الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أوبك» تثبت إنتاجها النفطي وتعلن رضاها عن النطاق السعري الحالي

«أوبك» تثبت إنتاجها النفطي وتعلن رضاها عن النطاق السعري الحالي
10 سبتمبر 2009 23:10
أعلن وزراء النفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في وقت مبكر من صباح أمس في فيينا أنهم راضون عن مستوى الأسعار الحالية، واتفقوا على الإبقاء على حصص الإنتاج الحالية دون تغيير، فيما توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب على النفط خلال العام المقبل. ويخضع 11 عضوا في «أوبك» لقيود إنتاج تهدف إلى خفض إنتاج النفط بواقع 4.2 مليون برميل يومياً عن مستوياته المسجلة في سبتمبر 2008، بهدف الوصول بالإنتاج إلى مستوى 24.82 مليون برميل يومياً. وكان معالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة قد أكد أمس الأول أن الالتزام بالقيود على إنتاج أوبك يمكن أن يكون أفضل من مستواه الحالي ولكن أعرب عن ارتياحه ازاء سوق النفط بوضعها الحالي. وقالت الوكالة إن «أوبك» ضخت 55 ألف برميل إضافي يومياً في أغسطس المنصرم مقارنة بيوليو الماضي، الأمر الذي خفض مستوى الالتزام بخفض الإنتاج الذي اتفق عليه أعضاء «أوبك» إلى 68 بالمئة في يوليو. وفي قرارها، وضعت المنظمة في الاعتبار مؤشرات على تعافي الاقتصاد العالمي، وقال السكرتير العام لمنظمة «أوبك» عبد الله سالم البدري إنه «يجب أن نكون حذرين للغاية... لا نريد أن نتخذ إجراء يمكن أن يعرض للخطر عملية التعافي التي نراها حالياً»، وأعرب عن أمله في أن تنتهي حالة الركود خلال الربع الأول من عام 2010. ومن جانبه، قال علي النعيمي وزير النفط السعودي للصحفيين خلال الاجتماع الذي بدأ في وقت متأخر من مساء أمس الأول بسبب ظروف الإفطار إن السعر جيد للغاية. ورفعت منظمة (أوبك) سلّة خاماتها الإثني عشر بواقع 1.14 دولار إلى 68.97 دولاراً للبرميل الواحد أمس الأول، مقابل 67.83 دولاراً للبرميل الواحد نهار الثلاثاء، وفقاً لما أفادت به «أوبك» أمس. جدير بالذكر أنّ السلّة لا تُستخدم لتحديد أسعار النفط في السوق، لكنها تعطي فكرةً عن قيمة إنتاج «أوبك»، هذا وكوّنت «أوبك» سلّة جديدة بعد أن اشتكت الدول الأعضاء من أنّ السلّة القديمة تغالي في تحديد قيمة إنتاج المنظمة. وطالبت باعتماد سلّة تركّز على أنواع الخام التي تحتوي على درجات أعلى من الكبريت، والتي تمسي بطبيعة الحال أدنى تكلفةً. نمو الاستهلاك وفي سياق متصل، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للنفط نحو 0.5 مليون برميل يومياً عما كان متوقعاً خلال العام الجاري والعام المقبل، وذلك بفعل ارتفاع قوي فاق التوقعات في استهلاك الوقود بكل من أميركا الشمالية وآسيا. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة إلى 28 دولة صناعية في تقريرها الشهري عن أسواق النفط، إن الاستهلاك العالمي للنفط سيبلغ في المتوسط 84.4 مليون برميل يومياً في عام 2009 بانخفاض 2.2 بالمئة مقارنة بالعام الماضي بسبب التباطؤ الاقتصادي. إلا أنها قالت في التقرير إن الطلب على النفط سيشهد انتعاشا خلال عام 2010 وسيرتفع 1.3 مليون برميل يوميا أو ما يزيد على 1.5 بالمئة، وذلك مع تأكد الانتعاش الاقتصادي. وقال ديفيد فايف رئيس إدارة أسواق وصناعة النفط بالوكالة إن الاستهلاك العالمي للنفط سيتحسن ثانية قرب نهاية العام الجاري بعد فترة من الضعف الشديد، خاصة في الاقتصادات الكبيرة المتقدمة، وتابع «سيتقلص التراجع السنوي مع اقترابنا من نهاية عام 2009 ثم سنشهد مع بداية 2010 نموا سنويا في الطلب العالمي». كبار المستهلكين وأشار تقرير الوكالة إلى أن التعديل بالارتفاع في تقديرات الطلب على النفط يرجع بصورة كبيرة إلى المستهلكين الكبار - الولايات المتحدة والصين -، إلا أن من المرجح تأتي كل الزيادة تقريبا في الطلب العالمي من الدول النامية خلال العام المقبل. وتتوقع الوكالة أن تعالج مصافي النفط مزيدا من الخام على المستوى العالمي خلال الربع الأخير من العام الجاري، مقارنة بالفترة المقابلة من 2008 لتسجل أول زيادة سنوية منذ أكثر من عام. وقدرت الوكالة أن يبلغ إجمالي إنتاج «أوبك» من النفط 28.81 مليون برميل يومياً، وأبقت على تقديراتها لإنتاج النفط من الدول خارج منظمة «أوبك» دون تغيير عند 51 مليون برميل يوميا هذا العام و51.5 مليون برميل يوميا في 2010. تحسن الأسعار ويقول محللون إن أسعار النفط انتعشت بقوة هذا العام في ظل تركيز المستثمرين على احتمالات الانتعاش الاقتصادي وارتفاع أسواق الأسهم بدلا من التركيز على المعروض الفوري والعوامل الأساسية للطلب بسوق النفط. وبحلول الساعة 09.40 بتوقيت جرينتش أمس، ارتفع سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف 60 سنتا للبرميل ليصل إلى 71.91 دولار، وهو ما يزيد على مثلي المستوى المتدني البالغ 32.70 المسجل في يناير الماضي. وقال هاري تشيلينجيريان محلل النفط في بي.ان.بي باريبا إن تقرير وكالة الطاقة الدولية أكد على الآراء المجمع عليها في سوق النفط، وأضاف «خلاصة الأمر هو أننا نشهد انكماشا يتجاوز اثنين بالمئة في الاستهلاك هذا العام، إلا أن الطلب سينتعش مع حدوث نمو اقتصادي إيجابي في عام 2010». وذكرت الوكالة أن مخزونات النفط في البلدان الكبيرة المتقدمة بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ظلت دون تغيير عندما يعادل 61.8 يوم من التغطية الآجلة بنهاية يوليو، وذلك بارتفاع 4.6 بالمئة مقارنة بمستوياتها قبل عام. وقال فايف إن مستوى تغطية المخزونات مرتفعا بصورة غير عادية، إلا أنه يجب النظر إليه في سياق التراجع الاقتصادي العميق. وأضاف «إنه قياس مضلل إلى حد ما عندما تواجه مثل ذلك الكساد الاقتصادي العالمي غير العادي». وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى ارتفاع المعروض العالمي من المقطرات الوسيطة كزيت التدفئة والديزل، وأضافت أن الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط سيتوقف بصورة جزئية على مدى استمرار ارتفاع المعروض من هذه المنتجات. وقال «هناك بالفعل ارتفاع في المقطرات الوسيطة، الأمر الذي يتسبب بصورة جزئية في إثارة التساؤلات بشأن متانة الانتعاش الصناعي»، وأشار إلى أن استهلاك تلك المنتجات يرتبط ارتباطا وثيقا بالنشاط الاقتصادي، وتابع «يخبرنا ذلك بأن الانتعاش الاقتصادي في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية محدود على أفضل تقدير».
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©