤال ساذج: هل هذا هو ذاك؟ وكيف نفسر تلك الظاهرة التي نراها كل موسم ونحن نطالع نجوماً تسقط كالشهب المحترقة في بعض الملاعب وما أن تنتقل إلى ملاعب أخرى حتى تعلو وتشع وتملأ الساحة عطراً وبريقاً؟ ولعل ما حدث مع فريق الزمالك أحد قطبي كرة القدم المصرية دليل آخر عندما تولى أمره مؤخراً حسام حسن، فانقلب فجأة من فريق ترحب شباكه بكل من “هب ودب” إلى رقم صعب يستعصي على الجميع، له دبيب وهبوب وهيبة، وانتقل من القاع إلى القمة بنفس التشكيلة واللاعبين والظروف، اللهم إلا الدوافع النفسية التي صبها حسام “العميد” على الرماد فعاد مشتعلاً له أزيز ولهيب. وفي الأمثال قالوا: “النار تحت الرماد”.. وكل منا بالفعل نار ورماد لكن متى ينطفئ وكيف يشتعل، هذه هي المعادلة، أو كما قال شكسبير على لسان بطله الأسطوري “هاملت” هذا هو السؤال! mamdo9495@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©